هالة الخياط (أبوظبي) – تنفذ هيئة البيئة في أبوظبي، برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، برنامجاً لزراعة مليوني شجرة قرم على ساحل أبوظبي، بحلول شهر ديسمبر 2014، فيما انتهت الهيئة من زراعة 350 ألف شتلة حول المغيرة والمرفأ، ضمن البرنامج، الذي يحظى بدعم المجلس التنفيذي.
وقالت رزان خليفة المبارك أمين عام هيئة البيئة في أبوظبي، إن البرنامج يهدف إلى تخفيف آثار تدهور وفقدان موائل هذه الأشجار نتيجة لعمليات التنمية وأنشطة التطوير واسعة النطاق التي تشهدها الإمارة، لافتة إلى أن أشجار القرم يعرف عنها قدرتها على تخزين وعزل الكربون بشكل مستمر، وبمعدلات أسرع بكثير من الغابات الاستوائية مما يساعد في التخفيف من آثار تغير المناخ.
وأوضحت المبارك أنه حتى الآن تم زراعة ما لا يقل عن 350 ألف شتلة حول المغيرة والمرفأ، وهناك خطة لكي يصل عدد الشتلات إلى مليون شتلة بحلول شهر ديسمبر المقبل، ومليوني شتلة بحلول شهر ديسمبر 2014، وقالت: «إن بقاء أشجار القرم، جنباً إلى جنب مع النظام البيئي الساحلي، هو المفتاح للمحافظة على استدامة إمارتنا لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة».
من جانبها، أوضحت الدكتورة شيخة الظاهري مدير قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري، أن الهيئة تراقب برنامج زراعة أشجار النخيل لضمان أن تتوافق عمليات الزراعة مع المعايير الدولية والحفاظ على معدلات موت النباتات الصغيرة في المستوى المنخفض.
ويهدف البرنامج، وفقاً للظاهري، إلى زيادة غطاء أشجار القرم على طول ساحل أبوظبي للتخفيف من آثار عمليات التنمية الساحلية، مشيرة إلى أنه تم اختيار خط الساحل بين المرفأ وثميرية في المنطقة الغربية، حيث تم إعطاء الاعتبار لجميع المناطق المحتملة لزراعة أشجار القرم، وعلى أساس معايير مختلفة، مثل سهولة الوصول والسماح باستخدام الأرض وملاءمة الرواسب.
وأوضحت الظاهري أن زراعة أشجار القرم لا تعود بفوائد بيئية فقط، بل بفوائد اقتصادية أيضاً، حيث تحمي الشاطئ من التعرية والتآكل الناجم عن الأمواج والتيارات البحرية، كما توفر مواقع حضانة مهمة للأسماك الصغيرة والروبيان والقشريات، كما توفر أيضاً ملاجئ مهمة للطيور المعششة في الجزيرة.
وأكدت الظاهري أن هيئة البيئة تدرك أهمية حماية أشجار القرم الطبيعية الكبيرة النامية بشكل جيد، مبينة أنه ليس هناك مقارنة للقيم البيئية لمجموعات أشجار القرم الطبيعية مع أشجار القرم المزروعة حديثاً، حيث أظهرت الدراسات، التي أجريت مؤخراً في أبوظبي، أن أشجار القرم الطبيعية لها المقدرة على تخزين وعزل الكربون على نحو أكبر مقارنةً بأشجار القرم المزروعة حديثاً.
وتتميز إمارة أبوظبي بامتلاكها لمناطق واسعة من أشجار القرم تبلغ مساحتها 141 كيلومتراً مربعاً، على جزرها وأجزائها الساحلية، وبعض من أشجار القرم طبيعية والبعض الآخر تمت زراعته. ويمكن مقارنة بعضاً من أشجار القرم المزروعة، التي يصل عمرها إلى أكثر من 30 سنة مع أشجار القرم الطبيعية التي تنمو بشكل جيد، وتشكل جزءاً مهماً من النظام البيئي الطبيعي في دولة الإمارات وتنتشر في العديد من المواقع في مختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 1970.
ووضعت هيئة البيئة في أبوظبي من أولويات استراتيجيتها حماية أشجار القرم الموجودة في الإمارة، لا سميا وأن شتلة القرم تحتاج إلى 15 عاما للنمو ولتتحول إلى شجرة تنمو في المياه المالحة وعلى الشواطئ وفي مناطق المد والجزر لتكون ملجأ للعديد من الكائنات المائية.
وتمتلك أبوظبي 85% من أشجار القرم الرمادي الموجود في الإمارات ويعتبر (القرم الرمادي) أحد أكثر الأنواع ندرة من المانجروف، في حين تبلغ المساحات التي يغطيها هذا النوع من الأشجار في الإمارات 40 كيلومتراً مربعاً، وتعتبر الإمارات من أعلى الدول احتضانا للقرم بنسبة 65% مما هو موجود في العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد