هدنة غزة تكشف حقائق صادمة للعدوان الإسرائيلي

أخبار

واصل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة صموده عموماً، لليوم الثاني على التوالي، أمس الاثنين، باستثناء محاولات إسرائيل لإفساده بشتى الوسائل والسبل، تارة عبر العرقلة والتأخير، وأخرى باستهداف المدنيين الفلسطينيين، حيث أصيب عدد منهم برصاص الجيش الإسرائيلي في وسط وجنوبي قطاع غزة وتحديداً في رفح ومخيم النصيرات، في وقت بدأت الأرقام تكشف عن حقائق كارثية جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، حيث أكدت الأمم المتحدة أن 92% من منازل غزة دمرت، وأوضحت أن هناك نحو 50 مليون طن من الأنقاض في قطاع غزة يستغرق رفعها 21 عاماً وبكلفة لا تقل عن 1,2 مليار دولار، في حين أكد جهاز الدفاع المدني في غزة، أن هناك 10 آلاف لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض وأن الذين تبخرت أجسادهم ولا يوجد لهم أثر بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 قتيلاً، وذلك بعد 471 يوماً من المجازر الإسرائيلية في القطاع، التي خلّفت أكثر من 155 ألف قتيل وجريح فلسطيني.

وقال الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، أمس الاثنين، إن البحث جارٍ عن رفات آلاف الفلسطينيين الذين يعتقد أنهم دفنوا تحت الأنقاض، فيما عبّر سكان القطاع عن صدمتهم إزاء الدمار في اليوم الثاني من سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل: «نبحث عن جثامين أكثر من 10 آلاف قتيل لا تزال أجسادهم تحت الأنقاض حتى الآن»، مطالباً بإدخال طواقم دفاع مدني عربية وأجنبية بكافة إمكاناتها لمد يد العون في البحث عن جثامين القتلى. وأضاف: «عدد الضحايا الذين تبخرت أجسادهم ولم نجد لهم أثراً بسبب القصف الإسرائيلي بلغ 2842 قتيلاً». وقال سكان ومسعفون في غزة إن اتفاق وقف إطلاق النار صامد إلى حد كبير، رغم وقوع حوادث متفرقة. وقال مسعفون إن ثمانية أشخاص أصيبوا بنيران إسرائيلية منذ صباح أمس الاثنين في مدينة رفح بجنوب القطاع، دون تقديم تفاصيل عن حالتهم. كشف الدفاع المدني في غزة عن حصيلة الخسائر البشرية والمادية منذ بداية أكتوبر 2023. وأفاد بمقتل 99 فرداً من طواقمه وإصابة 300 آخرين، إلى جانب تدمير 17 مقراً ومركزاً للدفاع المدني من أصل 21 في قطاع غزة. وأشار إلى أن الاستهدافات الإسرائيلية أسفرت عن خسارة الدفاع المدني ل85% من مركباته، التي دُمّرت إما جزئياً أو كلياً. وأضاف الدفاع المدني أنه تلقى أكثر من 500 ألف إشارة استغاثة جراء التعرض للخطر، منها 50 ألفاً لم تستطع طواقمه الوصول إليها.

ومن جانبها، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلي على القطاع منذ أكتوبر 2023 بلغت 47,035 قتيلاً، و111,091 مصاباً.

وأفادت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي بأن 122 قتيلاً، بينهم 62 تم انتشالهم، و341 مصاباً وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال ال24 ساعة الماضية نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية.

وأشارت إلى أن عدداً من الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض وفي الشوارع، دون أن تتمكن فرق الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. وفي وقت سابق، أعلنت الأمم المتحدة، أن النساء والأطفال شكلوا قرابة 70% من قتلى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بين نوفمبر 2023 وإبريل 2024.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، أمس الاثنين، إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمّرت أو تضررت جراء الحرب الإسرائيلية، فيما نزح 90% من المواطنين من بيوتهم. وقال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل، حيث ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها.

(وكالات)