نعى سياسيون ومفكرون ومحللون وصحفيون مصريون الفقيد الراحل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، معتبرين رحيله خسارة كبيرة لمصر وللأمة العربية، مؤكدين أن الأستاذ ظاهرة وشخصية استثنائية، لعب دوراً بارزاً في صنع السياسة المصرية في فترة من الفترات، فقد كان ذاكرة الأمة الحقيقية وصاحب قلم خلاب وأسلوب خاص، ومؤرخاً يعتمد على الوثائق فيما يكتب بما يجعله صاحب عمق في تحليلاته للأحداث.
وقال عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية: إن مصر والأمة العربية فقدت أحد أهم القامات الكبيرة في مجالي الصحافة والدبلوماسية، فهيكل الصديق وصاحب الدور السياسي والإعلامي البارز أرّخ لأهم فترة من تاريخ مصر في القرن العشرين، ولعب فيها دوراً لا يمكن أن ينسى في طرح الرؤى السياسية الناصرية.
وقال يحيى قلاش، نقيب الصحفيين المصريين: إن الأستاذ هيكل ليس مجرد صحفي كبير أو سياسي قدير فقط، لكنه استطاع أن يحول المهنة إلى عمل مؤسسي، مشيراً إلى أن الأستاذ هيكل استطاع رصد حركة التاريخ، وتسجيل تفاصيلها التي ستظل محفورة في الذاكرة المصرية. وأضاف قلاش، أن الأستاذ هيكل شخصية غير مسبوقة استطاع أن يحوّل المهنة من الفردية إلى المؤسسية، وبفقدانه فقدت مصر قامة كبيرة، فقد أثّر في كثير من الأجيال.
وقال عبد الحكيم عبد الناصر: إن الأستاذ هيكل كان يعتبر أحد أفراد الأسرة، ومن أقرب الناس إلى الراحل جمال عبد الناصر، ورحيله يوم حزين على الأمة العربية، لأنه رجل حمل الأمانة بعد رحيل جمال عبد الناصر، بصدق. وكان الأستاذ هيكل «حرس سلاح» الكلمة والحقيقة بالوثائق، وبكل أمانة وإخلاص.
وقال المفكر الكبير مصطفى الفقي: إن الأستاذ هيكل كان ظاهرة وشخصية استثنائية عاصر فترات حكم من الملك فاروق مروراً بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر انتهاء بحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكان ذاكرة الأمة الحقيقية وصاحب قلم خلاب وأسلوب خاص في الكتابة حظي باحترام العالم، وبرحيله انتهى فصل كبير من فصول الحياة الفكرية والصحفية المعاصرة، فهو يملك أرشيفاً مهماً في المنطقة، وهو صاحب القدرة على تحليل الأحداث.
وقال المفكر سيد ياسين، المدير السابق لمركز دراسات الأهرام السياسية والاستراتيجية إن الأستاذ هيكل كان مفكراً عبقرياً، فقد نهض ب «الأهرام» للعالمية، وأسس مركز دراسات الأهرام السياسية والاستراتيجية، وكانت لديه القدرة على استشراف المستقبل، وأول من مكّن الشباب التمكين الحقيقي، فهو صاحب مدرسة صحفية، ومن تلاميذه القدامى صلاح منتصر، وسلامة أحمد سلامة، ومكرم محمد أحمد.
وأضاف أن مقاله «بصراحة» أثر في العالم العربي، لأن العرب كانوا يقرؤونه بانتظام، لعمق التحليل الدقيق للصراعات العالمية ورؤية الثورة المصرية فيها، مشيراً إلى أن الأستاذ هيكل استطاع أن ينتقل من المحلية إلى العالمية، عبر كتاباته وإسهاماته الصحفية في كثير من الصحف العالمية.
وقال المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقي، أستاذ التاريخ الحديث: إن الأستاذ هيكل استمد شهرته من الحصول على الوثائق من مصادرها، وكانت كتاباته وتحليلاته تستند إلى الوثائق، مضيفاً: الأستاذ هيكل استطاع كتابة تاريخ الحقبة الناصرية، وكان يكتب خطب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، واختلف مع السادات عندما انقلب على سياسة عبد الناصر.
