كاتب سعودي
تابعت ـ وكثير غيري ـ ردة فعل شركة فايبر للمكالمات الصوتية والرسائل المجانية على قرار “هيئة الاتصالات”، حول حظر تطبيقها في المملكة بدعوى عدم توافقها مع متطلبات الأنظمة السعودية، والحقيقة أنني كنت مذهولا من ثقة الشركة وصرامتها، والتي قالت ـ بحسب وكالات عالمية ـ أنها ستطلق في غضون أسبوعين حلولا تتيح لعملاء “فايبر” تجاوز إجراءات المنع!.
كان أول تعليق لي على هذا التحدي، هو أن الأمر سيوقع “الهيئة” في مساحات حرجة ممتدة وغير منتهية فيما لو تم “التحدي”، إذ إن المواطنين لن يثقوا بعد هذا في قوة نفوذ “الهيئة” التقني أولا، ثم إن الشركات التجارية، بكل أنواعها، سواء كانت مشغلة للخدمات أو مزودة لها، لن تتعاطى بجدية مع أي قرار مستقبلي تصدره “الهيئة”، وهذه كارثة تقول: إننا مقبلون على “فوضى” من القرارات غير النافذة.. وهذا ما يجب أن تتيقنه “الهيئة” المحاطة بخرسانات من الصمت والغياب..
في اليوم التالي لإعلان “فايبر”، أكد لي صديقي “التقني” بأن الأمر لا يحتاج مدة الأسبوعين، وأخبرني أيضا بطريقة “سهلة جدا”، يمكن لأي شخص التوصل إليها، والتعامل مع الـ”فايبر” على أنه خدمة متاحة، كسائر الأيام “الفايبرية” في زمن ما قبل الحجب، وهو الأمر الذي جعلني أفكر في مدى صرامة الـ”هيئة” مجددا.
وبعد كل هذا، داهمني “الذهول” من جديد عندما نشرت “صحيفة أنحاء” – بعد 24 ساعة – تغريدة تقول فيها: “شركة فايبر تتحدى هيئة الاتصالات”، وتنفذ تهديدها بتخطي الحظر، وتعيد تشغيل خدمتها في السعودية “حاليا الخدمة تعمل على شبكة الواي فاي”.. الأمر لم يعد يحتمل الكثير من الصمت أو التكهنات، ولم تعد الأشياء على طاولة التحدي أو استعراض القوة.. بل أصبحنا بين خيارين اثنين، إما أن تخرج لنا “الهيئة” وتقول: إن الأمر غير صحيح و”تثبته”، أو أن نعتبر كل قراراتها مستقبليا “فاي”.. والـ”فاي” بلغة الرياضيات، تعني باختصار “بلوووشي”! والسلام.
المصدر: الوطن أون لاين