ضابط في شرطة دبي برتبة مقدم ، حاصل على درجة الدكتوراة من جامعة سالفورد بالمملكة المتحدة في إدارة التغيير وعلى درجة الماجستير في الإدارة العامة (MPA) من جامعة ولاية أوريجون بالولايات المتحدة الأمريكية، مهتم في مجال الجودة والتميز المؤسسي ، يعمل حالياً مديراً لمركز أبحاث التميز بالإدارة العامة للجودة الشاملة بشرطة دبي
ذهبت ميرة ـ ذات يوم ـ مع أخيها عبدالله إلى منتزه خليفة، وهناك شاهَدَتْ فتىً يافعاً لا يتجاوز العشرين، يشارك في لعبة التسلق وبجانبه أم وابنتها، جرى حوار قصير قال فيه الفتى للأم: مثل هذه الألعاب تساعدني على تقوية عضلاتي، فترد الأم بلا مبالاة، وأنهت الحوار سريعاً! تأثرت ميرة بالموقف، فناجَتْ نفسها: ما حدث اليوم لهذا الفتى سيحدث غداً مع عبدالله، لأنهما يحملان المتلازمة نفسها، وكانت هذه نقطة البداية والتغيير.
في 25-4-2010 ولد عبدالله، لكنّ قدومه أحدثَ صدمة غير متوقعة، إذ وُلِد مصحوباً بمتلازمة داون، ولأن عبدالله وُلِد في أسرة راقية، تحولتْ هذه الصدمة إلى نعمة، فصار البيت أشبه بخلية نحل، الوالدان يبحثان عن مراكز مختصة داخل الدولة، ومريم وميرة تبحثان في الإنترنت، تقول مريم: كان المحتوى العربي للأسف ضعيفاً جداً، أمّا المصادر الغربية فكانت ثرية، لهذا جاء قرار الأسرة بالسفر إلى ألمانيا.
أُجرِيَتْ له جلسات المساج الخاصة، وحصص النطق المبرمجة، مع رعاية طبيب مختص كان يفاجأ بالتطور الإيجابي مع كل زيارة. وهناك اطّلعتْ الأسرة على تجارب أُسَر ألمانية مع أطفال لها مولودين بمتلازمة داون.
ثمّ قصدتْ ميرة مركزَ المستقبل المختص بأطفال متلازمة داون، فعرضتْ عليه مشروع تخرجها، وقامت بعمل ورشة رسم لأطفال المركز، وأطلقتْ حملتها «لا تخذلني»، وحوّلت الرسوم إلى تصاميم وطبعتها على منتجات بِيْعَتْ في معرض صغير بأحد «المولات»، ليبلغ عائد المركز منه 80 ألف درهم. وشاركت في مؤتمر «قادرون 2014 لذوي الاحتياجات الخاصة»، وفتحتْ المجال للتطوع وفوجِئتْ بأن 180 متطوعاً بادروا بالتواصل معها.
أبشركم بأنّ «عبدالله» قُبل في مدرسة عادية بعد نجاحه في الاختبارات المطلوبة، وهو يسعد بالتواصل معكم على حسابه في «إنستغرام 3bdallaaah»، من الممكن أن يكون عبدالله اليوم نسياً منسياً، لكنْ كان هناك أبٌ وأم، وكانَت هناك مريم وميرة!
المصدر: الإمارات اليوم