توفي 15 شخصاً في مخيم اليرموك، الذي تحاصره قوات النظام، بسبب الجوع وسوء التغذية، ونوه «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أمس، بـ «شجاعة» الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، لأنه «سمّى الأمور بمسمياتها الحقيقية باتهامه النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي وتقوية المتشددين على حساب المعتدلين»، إضافة إلى تأكيده أن الهدف من مؤتمر «جنيف2» هو تشكيل «حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة». وأفاد مصدر فرنسي «الحياة»، أن هولاند «سمع من القيادة السعودية أنها ترى أن المتشددين الإسلاميين في سورية هم من صنع النظام السوري».
وأوضح المصدر الفرنسي أن زيارة هولاند السعودية ولقاءاته مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز: «توجت علاقات سياسية تميزت بتطابق وجهات النظر حول ملفات المنطقة الإقليمية، إذ سمع الرئيس الفرنسي من العاهل السعودي ألمه الكبير لما يسقط من قتلى على أيدي (الرئيس) بشار الأسد وروسيا واستخدامها حق النقض (فيتو) من دون المبالاة بتدمير الأسد لبلده والتسبب بسقوط أكثر من ١٢٥ ألف قتيل. كما أنه أسف لسياسة بعض الدول، ومنها صديقة مثل أميركا، عدمَ التحرك لوقف هذا القتل». وتابع المصدر أن العاهل السعودي «أثنى على الموقف الفرنسي إزاء الصراع في سورية ودعم المعارضة، مطالباً بتعزيز هذا الدعم والتأييد».
وكان هولاند التقى ليل الأحد- الإثنين رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا، الذي «يحظى بثقة وتأييد الجانب الفرنسي». وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لـ «الحياة»، إنه يقدّر الجربا ويتفهم مخاوفه كلياً حول مؤتمر «جنيف 2». وأشار مصدر مطلع إلى أن الجربا «أعرب عن استيائه الكبير وألمه لوضع غير محتمل مع سقوط مئة قتيل يومياً في سورية وقتل الأولاد، وأنه مصدوم لضعف ردات فعل دول العالم إزاء ما يجري. وعليه، فإنه في هذه الظروف يصعب عليه الذهاب إلى جنيف للمشاركة في المؤتمر، وأنه يحتاج إلى المزيد من الدعم». وزادت أن هولاند «أكد على المزيد من الدعم»، وأنه «يتفهم مخاوفه من جنيف 2»، مؤكداً أنه «يبذل كل الجهود مع جميع الدول المعنية بالتحضير لجنيف لتوضيح هدف المؤتمر، ذلك أن إنجاز عملية انتقالية حقيقية ينبغي أن يكون هدف المؤتمر ونتيجته».
وقال هولاند لجربا إن زيارته المرتقبة إلى موسكو «أمر جيد ليظهر للجانب الروسي أن هناك معارضة سورية معتدلة»، من جهته، قال الجربا إنه سيتحدث مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري أيضاً، ذلك انه «مقتنع بأن النظام السوري لا يريد التفاوض في جنيف، لذا لديه تساؤلات حول المشاركة فيه». إلا أن الجانب الفرنسي «شجعه على الذهاب إلى جنيف 2». وأفادت أوساط الرئيس الفرنسي أنه «دعا المعارضة إلى المشاركة في هذا المؤتمر على أساس بيان «جنيف1» (في حزيران/ يونيو 2012)، بهدف تشكيل حكومة انتقالية لديها الصلاحيات التنفيذية كافة».
ميدانياً، ناشدت الأمم المتحدة قوات الأسد ومقاتلي المعارضة السماح بإدخال مساعدات عاجلة إلى مخيم اليرموك جنوب دمشق، وقالت إن 15 شخصاً ماتوا بسبب سوء التغذية نتيجة الحصار الذي تفرضه القوات النظامية على المخيم منذ أشهر. وأعلنت السلطات السورية أن القوات النظامية أجلت أكثر من خمسة آلاف مدني كانوا محتجزين في مدينة عدرا الواقعة في ريف دمشق. وذكر ناشطون أن حركة النزوح من المدينة تمت بناء على اتفاق غير معلن بين المعارضين الذين دخلوها في وقت سابق من هذا الشهر وبين قوات النظام التي تحاول استعادتها. لكن ناشطاً معارضاً قال إن نظام الأسد اعتقل بعض النازحين السنّة من عدرا العمالية بناء على «اسم العائلة»، وأضاف أن حاجز معمل عدرا لقوات النظام لجأ إلى التركيز على عائلات معينة من الطائفة السنية واحتجازها مع أفرادها كافة، وحتى الأطفال والنساء.
المصدر: رندة تقي الدين – «الحياة»، أ ف ب