أعلن التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، أمس، أن القوات العراقية «أوقفت» لمدة يومين عملياتها في الموصل لترسيخ النجاحات التي تحققت، في وقت أكدت قوات الحشد الشعبي أنها تستعد لشن هجوم وشيك على تنظيم «داعش» غرب الموصل في خطوة من شأنها أن تثير المزيد من الجدل حول دور الحشد الشعبي الذي بات يجاهر علناً بالمشاركة في معركة الموصل، فيما هو يواصل عمليات الخطف والتعذيب على خلفية طائفية، وأشير في هذا السياق إلى أن قوات من الحشد الشعبي سيطرت على قرية الحويدر التي كانت تخضع للتنظيم الإرهابي جنوب غرب الموصل. وقال الكولونيل الأمريكي جون دوريان في مؤتمر بالفيديو من بغداد «نعتقد أن الأمر سيستغرق قرابة يومين قبل استئناف التقدم نحو الموصل»، موضحاً أن هذا التوقف من ضمن مخطط التحالف.
وذكر مصدر محلي في نينوى، أن «تنظيم داعش الذي يسيطر بشكل كلي على الحركة الاقتصادية والتجارية داخل مدينة الموصل عمد إلى رفع أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 30% ووفر حماية مشددة للأسواق المحلية في مسعى لمواجهة أي اضطراب أو رفض شعبي». من جهة أخرى، قال متحدث باسم قوات الحشد الشعبي إن التقدم باتجاه مدينة تلعفر الخاضعة لسيطرة «داعش» على بعد 55 كيلومتراً إلى الغرب من الموصل سيبدأ في غضون أيام أو ساعات. وقال أحمد الأسدي المتحدث باسم الحشد الشعبي إن عملية قطع الطرق الغربية للموصل حاسمة في المعركة ضد «داعش». وأضاف أن هذا أهم وأخطر خط لأنه يربط الموصل بالرقة وهو طريق الإمداد الوحيد لتنظيم داعش. وذكرت مصادر عراقية وعسكرية أن هناك نقاشاً بشأن قطع الطريق من وإلى الموصل من عدمه. ومن شأن ترك الطريق مفتوحاً أن يمنح مقاتلي «داعش» فرصة للتقهقر الأمر الذي يحتمل أن ينقذ المدنيين داخل المدينة الذين قد يحاصرون في معركة دامية حتى النهاية. وكانت قوات الحشد الشعبي قالت في تصريحات سابقة إنها ستشارك في الهجوم على الموصل، مما أثار تحذيرات من الجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان من العنف الطائفي في المنطقة.
وفي محافظة الأنبار قال قائد العمليات اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، إن «قوة عراقية تمكنت، أمس، من إلقاء القبض على 20 عنصراً من تنظيم داعش في مركز مدينة الرطبة». وأضاف أن «الإرهابيين تم القبض عليهم خلال عمليات تفتيش وتطهير المنازل في مناطق وأحياء الرطبة، داخل مركز المدينة». وكان مدنيون قد تعرضوا في الرطبة غرب البلاد لاعتداءات مماثلة نفذها عناصر من الحشد الشعبي قدموا من بغداد لفرض الأمن بعد دخول «داعش» للمدينة فأعلنوا حظر التجوال وباشروا اعتقالات عشوائية. ويقول الأهالي إنها لم تنته عند ذلك، بل تطورت إلى اعتداءات على مساجد وإضرام النيران في بعض المنازل. ونقلت الوكالات عن الشيخ منعم الكبيسي من الرطبة أن ميليشيات «أبو الفضل العباس» إحدى تشكيلات ميليشيات الحشد الشعبي أحرقت عدداً من منازل المواطنين في المدينة، بعد أن اتهمتهم بالتعاطف مع «داعش»، واختطفت 23 شاباً ونقلتهم إلى جهة غير معروفة.
المصدر: الخليج