«واي فاي» و«إل تي إي يو» تفشـــــلان في حل خلاف «التعايش» على جهاز واحد

منوعات

فشلت جولة المفاوضات الأخيرة، بين ممثلي شركات تصنيع معدات شبكات الاتصالات المحمولة من طراز «إل تي إي يو»، وشركات تصنيع معدات شبكات الـ«واي فاي» اللاسلكية، في التوصل إلى اتفاق يُنهي الخلاف بينهما منذ مطلع العام الجاري، حول كيفية الوصول إلى حالة من «التعايش» المشترك بين التقنيّتين اللتين تتنافسان على العمل على جهاز واحد وترددات واحدة تقريباً.

وكان هذا الخلاف نشب بعدما تمكنت شركات تصنيع معدات الاتصالات المحمولة من تطوير تقنية جديدة أطلقت عليها «إل تي إي يو» تستطيع العمل بصورة مشتركة على الترددات أو قنوات الاتصالات اللاسلكية التي تعمل عليها شبكات الـ«واي فاي»، المعروف أنها تقع في نطاق الترددات التي لا تحتاج إلى ترخيص من أي جهة لاستخدامها.

وكانت الشركات المنتجة لتقنية «إل تي إي يو» أعلنت عن هذه التقنية في يناير 2015، وعلى الفور دخل اتحاد شبكات الـ«واي فاي» على الخط، باعتباره إحدى الجهات الأساسية المسؤولة عن الإقرار بصحة وسلامة حالة التعايش بين الشبكتين من دون أي تأثير على مستخدمي «واي فاي»، وذلك كخطوة ضرورية لمنح شبكات «إل تي إي» حق التشغيل على قنوات «واي فاي».

سلسلة جولات

وبعد الإعلان عن هذه التقنية، نظم الطرفان، (اتحاد واي فاي وشركات إل تي إي يو)، سلسلة من جولات المفاوضات وورش عمل حول كيفية تشغيل الشبكتين معاً بوضع لا يؤثر في كفاءة الـ«واي فاي».

وتابعت «الإمارات اليوم» تفاصيل الخلاف بين الطرفين، ونشرت تقريراً في الأسبوع الأول من يوليو الماضي حول آخر المستجدات التي وقعت خلال جولة تفاوض خاضها الطرفان في الأسبوع الأخير من يونيو. وتواصل «الإمارات اليوم» متابعة أحداث هذا الخلاف الذي ازداد سخونة في جولة تفاوض انتهت فعالياتها الأسبوع الماضي، ونشرت تفاصيلها على موقع pcworld.com، بتراشق وتبادل للاتهامات بين الطرفين.

تشغيل فوري

ودافع اتحاد الـ«واي فاي» بشراسة عن ضرورة تأمين اتصالات «واي فاي»، وعدم تعرّضها لأي تداخل أو تشويش، في حين تمسك اتحاد تقنية «إل تي إي يو»، الذي تتزعمه شركة «كوالكوم»، بأن لديه تقنية ذات كفاءة عالية، تعمل في نطاق ترددي مفتوح، ولا يحتاج إلى أي ترخيص من أي جهة أصلاً، ويطلب سرعة إقرار اتفاق حول خطة تشغيل اختبارية، يبدأ بعدها التشغيل الفعلي لتقنية «إل تي إي يو».

وبسبب الاستثمارات الضخمة التي أنفقت على هذه التقنية الجديدة، وبعد مرور أكثر من عام على تلك المفاوضات، تحول الأمر إلى ما يشبه الحرب بين الطرفين، إذ تدفع شركات معدات الاتصالات بضرورة البدء فوراً في التشغيل، فيما تصلب موقف اتحاد الـ«واي فاي» عند ضرورة أخذ الوقت الكافي للتحقق والاختبار، وأن الموافقة المبدئية على التشغيل لن تتم قبل سبتمبر المقبل.

تنازلات وتسويات

وتجري جولات المفاوضات بين الطرفين في الولايات المتحدة، لكنها تعبر عن الشركات المنضوية في كلتا التقنيتين حول العالم، وليس أميركا فقط.

وعلى الرغم من أن جولة الأسبوع الماضي شهدت بعض التنازلات والتسويات، خصوصاً من جانب اتحاد الـ«واي فاي»، إلا أن ذلك لم يحرز تقدماً ملموساً على طريق إنهاء الخلاف، وإحلال «السلام اللاسلكي» بين الطرفين. فمن ناحيته، أفاد اتحاد شبكات الـ«واي فاي»، بأنه اتخذ المزيد من الخطوات باتجاه التسوية والتنازلات التي تكفي لأن يعمل ممثلو الطرفين معاً باتجاه الاتفاق على اختبار للتأكد من أن منتجات «إل تي إي يو» ومنتجات «واي فاي» يمكن أن يعملا جنباً إلى جنب.

وذكر الاتحاد أن القضيتين اللتين تُركتا مفتوحتين، بعد ورشة العمل الاخيرة، تم حلهما ترضية لممثلي تقنية «إل تي إي يو»، مشيراً إلى أن التحالف تخلى عن جزء من الخطة الاختبارية يتعلق بالنظر في الكيفية التي ستعمل بها الإشارات الراديوية لكل من «واي فاي» و«إل تي إي يو» على الجهاز نفسه بصورة متزامنة.

القضية الأساسية

في المقابل، رد ممثلو تقنية «إل تي إي يو»، أن كل هذه الجهود لا تعني شيئاً من الناحية التقنية، ومنحازة ضدهم، وجميعها يقع خارج نطاق المشروع أو القضية الأساسية التي يجري التفاوض حولها، فاتحاد الـ«واي فاي»، على حد قولهم، لم يصدر حتى الآن خطة اختبارية منقحة تسقط اختبار التعايش المشترك للتقنيتين داخل الجهاز الواحد، التي تعد خارج نطاق هذا العمل كلياً.

وأضافوا أن اتحاد الـ«واي فاي» لم يقدم أيضاً خطة لإقامة «خط كفاءة تشغيل» من معدات «واي فاي» لأخرى، خصوصاً إذا كانت أُنتجت من قبل مصنّعين متعددين.

خطة متحيّزة

وذكرت شركة «كوالكوم»، الطرف الرئيس في اتحاد «إل تي إي يو»، أن خطة اتحاد الـ«واي فاي» تطلب إجراءات حماية من قبل تقنية «إل تي إي يو» تعادل 100 ضعف ما تقدمه تقنية «واي فاي» من حماية تجاه «إل تي إي يو»، لافتة إلى أن هذا أمر غير عادل، لأن التداخل بين إشارات التقنيتين يمكن أن يحدث في الاتجاهين، وليس فقط من جانب «إل تي إي يو» باتجاه «واي فاي»، ولذلك فإن خطة الاختبار المطروحة من جانب اتحاد الـ«واي فاي» تعتبر متحيزة بشدة ضد تقنية «إل تي إي يو» الجديدة، التي هي في الأصل تعمل على نطاق ترددي مفتوح لا يحتاج إلى ترخيص من أحد.

المصدر: الإمارات اليوم