وجهت الولايات المتحدة أمس تحذيرا مباشرا إلى إيران بشأن تدخلها في اليمن وتسليحها المتمردين الحوثيين، قائلة بالتزامن مع بدء سلاح الجو الأميركي عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات تحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية «إنها لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجري زعزعة استقرار المنطقة برمتها ويشن أشخاص حربا مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول أخرى».
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري لشبكة «سي بي أس» «كانت هناك، وهناك حاليا بالتأكيد، رحلات طيران قادمة من إيران إلى اليمن.. كل أسبوع هناك رحلات من إيران قمنا برصدها ونحن نعرف ذلك، لكن على إيران أن تعرف أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة»، وأضاف «لا نتطلع إلى المواجهة، لكن لن نتخلى أبدا عن تحالفاتنا وصداقاتنا، والولايات المتحدة مقتنعة بضرورة الوقوف في صف الذين يشعرون انهم مهددون بسبب الخيار الذي يمكن أن تقوم به إيران».
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» عن بدء سلاح الجو عملية تزويد بالوقود في الجو لمقاتلات عملية «عاصفة الحزم» ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وقال المتحدث الكولونيل ستيفن وارن «إن أول عملية تزويد بالوقود في الجو تمت مساء الثلاثاء حين زودت طائرة تزويد بالوقود من طراز كيه-سي135 مقاتلة سعودية من طراز اف-15 وأخرى إماراتية من طراز اف-16 أثناء تحليقهما. وأضاف «إن طائرات التزويد بالوقود ستقوم بطلعات كل يوم، وعمليات التموين تتم خارج المجال الجوي اليمني».
إلى ذلك، ندد دبلوماسي رفيع في الخليج ب«الدعم اللوجستي والعسكري» الذي تقدمه طهران ل«الحوثيين»، مؤكدا وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس» أن تقديرات تشير إلى وجود خمسة آلاف عنصر إيراني أو مرتبطين بإيران على الأرض اليمنية، لاسيما من «حزب الله» اللبناني ومن الميليشيات العراقية. بينما قال مصدر غربي «إنه ليس هناك أي شك بوجود دعم إيراني للحوثيين، لكن ليس دعما واسع النطاق لاسيما في المجال العسكري».
في المقابل، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية أمس القائم بالأعمال السعودي في طهران بعد أن قال المتحدث باسم تحالف «عاصفة الحزم» إن إيران تدرب مقاتلين حوثيين. ونقلت «وكالة الأنباء الإيرانية» عن الوزارة قولها «إن هده الاتهامات لا أساس لها من الصحة». في وقت شن مرشد الجمهورية علي خامنئي حملة شديدة على ضربات التحالف وطالب بوقفها باعتبارها «جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظرها المحاكم الدولية»، وقال «إن السعودية لن تنتصر في هذا الصراع».
ودان الرئيس الإيراني حسن روحاني الضربات الجوية للتحالف، قائلا «إن شعب اليمن لن يستسلم تحت القصف، وأن الجميع يجب أن يفكروا في إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار وفي المساعدة الإنسانية»، وأضاف «الحل هو الأخوة والصداقة وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة». وتابع قائلا «تعالوا نوفر أجواء الحوار في اليمن.. لنعمل على إحضار اليمنيين إلى مائدة التفاوض ليقرروا مستقبلهم، ولنتقبل أن مستقبل اليمن سيكون بأيدي شعب اليمن لا بأيدي أي طرف آخر».
والتقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أمس قائد الجيش الباكستاني الجنرال رحيل شريف في ظل الأزمة التي تواجهها حكومة إسلام آباد حيال كيفية الرد على طلب السعودية المشاركة في «عاصفة الحزم». والتزم الجنرال شريف الصمت بشأن هذا الطلب.
المصدر: عواصم (وكالات)