على الرغم من أن نجم خط وسط تشيلسي الإنجليزي إيدين هازارد لن يتعرض لأي عقوبة من قبل الشرطة بسبب قيامه بالاعتداء على صبي جمع الكرات في مباراة فريقه أمام سوانزي سيتي في الدور قبل النهائي لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، فإن النجم البلجيكي سيتعين عليه انتظار قرار الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم بشأن هذه الواقعة المؤسفة، التي ألقت بظلالها على المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي من دون أهداف، وهي النتيجة التي صعدت بسوانزي سيتي إلى نهائي البطولة بعد فوزه بمجموع المباراتين بهدفين دون رد. وتصدرت صورة هازارد وهو يركل الصبي الصحف البريطانية كافة التي ألقت باللوم على لاعب تشيلسي، مشيرة إلى أنه كان على اللاعب أن يترك الأمر لمسؤولي سوانزي.
وتعود تفاصيل الواقعة إلى قبل انتهاء المباراة بعشر دقائق عندما فقد النجم البلجيكي أعصابه بعدما احتفظ الصبي الذي يجمع الكرات حول الملعب، وهو نجل مدير الكرة بنادي سوانزي مارتن مورغان، بالكرة ورفض إعطاءها لهازارد. وعندما حاول هازارد الحصول على الكرة، سقط الصبي على الأرض وألقى بنفسه على الكرة، ولذا حاول هازارد ركل الكرة من تحته، ولكنه بدا وكأنه يقوم بركل الصبي. وبعد ذلك، تم إخراج الصبي عبر النفق ولكنه لم يتعرض لأي أذى.
وعقب انتهاء المباراة، قدم هازارد اعتذارا عبر قناة تشيلسي التلفزيونية، مشيرا إلى أنه كان يركل الكرة وليس الصبي، مضيفا: «وضع الصبي جسده بالكامل على الكرة، وكنت أحاول فقط ركل الكرة، وأعتقد أنني ركلت الكرة ولم أركل الصبي، وأنا أعتذر عما حدث. لقد جاء الصبي إلى غرفة خلع الملابس وتحدثت معه سريعا واعتذرت له واعتذر لي أيضا، وانتهي كل شيء.
أنا آسف». ومع ذلك، قد يتعرض النجم البلجيكي لعقوبة الإيقاف لفترة طويلة، على الرغم من أنها لن تصل بأي حال من الأحوال إلى العقوبة القاسية التي تعرض لها نجم مانشستر يونايتد السابق إريك كانتونا، الذي تم إيقافه لمدة تسعة أشهر كاملة بسبب اعتدائه بطريقة الكونغ فو على أحد مشجعي كريستال بالاس عام 1995.
وكان الصبي، الذي يدعى تشارلي مورغان، قد كتب على حسابه الشخصي على موقع «توتير» قبل ساعات قليلة من انطلاق المباراة يقول: «سوف يعود ملك جميع صبية جمع الكرات في آخر ظهور له». وأشار الصبي إلى أنه قد طُلب منه القيام بذلك لأن الثلوج الكثيرة في جنوب ويلز قد منعت الصبي الذي كان يقوم بهذا الدور، حيث قال: «لم أكن أقوم بذلك خلال الموسم الحالي، ولكن طلب مني العودة مرة أخرى لأن الصبي الذي كان يقوم بذلك لم يأت بسبب الثلوج». وعقب انتهاء المباراة، ارتفع عدد متابعي الحساب الشخصي لمورغان على «تويتر» إلى 70.000 شخص.
وأكد المتحدث الرسمي باسم نادي سوانزي سيتي، أن الصبي، البالغ من العمر 17 عاما، لن يتخذ أي إجراء قانوني ضد هازارد، مشيرا إلى أنه قد تحدث مع النجم البلجيكي في غرفة خلع الملابس للاعبي تشيلسي. وأضاف المتحدث الرسمي: «التقت الشرطة بالصبي ووالده وقالا إنهما لن يتهما هازارد بأي شيء، وهما مهتمان بغلق هذه القضية تماما. ذهب الصبي إلى غرفة خلع ملابس نادي تشيلسي عقب انتهاء المباراة وصافح هازارد. ورحب اللاعبون من أمثال جون تيري وفرانك لامبارد به بطريقة مثالية، وبات كل شيء على ما يرام».
