هل أنت مدمن للعمل؟

منوعات

قد يعود عليك العمل الجاد بالسمعة الحسنة، ويمنحك مناصب أعلى، ولكنه أيضا قد يضر بصحتك وحياتك الأسرية، فهل تعرف متى تتوقف عن العمل؟

هناك فروق دقيقة بين أن تكون مجتهدا في عملك، وأن تكون من مدمني العمل، فإذا كان وقت الفراغ يجعلك قلقا، أو إذا كنت لا ترضى مطلقا عن عملك، فربما يدفعك ذلك إلى أن تعمل بجدية أكثر من اللازم.

وقد وجهت أسئلة ذات صلة بهذا الأمر إلى عدد من المستخدمين المؤثرين على موقع لينكدان (LinkedIn) في الفترة الأخيرة لمعرفة ما إذا كنت من مدمني العمل وكيف يمكنك أن تتوقف عن ذلك.

وإليكم ما قاله إثنان من هؤلاء:

جوليان جوردن- شريك مؤسس لشركة “نيو هاير” للاستشارات والتدريب الوظيفي:

كتب جوردن مقالا على مدونته يحمل عنوان (أصحاب الأداء الجاد مقابل مدمني العمل)، ويقول فيه: “الأداء الجاد وإدمان العمل يبدوان كشيء واحد ظاهريا…، لكن الفارق الكبير بينهما يتمثل في شعور الفرد من الداخل فيما يخص علاقته هو بالعمل”.

أولا، هناك فرق بين أن تقوم بالعمل وأن تكون مشغولا به. ويقول جوردن: “إن الهدف الأول لمدمن العمل هو أن يكون مشغولا بعمله”.

ويضيف: “مدمنو العمل يملأون كل فراغ في وقتهم بالإنشغال بالعمل؛ لأنهم يشعرون بعدم الأمان حينما لا يجدون ما يقومون به، ويأتي هذا الشعور من عدم معرفتهم بقيمتهم. وهم يعتقدون أنه كلما زاد انشغالهم بالعمل، كلما شعروا بأهميتهم”.

الجادون في عملهم يعرفون عندما ينجحون في أداء مهمة بعينها أو مشروع بعينه، أما مدمنو العمل، فلا يعرفون متى يتوقفون. ويقول جوردن: “مدمن العمل لا يعرف ما هو القدر الكافي (من العمل)، ويقول دوما (لست جيدا بما يكفي، وهذا العمل ليس جيدا بما يكفي)… وفي الواقع، لا يعرف هؤلاء معنى النجاح بالنسبة لهم”.

ويقول جوردن أيضا إنه في الوقت الذي يعرف فيه أصحاب الأداء المتميز والجاد قيمتهم الذاتية، يعتمد مدمنو العمل دوما على مؤشرات النجاح التي تأتيهم من غيرهم. ويضيف: “هم ينتظرون التقييم الخارجي، مثل المراجعات التي تجرى كل ستة أشهر، أو كل عام، من قبل أشخاص آخرين حتى يعرفوا كيف كان أداؤهم”.

ويزعم جوردن أن مدمني العمل ليس بوسعهم أن يفرقوا بين ما يمكنهم وما لا يمكنهم التحكم فيه. أما “أصحاب الأداء المتميز، فيركزون على الجهد المبذول والنتائج التي تتحقق”.

وهذا يختلف تماما عن شخص آخر يركز فقط على النتيجة وعلى تقييم الآخرين له. كما أن رغبة هذا النوع من العاملين في مقارنة أنفسهم بغيرهم “تدفعهم إلى الحكم على أنفسهم باستخدام معايير النجاح الشائعة، والتي لا ترتبط دوما بشكل مباشر بالجهد المبذول”.

جويل بيترسون – رئيس شركة جيت بلو للطيران:
أحيانا يكون أكبر تحد هو عدم معرفتك بأنك من مدمني العمل، ويشير بيترسون إلى بعض العلامات التي تساعدك في التعرف على ذلك، في مقال على مدونته يحمل عنوان (عشر علامات على أنك مدمن للعمل وكيف تتوقف).

ويقول بيترسون: “قال أحد رؤساء تحرير صحيفة شيكاغو صن تايمز ذات مرة إنه ليس بوسعه أن يأخذ راحة من العمل، ويخشى من أن المكان سينهار رأسا على عقب بدونه”.

ويضيف بيترسون: “إذا اعتقدت أن الكون يتوقف عليك، فأنت مقبل على انهيار بسبب التوتر الشديد. وظف أناسا يؤدون العمل بشكل أفضل منك، ثم احتفي بنجاحهم، وابتعد عن طريقهم، واذهب لتستعيد قوتك بشكل منتظم”.

وهناك علامة أخرى، كما يقول بيترسون، وهي أن تكون عبارتك المفضلة “لدي رسائل على البريد الإلكتروني”. ويضيف: “البريد الإلكتروني سلاح ذو حدين، فإذا كنت منضبطا، فهو يوفر لك الوقت، أما إذا كان إستخدامك له غير محدود، فربما يتحول إلى وسيلة تعوقك بشكل دائم. فهو يذكرك بشكل يسبب الضيق بأن أمامك وقت صعب للرد على الرسائل. ولذا اغلق بريدك الإلكتروني”.

وإذا كنت دائم التأخير عن موعدك، فهذا يمكن أن يكون تحذير آخر لك بأن تبطيء من وتيرة عملك. وهنا ينصح “بأن تلزم نفسك بأن تصل قبل أي اجتماع أو موعد بخمس دقائق… وهذا نادرا ما يقلل من قيمة تفكيرك أو عملك، وعادة ما يساعدك ذلك في إعادة تشكيل أولوياتك، والتركيز على ما أنت ملتزم به، وما يمكنك القيام به، وهكذا يمكنك أخذ الراحة الذهنية التي تحتاجها”.

وثمة علامة أخرى تدل على أنك مدمن للعمل، وهي أمر مزعج بالفعل، وتكمن في أنه “من المستحيل إرضاؤك، فالطعام ليس جيدا بما يكفي، والفندق ليس مريحا بما يكفي، ودخلك ليس كبيرا بما يكفي”.

لكن هناك حلا لذلك، كما يقول بيترسون: “انظر داخلك، وغير من عقليتك، ولتصبح عبارتك المفضلة هي: لدي كل ما أريد”.

ويشير بيترسون إلى أن معظم مدمني العمل يعيشون في الماضي أو المستقبل، كأن تجد نفسك تتحدث عن ذكريات الماضي، وتحكي عن أمجادك السابقة، أو أن تنتظر المستقبل ولا تستطيع أن تبدأ العيش إلا بعد أن يكون هناك هدف بعينه أمامك. وهاتان علامتان على أنك لا تعيش في الحاضر، وهذا يؤدي إلى مزيد من التوتر.

“غدي نيوز”