حذّر وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، من أن هناك «خللاً مذهبيًا يتصاعد في المنطقة، من سوريا إلى العراق إلى اليمن، ويزداد اشتعالاً بسبب تدخّل ميليشيات طائفية فاعلة ضمن المشروع الإيراني، وهذا ما بدأت تداعياته تظهر في لبنان». وشدّد المشنوق على أننا «لسنا ضعفاء، ولا مهزومين، مهما علت أناشيد الانتصار عند الفريق الآخر». ورأى أن «هذا الفريق يعلم قبل غيره أن الوقائع في المنطقة ليست لصالحه ولا لصالح مشروع التوسع والهيمنة المذهبية التي يسعى إليها. سينتصر القمر العربي في بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء على الهلال الإيراني. مهما طال الزمن ومن يعش يرَ».
وقال في كلمة ألقاها مساء أمس: «لقد كنا نعرف وأولنا الرئيس (السابق للحكومة) سعد الحريري ماذا يعني اندفاع قوة لبنانية رئيسية إلى قلب النزاع في سوريا وفي وجه شعبها. ولأن علينا أن نوازن وسط الدم والاضطراب، بين أن نبقى خارج المسؤولية بالنظر للظروف السائدة، أو أن نحاول تلافي الأعظم بالوقوف في وجهه، والقيام بعملية ربط نزاع كما قال الرئيس الحريري يوم شُكلت هذه الحكومة. قررنا الدخول في الحكومة وتفعيل العمل الحكومي، وإحياء المؤسسات، وذهبنا أيضًا إلى حوار مع حزب الله في المسائل التي ما كان ممكنًا حلّها على طاولة مجلس الوزراء». وأضاف: «أنجزنا الكثير من التعيينات التي كانت معطلة على حساب مصالح المواطنين، وحمينا عرسال حتى الآن، وأخمدنا نيران الفتنة في طرابلس، وأسهمنا في إعادة العلاقة إلى طبيعتها المسؤولة بين جمهورنا والمؤسسات العسكرية، واندفعنا بمساعدة المملكة العربية السعودية في دعم الجيش والقوى الأمنية لكي لا تضعُف أو تُستتبع» لكنه اعترف أن هذه الإيجابيات الكبيرة من جانبنا، أي من قوى الرابع عشر من، والمسلمين في لبنان، لم تستطع نقل الواقع من حال إلى حال، كما يُقال، بل ما زال أمامنا الكثير لنفعله بالعقل والحكمة والوعي وسط الحرائق المحيطة بنا من كل صوب وحدب بفضل المشروع الإيراني.
وقال: «قبل أسابيع تبرّع قائد الحرس الثوري الإيراني بالاعتراف بهذا المشروع، كما اعترف قادة إيرانيون آخرون سبقوه أو لحقوه. قال إن تدخلهم في سوريا واليمن يأتي في إطار توسّع الهلال الشيعي في المنطقة الذي يجمع ويوحد المسلمين في إيران وسوريا واليمن والعراق ولبنان على حدّ زعمه.
المصدر: بيروت: «الشرق الأوسط»