أجمع وزراء وخبراء أمنيون أن الدوحة لعبت دوراً مهمّاً في تضليل الشعوب عبر وسائلها الإعلامية ولا سيما «الجزيرة» التي أخذت حيزاً كبيراً في حياة الناس عبر منطق «دس السم في العسل» من خلال تقاريرها المغلوطة التي حاولت من خلالها بث الأفكار الهدامة التي من شأنها إحداث شرخ بين الدول العربية وإثارة الفوضى الداخلية قدر الإمكان، مستعينة بذلك بإعلاميين اشترت ذممهم وغيّبت ضمائرهم بدولارات معدودة ليس لها همٌّ إلا الاصطياد في المياه العكرة والرقص على جثث الموتى الذين دفعوا ثمن تصديقهم للآلة الإعلامية التي أسهمت في إحداث هذا الزلزال الذي دمر حاضر الشعوب العربية ومستقبلها.
استغلال الأحداث
وقال مستشار نائب رئيس الشرطة والأمن العام لاستشراف المستقبل في دبي د. محمد مراد أن قطر استغلت بعض الأحداث والأمور في العديد من دول العالم، وهي اليوم في أزمة مع دول الخليج والدول العربية، وانها لجأت إلى الضوضاء في التصريحات والتعليقات على الأزمة، وعالجت الأزمة بأزمة أخرى لإحداث انشقاق وفتنة بين الدول والشعوب وبعضها البعض.
وأشار د. مراد إلى أن المسؤولين في قطر تعمدوا استغلال كوادر خارجية سياسية في الأزمة وخاصة التجمعات الإخوانية والمنظمات متعددة الأسماء والأشكال التي أسستها جماعة الإخوان في عدة دول شرقا وغربا على مدار عشرات السنين لتردد نفس الادعاءات وتكون سنداً لها في أزماتها المتعددة مع الدول، موضحاً أن الدول المقاطعة لقطر ليست 4 دول ولكنها 10 دول إلا أن الجزيرة القطرية تروج لعكس ذلك بأكاذيب وحيل متعددة.
مولّد للأزمة
من جهته، اعتبر وزير العدل ومدير قوى الأمن الداخلي اللبناني سابقاً أشرف ريفي أن الأزمة الحالية التي تتعلق بقطر إحدى أهم التجارب الواقعية على كيفية تعامل الإعلام من الأزمات، وان هذا الملف بين وكشف الحقائق على طبيعتها وما اذا كانت مزيفة وملفقة ام لا، وان قطر تدرك اهمية الإعلام في ايصال رسائلها إلى العالم بطريقة مدروسة وأن دور الإعلام لم يعد نقل الحقيقة كما هي بل كان العنصر المولّد للأزمة والتي قد تكون لها نتائج كارثية.
اللعب بالمشاعر
من ناحيته، نوّه وزير الإعلام الأردني السابق سميح المعايطة بأن قطر تمكنت من اللعب على مشاعر القومية والوطنية عبر إعلامها وعبر أسماء بارزة عربيا وشرق أوسطيا في المجال السياسي والذين تعاونوا مع قطر ووافقوا على أن تكون أقلامهم سلاحاً بيدها تحرّكه كما تشاء.
وأن جزءاً مما يجري بين قطر ودول خليجية وعربية يتعلق بخلافات حول الأداء القطري في التعامل مع هذه الدول وتدخلها في شؤون دول عديدة وملفات وتنظيمات، لكن الأهم هو، حسب المعايطة، ما ستتركه هذه الأزمة على ملفات كبرى وهامة مثل الملف السوري والفلسطيني وأدوار دول إقليمية مثل تركيا.
وأشار المعايطة إلى أن قطر تمكنت خلال عقدين من الزمان من إقامة علاقات احتواء ودعم واستضافة للتيار الإسلامي الإخواني وأيضاً حركة حماس، وكان هذا غطاء لدور كانت تقبله الدول الكبرى وإسرائيل وهو محاولة تجسير العلاقة بين الإخوان وحماس والمجتمع الدولي وشروطه.
كما طوّعت قطر الإخوان في فترة الربيع العربي للدخول في صفقة حكم مصر مقابل القبول بالشروط ومنها تحييد شعار تطبيق الشريعة والقبول باستمرار العلاقة مع اسرائيل تحت حكم الجماعة، منوهاً بأن قطر الجديدة دولة عليها أن تدرك معادلة المرحلة المقبلة ،وان تدرك أن ما كان لديها من أدوات ونفوذ لم يعد ممكنا أن يستمر، وكما استفادت من حلفاءها الكبار في واشنطن وتل ابيب في عقدين مضت فإن عليها أن تكون في ثوب المعادلة الجديدة.
