جهاد هديب (دبي) – قام وفد نسائي من «ملتقى إبداع» الثقافي، من مدينة القطيف في المنطقة الشرقية بالسعودية، مساء أمس الأول، بزيارة مقر ندوة الثقافة والعلوم في منطقة الممزر بدبي، في إطار جولة على المؤسسات الثقافية والفنية في دولة الإمارات، تستمر لأربعة أيام. تكون الوفد من ست عشرة امرأة، بالإضافة إلى رئيسه الفنان التشكيلي عبدالعظيم الضامن مدير عام الملتقى.
وكان في استقبال الوفد بلال البدور، الوكيل المساعد لشؤون الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع نائب رئيس مجلس إدارة الندوة، وعدد من أعضاء مجلس الإدارة، والفنانة الإماراتية الدكتورة نجاة مكي.
استهلت الزيارة بجولة في بهو الندوة، حيث معرض دائم للخط العربي، مسبوق بلافتات إعلانية عن أبرز أنشطة الندوة الثقافية والفنية التي أقامتها خلال الأعوام السابقة، تلقى خلالها الوفد شروحات حول الطراز المعماري الهندسي للمبنى بتركيز على لوحات الخط العربي المنقوشة على الجدران (المشق).
بعد ذلك انتقل الوفد إلى قاعة الندوات، فجرى ما يشبه الندوة التعريفية بندوة الثقافة والعلوم، تحدث فيها بلال البدور ورئيس الوفد الضيف عبد العظيم الضامن.
نشأة الندوة.. ودورها
بعد كلمة ترحيبية، تركّز حديث بلال البدور حول المؤسسات الثقافية بأنواعها في دولة الإمارات منذ نشأتها، فأشار إلى أن الندوة هي إحدى المؤسسات الثقافية التي تهدف من نشاطها إلى تنفيذ سياسة الدولة في المجال الثقافي، إلى جانب مؤسسات أخرى سواء أكانت حكومية تتبع وزارة الثقافة أم ذات نفع عام، كما هي حال الندوة أم مؤسسات تنتمي للقطاع الخاص من طراز مركز جمعة الماجد ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وسواها.
وأوضح البدور أن الندوة قد أُسست كجمعية أهلية ذات نفع عام، وعلى رأسها مجلس إدارة، يستمر في عمله لأربعة أعوام. أما بصدد اهتماماتها، فهي اهتمامات تجمع ما بين الثقافة والعلوم، وتهتم بنشر الجانبين معا في المجتمع الإماراتي، ومن هنا جاء التعدد ما بين الثقافي والفني والعلمي في الجوائز التي تمنحها؛ بالإضافة إلى الاهتمام بكل جانب على حدة من ناحية إقامة الندوات والمؤتمرات والاستضافات لشخصيات بارزة في مختلف الحقول، فضلا عن أنها – أي الندوة – تقوم بإصدار الدورية الوحيدة المتخصصة بالخط العربي والإصدارات المتعلقة بهذا الجانب.
تلى ذلك عرض فيلم يستعرض نشأة وتاريخ الندوة استهل بكلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «في العلم قوة وفي القوة حياة والتميز لا يكون إلا بالعلم والعمل». وبعد نهاية الفيلم عاد الحديث إلى بلال البدور فأشار إلى المشق الذي أنجزه اثنان وعشرون خطاطا من أبرز الخطاطين في العالمين العربي والإسلامي، مؤكدا أنه المشق الأكبر حتى الآن. كما تناول في حديثه لجنة «نون» التي هي آخر لجنة أُسست حديثا في الندوة، وجاءت تسميتها من الحرف الأول من كلمة «ندوة»، وهي تخص الشباب من ألفها إلى يائها من دون أن يتدخل في برامجها أحد.
رؤية واستكشاف
من جهته، لم يتحدث رئيس الوفد السعودي طويلاً، «لأننا جئنا لنرى ونسمع» لكن عبد العظيم الضامن قال: «هذا البرنامج – أي زيارة المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية في الإمارات – مخصص حصرا للنساء من بين أعضاء ملتقى إبداع الثقافي»، ثم قام بتعريف الحضور بعضوات الوفد اللواتي تراوحت اهتماماتهن بين الانخراط في النشاط الاجتماعي العام والفنون التشكيلية والأدب بل إن اثنتين من بينهن تعمل إحداهما في مجال المحاسبة، والأخرى اختصاصية تغذية، كما بدا واضحا أنهن من جيلين: الشابات والأمهات الشابات.
بعد ذلك دار حوار تحدث فيه أعضاء مجلس إدارة الندوة وأعضاؤها ردا على أسئلة عضوات الوفد اللواتي بدا عليهن ذلك الفضول تجاه جمالية المكان في مقر الندوة.
