علي سعد الموسى
علي سعد الموسى
كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية

وزير من نجران

آراء

تعيين صاحب المعالي، محمد بن فيصل أبوساق، وزيرا للدولة يبعث رسالة اطمئنان من الوالد القائد، مفادها بأن الشراكة الوطنية هي الانتماء والهوية. ولكل المرضى المصابين بأورام الإقصاء والفئوية والتخدير والتحذير نقول إن “مطرقة” أبي متعب لن يوقفها “هاشتاق” ينضح بالبغض والكراهية.

وفي ظرف إقليمي مضطرب، تحيط بنا الحرائق من كل اتجاهات بوصلة الخريطة الأربعة، ومازلنا ـ ولله الحمد ـ في مربع الأمان بين جمهوريات الخوف، فما السبب الجوهري؟

السبب أن القيادة الراشدة وضعت نفسها مظلة مرتفعة فوق خطابات التحريض وأدبيات الإقصاء والكراهية.

في إيران، يرزح شعب كامل تحت “قسورة” الملالي في بلد تجمد مكانه منذ أكثر من ثلاثين سنة.

في العراق لا شيء يعمل في بلد بأكمله إلا “عداد القتل” تحت الأجندة الطائفية والمذهبية. في سورية، يصومون عامهم الثالث، وثلث الشعب بأكمله إما لاجئ أو نازح بدفع خمسين عاما مضت من النفخ في العرق والديانة والمذهب. في اليمن، لا يعرف “من” يقاتل من ولماذا وكيف؟ حين وصلت خطابات الإقصاء حتى إلى داخل العرق والفصيل والمذهب. لبنان وليبيا أيضا قصص دامية، ومثلهم أيضا لا يختلف الوضع في مصر.

بلغ من الخيال أن تقول مجلة رصينة مثل “الإيكونوست” في استطلاع منشور: إن ثلثي سكان سبع دول عربية لا يعترفون بقيادة ولا يشعرون أبدا بوجود دولة. 86% من شعوب هذا الخراب العربي لا يشعرون بالأمان في حياتهم اليومية. وسنكذب على أنفسنا إن اختلفنا ولو لثانية حول السبب. إنه الإقصاء والتمييز والشحن والنفخ في الأعراق والمذاهب.

وفي وجه الخطاب الفضائحي الفضائي الذي قابلت به أقلية شاذة تعيين وزير من الغالية نجران أقول: تعود معرفتي بمعاليه إلى سنين طويلة مضت، وجمعتني بمعاليه حوارات ونقاشات كان فيها متلبسا الهمّ الوطني الشامل، وكان مثالا لابن الوطن الذي استثمر كل تفاصيل حياته في بناء قواعده المعرفية والثقافية والإدارية بطريقة منهجية ومثالية، وفيما أعرف بالضبط، فقد أقسم معالي الوزير، محمد بن فيصل أبوساق، أمام ملوك هذه البلاد من قبل أربع مرات منذ شبابه، وها هو يسير إلى القسم الخامس غدا ولاء وانتماء وحبا لهذا الوطن وقيادته، وقد أكون صادقا إن قلت إنه يضرب بهذا العدد من ولاءات “القسم” رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد.

المصدر: الوطن أون لاين