نجح الأمير محمد بن نايف في قيادته للحرب ضد الإرهاب وجماعات العنف في بلادنا على مدى سنوات. تحديات اليوم الأمنية متشابكة ومعقدة. لا يمكنك أن تنتصر في جبهة وتنهزم في جبهات. وهنا التحدي القادم أمام أجهزة الأمن السعودية، فحوادث المرور المرعبة جبهة. وتهريب المخدرات جبهة خطيرة تقود إلى جبهات أكثر خطورة. والسرقات والتعديات على أملاك الناس وانتشار السلاح بين الشباب كلها مخاطر أمنية لا تقل أهمية عن خطر الإرهاب.
إعادة هيكلة «الرؤية الأمنية» وفقاً للمعطيات الأمنية الجديدة مسألة ضرورية وملحة أمام الإدارة الأمنية الجديدة. من هنا نأمل أن تترجم نجاحات الأمير محمد بن نايف المبهرة في محاربة القاعدة إلى نجاحات أخرى في الجبهات الأمنية الأخرى. إذ لا يمكن أن نؤسس لمشروعات تنموية ناجحة من دون منظومة أمنية متكاملة تشمل كل ما يمس أمن المجتمع وسلامته. وهذا يتطلب أولاً صياغة فلسفة أمنية تأخذ في الاعتبار التحولات الديموغرافية داخل المجتمع وتدرك حجم التغيير المهول في حراك المجتمع وتحديات اليوم وتقنيات التواصل الجديدة. ولأهمية الأجهزة الأمنية للناس، من مرور ودفاع مدني وأمن طرق وجوازات وأحوال مدنية ومباحث جنائية ومباحث إدارية.. إلخ، فإن علاقة المواطن بالداخلية يومية أو شبه يومية.
من المهم تكثيف البرامج التي تسعى لتوثيق علاقات تعاون إيجابية بين المجتمع ومؤسساته الأمنية، ومن المهم معالجة أي نقص في أعداد أفراد وضباط المؤسسات الأمنية خصوصاً تلك المتعلقة بمراجعات الناس في المرور والجوازات والأحوال المدنية؛ فالمؤسسة التي كانت تخدم مائة ألف إنسان قبل خمس سنوات ربما أنها اليوم تخدم ثلاثمائة ألف إنسان. ويبقى أن نتمنى للوزير الجديد كل التوفيق في مهمته الجديدة.