◆ 4 مسارات و15 تقاطعاً للقضاء على الحوادث والتكدس المروري
◆ استراحات ومواقف جانبية وأماكن لسيارات الإسعاف والشرطة
◆ شرطة أبوظبي: حلول عاجلة لمشاكل أحد أخطر عشرة طرق بالدولة
تحقيق: إيهاب الرفاعي
ما زالت أم محمد تتذكر اللحظة التي أخبروها فيها بوقوع حادث لزوجها على الطريق الدولي ومرّت عليها اللحظات، وهي لا تعلم ماذا حدث له ولا ماذا أصابه، وسارعت إلى موقع الحادث لتطمئن على زوجها، إلا أن خبر وفاته قبل أن يصل إلى المستشفى كان أسرع منها.
حدث هذا في طريق الموت، كما يسميه بعض أهالي المنطقة الغربية، نظراً لكثرة الحوادث التي يشهدها الطريق الدولي أبوظبي- الغويفات وعدد الوفيات عليه كل عام، وهو ما دفع مديرية المرور والدوريات إلى أن تصنفه ضمن أخطر عشرة طرق على مستوى الدولة، كان نقطة معاناة مستمرة لسكان الغربية الذين يضطرون إلى استخدامه بشكل دائم للذهاب والعودة من الغربية إلى باقي مدن وإمارات الدولة، حيث يؤكد زايد غانم المزروعي أن الطريق الدولي يحتاج إلى توسعة حاراته التي تشهد دائماً حركة مستمرة من السيارات والشاحنات، ويجب زيادة سعته خصوصاً عند مفترق الطرق.
وأضاف: إن الطريق الدولي لا مفر منه لسكان المنطقة الغربية، حيث يستخدمه أغلب السكان للوصول إلى أبوظبي، وغيرها من الإمارات الأخرى.
وتطالب أم عبدالله بضرورة الاهتمام بالطريق الدولي الذي لا يتناسب مع الوجه الحضاري لدولتنا الحبيبة، حيث يقصده أغلب القادمين للدولة من الجهة الغربية موضحة أن الطريق يفتقر إلى أغلب الخدمات، كما أنه ضيق ومظلم ويشهد عديداً من الحوادث، ولا يكاد يمر يوم إلا ونشهد حوادث عليه نظراً لعدم مطابقته لشروط الأمن والسلامة المرورية.
الإنارة والتوسعة
وأكد عتيبة فارس المزروعي أن الطريق الدولي بحاجة إلى إنارة وتوسعة حاراته، خصوصاً عند منطقة مصفح التي تشهد أزمات مستمرة، وازدحاماً كثيفاً، ويجب زيادة الحارات في ظل زيادة عدد الشاحنات المستخدمة للطريق.
ويؤكد مرشد المزروعي أن الطريق الدولي الحالي من أبوظبي حتى منفذ الغويفات يضم حارتين فقط وتستخدمه كافة الشاحنات التي تدخل الدولة عبر منفذ الغويفات الحدودي سواء القادمة إلى الدولة من مختلف الدول العربية أو المغادرة لمختلف دول مجلس التعاون الخليجي، وعدد من الدول العربية الأخرى، كما يشهد الطريق حركة مستمرة طوال العام، سواء من القادمين إلى الدولة للسياحة، أو المغادرين لأداء فريضة الحج أو العمرة، أو المسافرين براً، حيث يعتبر منفذ الغويفات الحدودي هو المنفذ البري الوحيد الذي يربط الدولة ببقية دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية الأخرى.
وحرصت القيادة الرشيدة على تنفيذ مشروع ضخم لتطوير الطريق الدولي بما يساهم في توفير الأمن والسلامة لمستخدميه وتوفير كافة الخدمات اللازمة وستتم توسعة الطريق، بحسب المشروع الجديد، إلى أربعة مسارات في كل اتجاه «ثلاثة في المواقع الأقل ازدحاماً بالقرب من الغويفات»، بالإضافة إلى تطويره بحيث يلبي أفضل المعايير العالمية في مجال تصميم الطرق السريعة، والسلامة وشبكة الطرق والخدمات للمستخدمين.