وأكد محمود الشريف، وكيل مجلس النواب، أن مصر فقدت كاتباً عظيماً كان له دور مهم في مراحل تاريخية متعددة، موضحا انه تذكر مقالات هيكل التي توصف بالشجاعة وتحمل رسائل عديدة لها معانٍ قوية ومؤشرة وغزيرة المضمون وكان له دوره الوطني الذي كان يمثل جزءاً كبيراً من مشاعر المواطنين ليس في مصر فحسب بل في الوطن العربي.
وقالت الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد، مستشارة رئيس الجمهورية السابق، إنه لا يمكن أن نذكر الصحافة المصرية دون ذكر اسم الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، مؤكدة أنه سيظل رمزاً وقيمة من رموز الصحافة في تاريخها القديم المعاصر، موضحة أن حياة الأستاذ هيكل مملوءة بالدروس التي يستفيد منها الجميع.
وأكد رئيس حزب «الوفد» الدكتور السيد البدوي، أن مصر فقدت قامة سياسية وفكرية بارزة، ليس لها مثيل في الوطن العربي، وكان صاحب تحليلات عميقة في الشأنين المحلي والدولي، ولم يكن مجرد كاتب صحفي بل كان سياسياً مخضرماً وصاحب وجهة نظر فكرية وسياسية صائبة في معظم الأحيان.
ولفت البدوي، إلى أن هيكل أثرى الحياة السياسية المصرية على مدار سنوات عديدة، وساهم بشكل بارز في تحسين مستوى الصحافة المصرية والعربية، وكانت له علاقات وطيدة ببعض الحكام العرب والقيادات، ما كان له أثر بالغ في تحليلاته السياسية الصائبة.
وقال عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعب الاشتراكي: محمد حسنين هيكل، ليس مجرد صحفي، لكنه كان مؤرخاً ومفكراً سياسياً كبيراً له رؤية داخل مصر وخارجها، وكان ملماً بالشأن المحلي والعربي والعالمي، وحافظ على مسافة بينه وبين السلطة خلال العقود الماضية التي كان فيها مقرباً من رؤساء مصر.
ولعب دوراً مهماً في الشأن السياسي المصري والعربي، وكانت له مؤلفات عديدة أرّخت أحداث الوطن العربي، وكان مقاله الأسبوعي ينشر في أكثر من 30 صحيفة على مستوى العالم. وقال الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية: إن مصر فقدت قامة صحفية وسياسية كبيرة، فالأستاذ هيكل كان صحفياً وسياسياً من طراز فريد لا مثيل له، وصاحب خبرة سياسية كبيرة، وكان ملماً بتاريخ الوطن العربي كله، وكان له تأثير كبير في شخصية بعض رؤساء مصر خلال العقود الماضية لاسيما أثناء فترة الزعيم جمال عبد الناصر، مشيراً إلى أن مصر فقدت رمزاً كبيراً من رموز السياسة والصحافة العالمية، حيث كان يتميز بقدرات خاصة على جمع المعلومات والوثائق، وتحليل الأحداث الجارية وتوقع المستقبل، وظل يحتفظ بهذه القدرات حتى وفاته رغم تجاوزه سن التسعين.
وأوضح أحمد بان الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، أن الأستاذ هيكل كان ذاكرة للمصريين، وشاهد عيان على معظم أنظمة الحكم التي مرت بها مصر منذ أكثر من 60 عاماً، خاصة ثورة 23 يوليو/تموز التي كان أهم لسان لها ومعبر عنها، وكان صاحب رؤية سياسية متميزة، لافتاً إلى أن الأستاذ هيكل نجح في أن يؤمن لنفسه مصادر مهمة يتواصل معها، فكانت لديه صداقات قوية بشخصيات قريبة من أنظمة الحكم العربية والعالمية، فكان شخصية فذة في تاريخ الصحافة والعمل السياسي.