هبطت أسعار النفط أمس نتيجة توقعات بأن تُبقي «أوبك» إنتاجها مرتفعاً ما أثار مخاوف من استمرار وفرة المعروض على رغم تراجع عمليات الحفر للتنقيب عن النفط في الولايات المتحدة. وأظهر مسح شهري أجرته وكالة «رويترز» أن إنتاج منظمة «أوبك» سجل أعلى مستوى في سنتين ونصف السنة عند 31.22 مليون برميل يومياً في أيار (مايو). وتجتمع «أوبك» في فيينا الجمعة المقبل، لكن لا يتوقع أن تغير سياسة الإنتاج ما سيقود لاستمرار تخمة المعروض في الأسواق العالمية في المستقبل المنظور.
وهبطت أسعار عقود «برنت» لأقرب استحقاق 75 سنتاً إلى 64.81 دولار للبرميل. وتراجعت التعاقدات الآجلة للخام الأميركي 70 سنتاً إلى 59.60 دولار للبرميل. وقفزت أسعار النفط الخام نحو خمسة في المئة الجمعة في أكبر ارتفاع لها منذ شهر بعدما أطلق انخفاض أكبر مما كان متوقعاً في منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة، موجة صعود.
وأعلن بنك «مورغان ستانلي» الأميركي في مذكرة أن هناك احتمالاً بأن ترفع منظمة «أوبك» سقف إنتاجها من النفط. ولفتت المذكرة إلى أن مستوى الإنتاج الحالي لـ «أوبك» يبلغ نحو 31 مليون برميل يومياً وتتوقع المنظمة أن يرتفع الطلب على نفطها إلى 30.5 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من العام.
وأظهر مسح أجرته «رويترز» ارتفاع معروض نفط «أوبك» في أيار إلى أعلى مستوى له في أكثر من سنتين عند 31.22 مليون برميل يومياً إذ طغت زيادة الصادرات الأنجولية وإنتاج قياسي أو شبه قياسي من السعودية والعراق على حالات تعطل في إنتاج منتجين صغار. وبهذه الزيادة يرتفع إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول بدرجة أكبر فوق هدفها البالغ 30 مليون برميل يومياً ما يبرز تركيز السعودية أكبر بلد مصدر للخام في العالم والأعضاء الرئيسين الآخرين على حماية حصصهم السوقية.
وأعلنت وزارة النفط العراقية أمس أن صادرات البلاد من الخام ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ 3.145 مليون برميل يومياً في المتوسط في أيار من 3.08 مليون برميل يومياً في الشهر السابق. وبلغت صادرات مرافئ البصرة الجنوبية مستوى قياسياً، إذ سجلت 2.694 مليون برميل يومياً في حين وصلت صادرات الشمال عبر خط الأنابيب الممتد إلى ميناء جيهان التركي إلى 451 ألف برميل يومياً. وزادت الإيرادات إلى أكثر من خمسة بلايين دولار وبلغ متوسط سعر بيع برميل الخام 55 دولاراً.
وقال مصدر أن مؤسسة النفط الهندية قلصت بمقدار النصف عقد استيراد الخام من الكويت إلى 100 ألف برميل يومياً مع قيام شركة التكرير بالحد من اعتمادها على المشتريات طويلة الأجل لمصلحة الصفقات الفورية الأرخص. وكانت الكويت ثاني أكبر مورد للنفط إلى أكبر شركة تكرير هندية في السنة المالية التي انتهت 31 آذار (مارس) بعد العراق. وبالنسبة للسنة المالية 2015 – 2016 خفضت مؤسسة النفط الهندية عقدها مع مؤسسة البترول الكويتية للاستفادة من توافر خامات أفضل بأسعار أقل.
وأعلنت وزارة البترول المصرية أن الهيئة العامة للبترول وقعت اتفاقاً مع شركة «إيني» الإيطالية لتنفيذ نشاطات استكشافية وتنموية ببليوني دولار على مدى أربعة أعوام. وأضافت الوزارة في بيان صحافي أن التوقيع مع «إيني» يأتي «تفعيلاً لمذكرة الاتفاق التي تم توقيعها على هامش المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ في آذار». ووقعت مصر مع شركة «إيني» النفطية العملاقة اتفاقات بـ 5 بلايين دولار المشاريع على مدى أربع إلى خمس سنوات.
ولفتت الوزارة في البيان إلى أن توقيع الاتفاق مع «إيني» يمهد إلى «تعديل سعر الغاز في بعض الاتفاقات ومد العمل في بعضها». وستكون «إيني» الشركة الثاني التي تتوصل إلى اتفاق لتعديل سعر الغاز مع الحكومة. ففي آذار اتفقت مصر على تعديل السعر مع مجموعة النفط والغاز الألمانية «آر دبليو إي ديا» ليبلغ 3.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بدلاً من 2.5 دولار.
المصدر: القاهرة، بغداد، لندن، نيويورك – «الحياة»، رويترز