327 كيلو متراً
ويبلغ الطول الإجمالي لطريق المفرق- الغويفات الرئيسي 327 كيلو متراً، ويمتد من المفرق وحتى الحدود الدولية مع المملكة العربية السعودية في منطقة الغويفات، مروراً بعدد من مدن المنطقة الغربية منها، طريف والمرفأ والرويس وجبل الظنة، وصولاً إلى السلع ومنفذ الغويفات الحدودي.
ويتضمَّن المشروع إنشاء أربعة مسارات جديدة في كلا الاتجاهين من المفرق إلى منطقة براكة، أما من منطقة براكة إلى السلع فسيتم إنشاء ثلاثة مسارات جديدة في كلا الاتجاهين، ما عدا مسافة 22 كيلو متراً بالقرب من المنفذ باتجاه المملكة العربية السعودية، من السلع إلى الغويفات، حيث ستتألف من أربعة مسارات. وسيتم ضمن المشروع، زيادة ارتفاع مستوى الإسفلت الحالي للطريق القائم بهدف تفادي الآثار السلبية للمياه الجوفية والمساعدة في تصريف مياه الأمطار، فضلاً عن تعزيز القدرة الاستيعابية للطريق لتحمل الأوزان الإضافية، خاصة في ظل توقع زيادة الحركة المرورية على هذا الطريق بعد الانتهاء منه مع العلم بأنه تم تصميم الجزيرة الوسطية بين اتجاهي الطريق لاستيعاب مسارين إضافيين مستقبلاً في حال الحاجة لذلك.
15 تقاطعاً جديداً
ويتضمَّن المشروع إقامة 15 تقاطعاً علوياً جديداً بخمسة تصاميم هندسية مختلفة من بينها تقاطعات: مصفح – الظفرة – ايكاد – طريف – المرفأ شرق وغرب، في حين ستجري عمليات تحسينات على التقاطعات الحالية الكائنة في منطقة المفرق وحميم وأبو الأبيض، بالإضافة إلى تقاطع مدينة زايد.
كما يتضمَّن إنشاء استراحات ومواقف جانبية لمستخدمي الطريق وأماكن مخصصة لسيارات الإسعاف والطوارئ والشرطة، إضافة إلى بناء محطات وقود ومحطات قياس أوزان حمولة الشاحنات، وسيتم إنشاء كتف على يمين الطريق في كلا الاتجاهين لحالات الطوارئ وإنشاء سياج لحماية حرم الطريق.
وسيتم إنارة الطريق الجديد بإضاءة تعمل وفق معايير الاستدامة والتي تهدف إلى توفير الطاقة.
ويتيح المشروع العديد من المنافع لسكان المنطقة الغربية، ومستخدمي الطريق كالاستيعاب الكامل لحركة المركبات والشاحنات والحد من الاختناقات المرورية وتعزيز معايير الأمن والسلامة من خلال تخفيض معدلات الحوادث بدرجة كبيرة.
فندق وخدمات ترفيهية
يشهد الطريق الدولي خلال الفترة القادمة عدداً من المشاريع السياحية المهمة التي تساهم بشكل فعال في تطوير المنطقة، وتوفير كافة الخدمات الترفيهية التي يحتاج إليها الطريق وتتناسب مع المكانة الكبيرة لدولة الإمارات والوجهة الحضارية لها، حيث سيتم تنفيذ مشروع فندق «ريدج» بمدينة الرويس بتكلفة 500 مليون درهم، ويتكون المشروع من فندق ومنتجع سياحي فئة خمسة نجوم ويقع على شواطئ الرويس على مساحة تقدر بـ 170 ألف متر مربع.
تطوير المرفأ
هُناك خطة لتطوير مدينة المرفأ الواقعة على الطريق الدولي متضمنة تنفيذ مشروع «الواجهة البحرية» بمدينة المرفأ، الذي تبلغ تكلفته 91 مليون درهم، ويعد مشروعاً تجارياً متعدد الاستخدامات، ويقع على امتداد شاطئ المرفأ، بمساحة 40 ألف متر مربع، ويضم 136 وحدة سكنية ومحالا تجارية، بمساحة 4975 متراً مربعاً، بالإضافة إلى المساحات المكتبية والمرافق والمسطحات الخضراء.