بعد ختام الحوار استأنف الوفد الزيارة في مطارح متعددة من مقر الندوة، وأثناء ذلك أوضح الفنان التشكيلي عبد العظيم الضامن في تصريح خاص بـ «الاتحاد» أن الهدف من تخصيص هذه الزيارة للنساء العضوات في الملتقى يتحدد في إتاحة الفرصة أمامهن للاستكشاف والتعرف عن قرب إلى تجارب مؤسسات ثقافية وفنية قريبة من اهتماماتهن من خارج المملكة»، مؤكداً أن الملتقى يضم في عضويته النساء والرجال معاً.
ثمار متوقعة
وعن نتائج زيارة الوفد للندوة، قال الضامن ممثل منظمة السلام والصداقة، المعتمد رسمياً في المنطقة: «لقد اتفقنا مبدئياً على إقامة أسبوع ثقافي خلال الموسم الثقافي المقبل للندوة سوف يشتمل على اللوحة والصورة الفوتوغرافية، بالإضافة إلى ندوة عن المشهد الثقافي السعودي الراهن، وذلك فضلاً عن عرض لوحة «المحبة والسلام» التي تتحدث عن إمكانية أن ينعم الناس جميعاً بالخير والمحبة من خلال اللون، وقد بدأ العمل فيها منذ العام 2007، بالتعاون مع منظمة السلام والصداقة الدولية».
وحول ملتقى إبداع الثقافي أوضح الضامن أنه «مؤسسة مستقلة لا تتلقى أي تمويل أو دعم من خارج اشتراكات الأعضاء، وأن ميزانيته كلها ذاتية، فلا تبرعات، وقد أُسس عام 1944 ولا يزال مقره في بيتي».
أما بلال البدور فأكد من جهته لـ«الاتحاد» أن مجلس إدارة الندوة سيناقش ما تمّ التوصل إليه في أول اجتماعاته المقبلة، وأنه وزملاءه من الأعضاء الحاضرين لا يرون مانعاً من إقامة أسبوع ثقافي، بالتعاون مع الملتقى خلال الموسم المقبل.
وقال: «إن التواصل والانفتاح على الثقافات والمؤسسات الشبيهة، خاصة على مستوى دول مجل مجلس التعاون الخليجي، هي من صميم عملنا، لذلك من الطبيعي أن نرحب بأي تعاون وتواصل بين المبدع الإماراتي ومثيله في الدول الأخرى».
وأوضح، بصدد نتائج زيارة الوفد: «لقد حققت الإمارات ثقافياً منجزاً لا يستهان به على مستوى البنية التحتية والبرامج والأنشطة، ومثل هذه الزيارة تمثل رسائل تبعث بها الإمارات عبر هؤلاء، مفادها بأن الإمارات دولة قادرة وذات وزن في مجال السياحة الثقافية، وأن من الممكن للثقافة أن تكون عنصر جذب سياحي، يمكن له أن يدعم المنتج الاقتصادي الاستثماري الذي تمثله السياحة». وأضاف: «لقد لمس أعضاء مجلس الندوة أثناء زياراتهم الخارجية كم حققت الندوة من حضور على صعيد التواصل مع المؤسسات الشبيهة عربياً، حيث كنا معنيين دائماً بتقديم الثقافة الإماراتية، وبودي أن أضرب لك مثلاً يتمثل في أن ارتفاع عدد الحضور لفعاليات الندوة من مختلف الجنسيات العربية يؤكد أن الندوة قد استطاعت أن تكون وسيطاً ثقافياً على المستوى الداخلي والخارجي.
… ويزور مركز جمعة الماجد
دبي (الاتحاد) – استقبل مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث وفد «ملتقى إبداع» الثقافي الذي كان في استقباله أنور الظاهري مدير العلاقات العامة في المركز.
وقدم الظاهري عرضاً تقديمياً تعرف من خلاله الوفد على أقسام المركز المتعددة، موضحاً رؤية المركز ورسالته الثقافية، وبعد الرد على الاستفسارات قام الوفد بجولة تفصيلية اطلعوا خلالها على موجودات قسم التراث الوطني من مكتبة الشعر الإماراتي، ومكتبة النخلة، والمعارض الدائمة، وفي قاعة خدمة الباحثين وقف الوفد على تفاصيل الخدمات الإلكترونية للمراجعين، وكيف أن الكتاب يسافر للباحث وليس الباحث يسافر للكتاب، وتوفير المراجع للباحثين.
المصدر: الاتحاد الاماراتية