يحبس عشاق الكرة المصرية أنفاسهم، اليوم، حيث الموعد مع رقم قياسي جديد للمنتخب المصري في الكرة الإفريقية، حين يواجه منتخب الكاميرون في نهائي كأس إفريقيا في نسختها 31، المقامة في ضيافة الغابون، حيث ستقام المباراة على ملعب العاصمة ليبروفيل.
ويدخل المنتخب المصري بأفضلية تاريخية كبيرة أمام نظيره الكاميروني، الذي قدم بطولة كبيرة بقيادة المدرب البلجيكي بروس غروس، خصوصاً أن معظمه مكون من اللاعبين المحليين، بخلاف ما كانت عليه الحال في بطولات سابقة.
الحضري.. صمام الأمان
شكل وجود الحارس عصام الحضري، مصدر طمأنينة للمنتخب المصري، فالحارس الذي بات أكبر لاعب في تاريخ البطولة بـ44 عاماً، يمتلك خبرة كبيرة فهو يشارك للمرة السابعة في الكأس، ولديه أربعة ألقاب، وهو على موعد مع الكأس الخامسة. وكان الحضري الأبرز في هذه البطولة، فقد تفوّق على زميله محمد صلاح، ولعب دوراً كبيراً في مرور مصر إلى النهائي، بفضل تصدياته الناجحة في مباريات مالي وأوغندا وغانا والمغرب، ثم الظهور الأبرز حين كان نجم نصف النهائي أمام بوركينا فاسو، وتصدى لركلتين ترجيحيتين جعلتا مصر في النهائي الإفريقي اليوم. وسيكون التحدي الأكبر بالنسبة للفراعنة وضع حد لما يعرف بنحس مدربهم الأرجنتيني هيكتور كوبر مع النهائيات التي خاضها سابقا في الفرق التي دربها من قبل.
تفوّق تاريخي مصري
يشهد التاريخ على التفوّق الواضح للفراعنة على أسود الكاميرون في المواجهات السابقة بينهما، حيث التقى الفريقان 26 مرة سابقة على المستويين الودي والرسمي، وكان الفوز من نصيب الفراعنة في 15 منها، مقابل خمسة انتصارات للكاميرون وستة تعادلات.
كما ستكون المواجهة بينهما في نهائي النسخة الحالية هي المباراة العاشرة بينهما في بطولات كأس الأمم الإفريقية، حيث يمتلك الفراعنة الأفضلية أيضاً في هذه المواجهات بخمسة انتصارات مقابل ثلاث هزائم وتعادل وحيد.
وكانت أبرز المواجهات السابقة بين الفريقين في البطولة، عندما التقيا في النهائي عام 1986 بالقاهرة، وفاز الفراعنة على ملعبهم بركلات الترجيح، كما التقيا مجدداً في نهائي نسخة 2008 بغانا، وفاز الفراعنة 1/صفر بالعاصمة أكرا.
النهائي 13 لكوبر
قال مدرب المنتخب المصري، الأرجنتيني هيكتور كوبر، إن «النهائي اليوم هو رقم 13 في مسيرته، ويتمنى أن يبتسم له الحظ، أخيراً، بعد أن خاب أمله في كل النهائيات الـ12 السابقة، وكانت في بطولات كبيرة، منها لقبان ضاعا منه في (أبطال أوروبا)».
والمثير في مسيرة كوبر أنه يوصف من أكثر المدربين المنحوسين في تاريخ الكرة، وهو لاينكر هذا الأمر حين قال مازحاً «إنه يفضل مشاهدة النهائي الإفريقي من (السينما)». وفي أول عام له في أوروبا درّب مايوركا الإسباني ووصل معه نهائي الكأس، لكنه خسر من برشلونة، ثم خسر مع الفريق نفسه نهائي كأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس أمام لاتسيو الإيطالي، وخسر مع فالنسيا نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين أمام الريال في 2000، ثم من بايرن ميونيخ في 2001. وفي عام 2003 خسر في نصف نهائي أبطال أوروبا مع الإنتر أمام ميلان، وخسر مباراة فاصلة على الدوري الإيطالي مع الإنتر أمام لاتسيو، وخسر مباريات فاصلة أخرى مع بارما الإيطالي، وريال بيتيس الإسباني ومنتخب جيورجيا، ونهائي كأس اليونان مع تيسالونيكي أمام باناثينايكوس.
أداء قوي
قدم المنتخب المصري في البطولة الحالية مستوى مميزاً للغاية، وغالباً ما يقال إن البطل يكون خارج التوقعات قبل البطولة، وهو ما يتجسد في المنتخب المصري، الذي لم يرشحه حتى المصريون، كونه يضم فقط أربعة لاعبين مخضرمين، والبقية يلعبون للمرة الأولى في البطولة. وظهر المنتخب المصري بمستوى مميز، خصوصاً على المستوى الهجومي، حيث اكتفى بأربعة أهداف كانت كلها حاسمة. وكسرت مصر في هذه البطولة نحس لقاءاتها مع المغرب، فبعد 31 سنة على آخر فوز، كسر الفراعنة العقدة وأخرجوا المغرب من ربع النهائي، ثم ورغم تخلفهم في ركلات الترجيح، عاد الحضري وقلب التوقعات أمام بوركينا فاسو، ودفع بمصر إلى النهائي.
المصدر: الإمارات اليوم