الأحوال الجوية
يشمل مشروع تطوير الطريق أيضاً توفير الخدمات على جانبي الطريق، إضافة إلى أماكن للتوقف في الأحوال الجوية المضطربة مثل الضباب، ويعد من الأساسيات التي ستعمل على خفض نسبة الحوادث التي يشهدها هذا الطريق الهام والذي يعتبر شرياناً حيوياً واقتصادياً للإمارة، خاصة وأنه يشهد حركة نقل ومرور كثيف للشاحنات من وإلى موانئ أبوظبي بما يواكب التطور الاقتصادي والعمراني والسياحي الذي تشهده الإمارة.
10 وفيات في 41 حادثاً
بلغ عدد وفيات الحوادث المرورية على الطريق الدولي أبوظبي – السلع، خلال الربع الأول من العام الجاري نحو 10 وفيات في 41 حادثاً مرورياً، نتيجة لأسباب متنوعة من أبرزها الانحراف المفاجئ وعدم ترك مسافة كافية، وانفجار الإطارات والسرعة الزائدة والإهمال وعدم الانتباه، كما بلغ عدد المخالفات التي تم تحريرها نحو 10 آلاف و633 مخالفة لتجاوز السرعات، وعدم صلاحية الإطارات؛ والانحراف المفاجئ، وذلك بحسب إحصائيات مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي.
وأكد العقيد حمد ناصر البلوشي، مدير إدارة المناطق الخارجية في مديرية المرور والدوريات بشرطة أبوظبي، الاهتمام الذي أولته استراتيجية السلامة المرورية لمديرية المرور والدوريات للطريق الذي يعدّ واحداً من أخطر عشرة طرق بالإمارة، من خلال تنفيذ مبادرة شاملة لخفض معدلات الوفيات والإصابات البليغة، ومعالجة المشكلات الهندسية على الطريق بالتعاون مع الشركاء.
وأشار إلى الجهود المبذولة من خلال تكثيف التوعية وزيادة عدد الدوريات المزودة بالرادارات، على الطريق بالاتجاهين على مدار اليوم وزيادة عدد الرادارات، حيث بلغ عددها نحو 85 راداراً ثابتاً ومتحركاً، إضافة إلى تزويد الدوريات المرورية ودوريات مباحث المرور المدنية برادار «القناص»، مضيفاً أن تلك الجهود شملت تحديد السرعة 140 كيلومتراً للمركبات الخفيفة و80 كيلومتراً للشاحنات والمركبات الثقيلة.
مستويات السلامة المرورية
قال العقيد حمد ناصر البلوشي: إن المديرية قامت بدراسة شاملة لمستويات السلامة المرورية على الطريق شملت أسباب الحوادث المرورية، ومن أبرزها دخول طريق رئيسي دون التأكد من خلوه، والانحراف المفاجئ، والتعب والنعاس، وعدم ترك مسافة كافية، وغيرها من الأسباب الأخرى، مشيراً إلى الحالة الهندسية للطريق؛ والتي تشمل إنارة الطريق والعلامات الإرشادية وفتحات الالتفاف والأشجار بالجزيرة الوسطية وأحجام الحركة المرورية.
وأوضح أن المديرية تشارك في هذا المشروع الحيوي خلال مراحل تنفيذه المختلفة بتنظيم حركة السير والمرور على التحويلات؛ بما يسهم في الحفاظ على سلامة الأرواح وانسيابية الحركة المرورية في هذا الطريق المهم، والذي يشهد حركة نقل كثيفة بما يواكب التطور الاقتصادي والعمراني والسياحي الذي تشهده الإمارة.
وأوضح أن «المديرية» تقوم بتنفيذ خطة شاملة لتحسين مستويات السلامة المرورية على الطريق، بناء على دراسات شاملة لحجم الحركة المرورية، والطفرة التنموية التي تشهدها المنطقة الغربية من توسع عمراني وكثافة السياحة إلى الدولة، والزيادة في عدد الشاحنات التي تشكل نحو 50% من إجمالي المركبات القادمة والمغادرة إلى المملكة العربية السعودية وعبرها إلى دول أخرى، بالإضافة إلى الشاحنات والمركبات التي تتجه من وإلى المرافق الاقتصادية ومواقع الأعمال الكبرى في المنطقة الغربية.
المصدر: الحياة