عادت الحرب السورية، أمس، إلى يومياتها الدموية المعهودة، إذ لم تمض ساعات قليلة حتى شنت القوات النظامية هجوماً مضاداً على مقاتلي الفصائل المسلحة في ريف اللاذقية الشمالي بدعم جوي روسي، ولم تتردد في ارتكاب مجزرتين ذهب ضحيتهما 44 قتيلاً في قصف جوي استهدف سوقين شعبيين في معرة النعمان وبلدة كفر نبل بريف إدلب شمال غربي البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أوقعت صواريخ أطلقت الاثنين من سوريا على مدينة كيليس الحدودية التركية قتيلاً خامساً، وثلاثة جرحى في قصف جديد، حسبما أوردت وسائل الإعلام التركية. وبينما اعتبرت المعارضة أن الضربات الجوية الحكومية تمثل تصعيداً خطيراً للصراع، أكدت أنها تعزز موقفها تجاه قرار تأجيل مفاوضات جنيف، باعتبار أن الظروف الحالية غير ملائمة لإجراء مفاوضات، معتبراً أن الهدنة انتهت، وفيما بدأ أعضاء من وفد المعارضة مغادرة جنيف، وفق المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب، الذي وجه انتقادات لاذعة للمجتمع الدولي، بسبب عدم قدرته على تسيير عملية الانتقال السياسي، بدا وكأن وفد النظام لا تعنيه عملية انسحاب المعارضة، حيث ألمح رئيس الوفد بشار الجعفري إلى وجود وفود أخرى للمعارضة في جنيف، وأكد أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد ليس من اختصاص المفاوضين في جنيف.
يأتي ذلك، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مفاوضات جنيف ليست مجمدة، وشدد خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي جون كيري على أن أمريكا وروسيا لا تؤيدان حلاً عسكرياً للصراع في سوريا، كشف الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مقابلة تلفزيونية أنه أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية بينهما يوم الاثنين الماضي أن الوضع في سوريا يتدهور بسرعة وبالتالي يتعين على دولتيهما العمل معا وبشكل متناغم، لكي يتحرك الوضع هناك إلى الأمام. وذكر أوباما أن واشنطن نظريا لا تعترض على إصرار روسيا على أن تحتفظ الدولة السورية بهيكليتها، وأضاف «ما كنا نتناطح بشأنه باستمرار (وهذا كان صحيحاً على مدى 6 سنوات) هو إصراره (بوتين) إنه لا يمكنه أن يدعم (قراراً) أحادي الجانب بإزاحة الأسد، ولأن هذا القرار يتعين على الأسد والسوريين أن يتخذوه».
المصدر: الخليج