وعلى الرغم من أن المدير الفني لتشيلسي رفاييل بينيتيز صرح بأن تشيلسي سيتعامل مع تلك القضية داخل جدران النادي، فإن ما حدث يعد بمثابة ضربة موجعة لسمعة النادي اللندني في الموسم نفسه الذي شهد اتهام قائد الفريق جون تيري بتوجيه عبارات عنصرية، فضلا عما حدث مع حكم لقاء تشيلسي ومانشستر يونايتد مارك كلاتينبورغ الذي اتهمه لاعبو تشيلسي باستخدام عبارات غير لائقة ضدهم، وكذلك إقالة المدير الفني السابق للفريق روبرتو دي ماتيو بشكل غير لائق. وجاء رد فعل بينيتيز غاضبا عندما اتهم بأنه يغض الطرف عما يقوم به هازارد، حيث قال: «لا أعرف ما الذي تتوقعونه مني، هل تعتقدون أننا لسنا محبطين من هذا الموقف، وأننا لسنا نادمين على ما حدث؟ هل تعتقدون أنهم لم يعتذروا؟ لقد قاموا بذلك، إذن فما الذي يمكننا القيام به؟ لقد تحدث اللاعب مع الصبي واعتذر لأنه أخطأ. نحن نعرف أنه خطأ، ولكننا تحدثنا مع اللاعب ومع الصبي، إذن ما الذي تتوقعونه؟ كان الصبي معنا في غرفة خلع الملابس، واتسم الجميع بالصراحة، وعرفنا أن خطئا قد حدث».
وألقت هذه الواقعة بظلالها على الإنجاز التاريخي الذي حققه سوانزي سيتي، ولكن المدير الفني للفريق مايكل لاودروب رفض توجيه انتقادات لهازارد، مضيفا: «أعرف جيدا أن ما حدث سوف يكون مادة خصبة للصحافة، ولكن في مثل هذه المواقف يتعين علينا أن نحاول ونفهم ما الذي كان يدور برأس من ارتكب تلك المخالفة».
وهكذا – وبعيدا عن واقعة هازارد – حذا سوانزي سيتي حذو فريق الدرجة الرابعة برادفورد سيتي وبلغ نهائي مسابقة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة للمرة الأولى في تاريخه، وذلك بعدما أجبر ضيفه تشيلسي، بطل دوري أبطال أوروبا للموسم الماضي، على الاكتفاء بالتعادل معه صفر – صفر على ملعب «ليبرتي ستاديوم» في إياب الدور نصف النهائي.
وكان برادفورد سيتي واصل بدوره مشوار الحلم ببلوغه النهائي للمرة الأولى في تاريخه المتواضع رغم خسارته الثلاثاء أمام مضيفه أستون فيلا 1 – 2، وذلك لفوزه ذهابا 2 – صفر وهي النتيجة نفسها التي حققها سوانزي بقيادة مدربه الدنماركي مايكل لاودروب على ملعب تشيلسي «ستامفورد بريدج» في لقاء الذهاب، فبلغ بالتالي النهائي للمرة الأولى على حساب منافسه اللندني الذي أكمل اللقاء في الدقائق العشر الأخيرة بعشرة لاعبين بعد طرد هازارد.
ودفع رافاييل بينيتيز المدير الفني لتشيلسي بالمهاجم السنغالي ديمبا با على حساب المهاجم الإسباني الدولي فرناندو توريس، ورغم سيطرة البلوز على أغلب فترات المباراة، فإن الهجمات المرتدة لسوانزي أحدثت خطورة كبيرة على مرمى الفريق الضيف. وتصدى بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي لفرصة محققة من جانب ميتشو في بداية المباراة.
وبمرور الوقت سيطر تشيلسي على مجريات اللعب تماما، ولكنه فشل في تحقيق الخطورة المطلوبة على مرمى أصحاب الأرض. وأهدر ديمبا با فرصة ثمينة في بداية الشوط الثاني وسط تألق مدافعي سوانزي سيتي؛ آشلي ويليامز وشيكو فلوريس.
وشارك توريس قبل 13 دقيقة من نهاية المباراة وأحدث بالفعل أثرا كبيرا، ولكن طرد هازارد قضى على أحلام البلوز في تحقيق الفوز.