كاتب سعودي
أخيراً كشفت الواشنطن بوست خفايا الحملة التي تبنتها ضد المملكة عبر مقالات جمال خاشقجي وارتباطها المباشر بقطر من خلال مؤسستها الدولية التي تشرف عليها السيدة السياسية والإعلامية والاستخباراتية ماغي ميتشل، وتبعاً لذلك فقد كشفت أيضا وبشكل مباشر عن تبعيتها وتواطُئِها مع تلك المؤسسة، فالمؤسسة الصحفية الضخمة التي استطاعت ذات يوم الإطاحة بأحد الرؤساء الأمريكيين يصعب أن تكون مُستغفَلة لأكثر من عام ولا تدري ما هي حيثيات مقالات خاشقجي وملابساتها ومن يقف خلفها وما هي أهدافها، كانت بالتأكيد تعرف ذلك ولكنه تكتيك اختارت توقيته لكشف القصة بعد غياب جمال وبعد تهافت الحملة التي اندلعت ضد المملكة وولي العهد على خلفية مقتله، فهل تنتهي القضية عند هذا الحد، وهل نقبل أن نكون لقمة سائغة وجداراً قصيراً لمثل هذا الاستهداف الذي تقوده مؤسسات إعلامية كبرى بالمال القطري.
لقد توفرت الآن أدلة مادية ضد مؤسسة قطر الدولية بأنها التي صممت وقادت الحملة في الواشنطن بوست ضد المملكة بحسب الرسائل المتبادلة بين مديرتها وجمال خاشقجي بمعرفة الصحيفة، ولذلك من حق المملكة أن تواجه المؤسسة القطرية بشكل قانوني وتطالب بحقوقها نتيجة كل ما ترتب على تلك المؤامرة، وكذلك من حقها أيضا مواجهة الصحيفة كونها الوعاء الذي احتوى تلك المؤامرة؛ لأن قطر لن تتوقف عن توظيف أذرعتها الإعلامية في الإساءة للمملكة، وإذا تهاونت المملكة معها في هذه الحملة ولم توقفها عند حدها فإنها لن ترعوي وتتراجع عن استهدافها بحملات قادمة، لا سيما مع وجود من يستطيع المال القطري شراءهم بسهولة، فهل نأخذ حقنا ونؤدب المسيئين؟
المصدر: عكاظ