كاتبة صحفية / صحيفة عكاظ
تفتقر المملكة إلى وجود مراكز استطلاعات الرأي العام، التي تبين مستوى الرضا الشعبي عن أداء المؤسسات الخدمية، التي تهدف إلى الاسترشاد برأي العامة، وهذا يغيب دورها في تطوير القرارات والخطط التنموية والاستراتيجية، وقد تقدم بعض المراكز دورا فعالا يبعث الأمل، بالعمل على دراسات متخصصة في رصد اتجاهات الرأي العام، كالتي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، حتى لو كان هذا التقصي منحسرا في شأن القضايا الاجتماعية أو الظواهر التي تضر بالمجتمع وتتفشى فيه، وهذا لا يفقدها الأهمية، بل إن قياس مؤشرات المشكلة وتوجهات الرأي نحوها، يمكن اتخاذ القرارات النظامية في علاجها والحد منها.
يشكل الاستطلاع أهمية بالغة في فهم الجماهير والجماعات، فهو يعكس صورة صادقة نسبيا عن أحاسيس الناس ومشاعرهم، كما أنه يمكن من تصحيح المفاهيم، وكذلك يساعد في تعديل الخطط والخدمات، فالوقوف على مؤشراته يعطي التوجيه الصحيح لصانع القرار في أي شأن سواء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وهذا يعني أن قياس الرأي لأفراد المجتمع يساعد في اتخاذ القرار المناسب؛ تجنبا للاصطدام والرفض الشعبي الناتج عن تبعات القرار، وهذا ما أسهم في نجاح وتقدم النظم في الدول الغربية، إذ إنها تولي قياس الرأي العام والاستطلاع إليه بوسائل الإعلام المختلفة أهمية بالغة، تكمن فاعليتها وقيمتها إلى جانب الحرية والديموقراطية.
خدمة استطلاع الرأي أظهرتها الحاجة إلى التخصص، بعد الازدياد السكاني وبعد ما تعقدت حياة الإنسان وكثرت متطلباته، وهي تبرز أهمية التعرف على رأي الجمهور، مما يساعد في خدمتها وتلبية احتياجاتها، وهذا يصور أيضا أهمية الفهم لنفسية الفرد والجماعة، وتأثير الرأي العام على المجتمع، بمعنى أن رأي الإنسان هو نتاج علاقته مع الدولة والمؤسسات، وتفاعله مع محيطه الاجتماعي.
نحن بحاجة إلى تطوير مراكز القياس واستطلاعات الرأي ودعمها من الدولة، وتطوير كوادرها وتمكينها من النزول إلى الشارع، والتعرف على حاجات الأفراد والجماعات والجماهير في مجتمعنا، لتشمل هذه المسوح كافة الفئات، ولأجل تجميع الآراء في جميع المناطق؛ لتحسين الوضع المعيشي وتطوير أداء المؤسسات أو تعديلها أو تحسين سياساتها، وليشعر الفرد بأهمية رأيه حيال ما يلاقيه أو يفتقر إليه من الخدمات، أو ما يطبق في حياته العامة من القرارات، وعلى المقابل، فإن هذا يسهل للعلاقات العامة تهيئة الرأي العام لتقبل الأفكار الجديدة، التي تعود بالنفع على المجتمع، إضافة إلى تحقيق التكيف الإنساني واللازم الذي أصبح ضرورة من ضروريات المجتمعات الحديثة، من خلال غرس ودعم المسؤولية الاجتماعية؛ للتغلب على العقبات التي تعرقل مصالح الجميع.
المصدر: الوطن أون لاين