عاد الهدوء إلى عاصمة جنوب السودان جوبا أمس الثلاثاء، بعد أيام من القتال الدامي الذي خلف آلاف الضحايا، وشرد أكثر من 36 ألفاً، ودخل قرار الغريمين الرئيس سلفا كير ونائبه الأول ريك مشار بوقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فيما أصدرت «إيقاد» قراراً بتوسيع مهام قوات حفظ السلام الدولية وزيادة عددها، ونبه عاملون في قطاع الإغاثة إلى تدهور مريع في الأوضاع الإنسانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة في جنوب السودان أتينج ويك، إن الأوضاع عادت للاستقرار والهدوء، وإن كل الجنود عادوا لثكناتهم العسكرية. وكشف أن وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة «إيقاد» سيصلون جوبا اليوم الأربعاء لمقابلة الرئيس ونائبه، لتنفيذ قرارات «إيقاد» الأخيرة وإتمام عملية السلام.
وقال: الآن حان وقت الدبلوماسية، الرئيس كير يرغب في التفاوض مع مشار لإعادة السلام إلى بلادهما، مشيراً إلى أنهما، تحدثا عبر الهاتف الاثنين.
وأقر اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول «إيقاد»، عقد في نيروبي، توسيع مهام قوات حفظ السلام الدولية بجنوب السودان وزيادة عديدها، ومراجعة ميثاقها لتكون قوة أممية للتدخل.
وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، أن الاجتماع أقر الوقف الفوري لإطلاق النار، وفتح مطار جوبا أمام حركة المسافرين، وعودة كل القوات المتحاربة إلى الثكنات فوراً، وفتح الممرات الإنسانية لمرور الإغاثة.
وطبقاً للبيان، فإن الاجتماع الطارئ، وافق على القبض على المتسببين في خرق القانون ومحاسبتهم، والتطبيق الفوري لاتفاق الترتيبات الأمنية وفق آلية «إيقاد».
وكشفت الأمم المتحدة ، أن المعارك أدت إلى تشريد 36 ألف شخص. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية فانيسا هوغينين: إن المعارك الأخيرة منذ الجمعة شردت 36 ألف شخص، وهذا العدد مرشح للارتفاع.
وقالت ارثرين كازين المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ان ثلاثة ارباع السكان باتوا يحتاجون الى مساعدات انسانية نتيجة الاشتباكات.
إلى ذلك، أكد بيتر جاتكوث المتحدث باسم الحركة الشعبية جناح مشار، التزام حركته بوقف إطلاق النار، لكنه شكك في قدرة الرئيس كير على ضبط قواته، مشيراً إلى أن طائرتين حربيتين تحلقان منذ الصباح فوق معسكر قواتهم.
واتهم جاتكوث مجلس سلاطين قبيلة الدينكا بالتخطيط لتصفية مشار، مستبعداً التوصل إلى مصالحة في الوقت القريب، قائلاً إن الصراع حوله مجلس السلاطين إلى صراع عرقي والدليل استهداف منازل قادة كبار من النوير في جوبا رغم ولائهم للحكومة.
وقالت مستشارة الأمن القومي الامريكي سوزان رايس في بيان ان «الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات عودة العنف إلى جنوب السودان. هذا الأمر يجب أن يتوقف». وأضافت «هذا العنف المجنون وغير المبرر يقوده مرة أخرى أولئك الذين يضعون مصالحهم الذاتية فوق مصلحة بلدهم وشعبهم ، يعرض للخطر كل ما يتطلع إليه شعب جنوب السودان منذ خمسة أعوام». ودعت «القادة العسكريين وضباطهم وجنودهم إلى تركيز جهودهم على وقف العنف فوراً». وأضافت «ندعو المتقاتلين للعودة إلى ثكناتهم». إلى ذلك، ذكرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية أمس أن الحكومة الألمانية تستعد لإجلاء محتمل لما يتراوح بين مئة ومئتي ألماني، وذكرت أن الاتحاد الأوروبي أجلى وفده إلى نيروبي الأحد.
ويترقب نحو 3 آلاف سوداني ترحيلهم بشكل فوري من جوبا.
المصدر: الخليج