شراء الذمم
أما الخبير الأمني والاستراتيجي في دولة الكويت د.فهد رفاعي الشليمي فقد أكد أن الإعلام القطري الذي قام على قناتي الجزيرة العربية الانجليزية اعتمد على شراء الإعلاميين المؤثرين عبر استضافتهم في قنواتهم او تخصيص أعمدة صحفية مدفوعة بفكر معين مقابل الأموال، كما تمكن الإعلام القطري من اللعب على أوتار المشاعر الوطنية والقومية عبر تزييف الحقائق، كما حرصوا على التوجه إلى العالم بالانجليزية مما ساهم في انتشار إعلامهم وزيادة رقعة متابعيه عالمياً.
وقال الشليمي إن قطر جندت مصادر إعلامية داخلياً وخارجياً في كل دول العالم تقريبا وكانت تحرص على إيصال رسائلها المزيفة إلى تلك الدول باللغة والوسيلة التي يفهموها، مما جعلها المنبر «الأقوى» لسنوات، كذلك دفعت قطر ملايين الدولارات لإعلاميين ومفكرين لينقلوا ذلك الفكر في محيطهم.
واشار الشليمي إلى أن قطر انتبهت منذ سنوات إلى الإعلام الجديد المتمثل في مواقع التواصل الاجتماعي، وجندت مصادر عدة ليديروا حسابات وهمية ناقلين آراءهم وما تود ابلاغه للناس بطرق اقرب اليهم واللعب على المشاعر عبر تصوير مناطق صراعات وثورات في دول بعينها مع سيناريوهات ملفّقة وظهر الامر جلياً في تكرار ظهور اشخاص بعينهم في احداث مختلفة كممثلين وكومبارس.
ونوه الشليمي إلى أن الإعلام القطري ظل لسنوات مرجعاً للعديد من الاحداث عبر توثيقها بالطريقة التي تريدها قطر وبالزوايا التي تراها مناسبة لخدم أهدافها ومصالحها، وان الإعلام النزيه من ينقل الحقيقة كما هي دون تزييف او تدخل ودون فبركة.
منصة المارقين
وتوقع رئيس تحرير جريدة المرصد الإلكترونية السعودية د. علي الجمل أن يتم استبعاد قطر من دول مجلس التعاون الخليجي قريباً وفقاً مصادر مطلعة ومؤشرات واضحة، مشيراً إلى أن الدوحة جمعت لقطاء العالم العربي والاسلامي من الحاقدين والناقدين الإعلاميين المضللين، واشترتهم بالأموال واشترت اقلامهم واعمدتهم الصحافية، وان هؤلاء بدأ بدس السم في العمل وقاموا بالدسائس والمكايد باقلامهم التي تدخلت في شؤون دول كثيرة وهدمت انظمتها وعبث بمقدرات شعوبها.
وافاد الجمل بأن قطر قامت على قناة الجزيرة اي أن دولة تختصر في قناة تليفزيونية بلا اي انجازات اخرى تذكر، وجندت إعلاميين ومفكرين مرتزقة ليجعلوا منها دولة مارقة قامت من خلال قناة فضائية ليس إلا، وعلى تنظيم الحمدين الشيطاني الذي يستهدف الإضرار بالدول العربية.
منوها إلى أن المتابع لتاريخ قطر، واشار الجمل إلى أن قناة الجزيرة تكرِّس لهذا الأمر مع مجموعة إعلاميين من مثيري الفتنة فكان لهم ما أرادوا من تجميع الإخوانيين في الوطن العربي وكانت هي منصة إعلامهم الحر، وانه تم إنشاء قناة إعلامية مضادة وهي العربية لممارسة التنوير وكشف الحقائق فاستمالت العقلاء من المتابعين وكشفت زيف هؤلاء المرتزقة المحسوبين على الوطن العربي كإعلاميي الجزيرة، فتم سحب البساط منهم. ولفت الجمل إلى أن قطر أرادت تمزيق اللحمة فجمعت هذا الخليط بها فكانت مثار الفتنة.
المصدر: البيان