حذرت واشنطن رئيس النظام السوري بشار الأسد من «دفع ثمن باهظ» هو وجيشه في حال استخدم الأسلحة الكيماوية وذلك بعد رصدها استعدادات من النظام فيما يبدو لهجوم محتمل بأسلحة كيماوية في مطار الشعيرات، فيما دانت روسيا التهديدات الأميركية معتبرةً إياها غير مقبولة.
وقال جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أمس، إن المخابرات الأميركية رصدت نشاطاً متزايداً في مطار الشعيرات السوري على مدى عدة أيام «ما يؤشر إلى استعدادات لاستخدام محتمل للأسلحة الكيماوية»، موضحاً «انطوى ذلك على طائرات معينة في حظيرة طائرات محددة نعرف أنها مرتبطة باستخدام أسلحة كيماوية»، وأضاف ديفيز أن واشنطن رصدت الأنشطة المقلقة قبل يوم أو يومين، ولم يوضح كيف جمعت الولايات المتحدة هذه المعلومات. ومطار الشعيرات هو نفسه الذي هاجمته واشنطن في أبريل الماضي. وكانت الولايات المتحدة قد وجّهت مساء أمس الأول تحذيراً إلى النظام السوري من مغبة القيام بهجوم كيماوي جديد.
وحذر المتحدث باسم البيت الأبيض سبايسر قائلاً: «إذا شن الأسد هجوماً آخر بالأسلحة الكيماوية فسوف يدفع هو وجيشه ثمناً باهظاً». وأكد أن جميع الوكالات المعنية، ومنها وزارة الدفاع والخارجية والـ«سي آي أيه» مشاركة في عملية التحذير الأميركي لسوريا. أما سفيرة أميركا في الأمم المتحدة فأوضحت أن إدارة دونالد ترامب ترى نشاطاً في سوريا مماثلاً للاستعدادات للهجوم الكيماوي على خان شيخون في 4 أبريل الماضي. وأوضحت السفيرة، نيكي هيلي، أن الهدف من تحذير واشنطن للنظام السوري «هو إرسال رسالة للأسد، وكذلك لروسيا وإيران ضد استخدام سوريا المحتمل لأسلحة كيماوية».
من جانبه، أعلن وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، أن بلاده ستدعم الولايات المتحدة بشن ضربات جوية في حال قرر النظام السوري استخدام السلاح الكيماوي. وأكدت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون اتفق خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على العمل على رد مشترك في حالة وقوع هجوم كيماوي في سوريا.
بدورها، دانت روسيا التهديدات الأميركية للنظام السوري، معتبرة إياها غير مقبولة. وصرح المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف: «نعتبر مثل هذه التهديدات ضد الحكومة السورية غير مقبولة»، مضيفاً أنه لا يعرف الأسباب أو الأدلة التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها. وأوضح بسكوف «لا نستبعد حدوث عمليات استفزازية لكننا لا نمتلك معلومات بشأن أي هجوم كيماوي محتمل».
يذكر أن روسيا اعترفت «ضمنياً» بمسؤولية الأسد عن مجزرة الكيماوي في خان شيخون بريف إدلب، إذ قال متحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن طيران النظام استهدف ورشاً لإنتاج مقذوفات محملة بالكيماويات في الضواحي الشرقية لخان شيخون.
57 قتيلاً بغارة في «الميادين» والتحالف ينفي استهداف المدنيين
دمشق (وكالات)
قتل 57 شخصاً، غالبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف سجناً لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور شرق سوريا، فيما قال التحالف إنه نفّذ ضربات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في الميادين وإنه سيحقق في مزاعم مقتل عشرات في غارة جوية هناك.
واستهدفت طائرات التحالف الدولي، فجر أمس الأول، سجناً يتبع للجهاز الأمني في تنظيم «داعش» في مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقي، ما أسفر عن مقتل 42 سجيناً مدنياً، فضلاً عن 15 عنصراً من التنظيم ما بين سجناء وحرس. وكان السجن يضم نحو 100 معتقل، وهو مقسم إلى جزأين أحدهما مخصص للمدنيين وآخر للمعتقلين المتطرفين.
وعرض تنظيم «داعش» جثث القتلى في أحد شوارع المدينة.
فيما قال التحالف بقيادة الولايات المتحدة أمس، إنه نفّذ ضربات جوية على أهداف لتنظيم «داعش» في مدينة الميادين هذا الأسبوع وإنه سيحقق في مزاعم مقتل عشرات في غارة جوية هناك أمس الأول. وذكر الكولونيل جو سكروكا مدير الشؤون العامة في التحالف «نفذ التحالف ضربات على منشآت قيادة وتحكم معروفة لداعش وغيرها من البنية التحتية للتنظيم في الميادين بسوريا يومي 25 و26 يونيو»، وتابع «إزالة هذه المنشآت يعطل قدرة داعش على تسهيل التحريض على هجمات إرهابية ضد التحالف والقوات الشريكة لنا وفي بلادنا، جرى التخطيط لهذه المهمة وتنفيذها بدقة شديدة للحد من مخاطر وقوع أضرار جانبية أو احتمال إلحاق أذى بغير المقاتلين».
وشهدت مدينة الميادين خلال الأشهر الأخيرة تصعيداً للقصف الجوي من قبل التحالف الدولي، وهي التي شكلت خلال الفترة الماضية وجهة لعدد كبير من النازحين، بينهم عائلات عناصر التنظيم الإرهابي، وتحديداً من محافظة الرقة المجاورة ومدينة الموصل العراقية.
المصدر: الاتحاد