قررت شبكة “سي إن إن” الإخبارية ومجلة “تايم” الأمريكيتين وقف الكاتب والمحلل ومقدم البرامج فريد زكريا، الجمعة، وتعليق عمله، بعد أن اعتذر واعترف أنه اقتبس أجزاء دون الإشارة إلى مصدرها في عموده في صحيفة “تايم” بشأن تقنين السلاح في عدد 20 أغسطس.
وكان زكريا قد كتب فقرات في مقاله تشبه كثيرا تلك المنشورة في مقال عن الأسلحة في أمريكا كتبته المؤرخة جيل ليبور، أستاذة التاريخ الأمريكي في جامعة هارفارد، والذي ظهر في مجلة “نيويوركر” في عدد 23 أبريل.
وقالت “نيويورك تايمز” إن التشابهات بين النصين رصدها موقع محافظ هو “نيوز باسترز” وانتشرت سريعا على الإنترنت بعدها. وأشارت إلى أن زكريا، ذا الأصول الهندية، تخرج من جامعتي “يال” و”هارفارد”، يعمل في أكثر من مؤسسة، فهو يقدم برنامجا لشبكة “سي إن إن”، ويعمل محررا في صحيفة “واشنطن بوست”، وكاتبا في مجلة “تايم”، ومؤلفا لعدد من الكتب السياسية.
وأضافت أن زكريا نشر بيانا عصر الجمعة قال فيه “مراسلو الإعلام أشاروا إلى فقرات في عمودي بصحيفة تايم هذا الأسبوع تشبه بشكل كبير فقرات في مقال جيل ليبور المنشور في نيويوركر في عدد 23 أبريل. إنهم على حق، وقد ارتكبت خطأ فادحا، ما حدث يعتبر كبوة خطيرة وأنا المسؤول بالكامل عنها”، واعتذر زكريا للمؤرخة وللمحررين في صحيفة “تايم” بالإضافة إلى القراء.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن اعتراف زكريا هو الثاني من نوعه خلال أقل من أسبوعين، فقد اعترف جونا ليرير، الكاتب العلمي، الأسبوع الماضي بوقوعه في نفس الزلة الأخلاقية، بعد أن فبرك اقتباسات من بوب ديلان لكتابه الأعلى مبيعًا “تخيل: كيف يعمل الإبداع”، وقد تم إجبار ليرير على الاستقالة من منصبه ككاتب في مجلة “نيويوركر” وأعلنت دار نشر كتابه أنها ستسحب نسخ الكتاب من الأسواق.
وقال متحدث باسم مجلة “تايم” إنها ستوقف عمود زكريا لمدة شهر، على الرغم من قبولها اعتذاره، مضيفة أن ما فعله “انتهك معايير المجلة بالنسبة لكتاب المقالات فيها، الذين يجب أن يكون عملهم حقيقيا وأصيلا، وأن تكون وجهات نظرهم بكلماتهم الحقيقية”.
من جهتها، أعلنت شبكة “سي إن إن”، المملوكة لنفس مؤسسة “تايم ورنر”، في بيان أنهم راجعوا عمود زكريا في تايم، ووجدوا أن الفقرات المقتبسة موجود منها أجزاء في مقاله بمدونته الدورية على “سي إن إن” التي يكتبها، وأنهم مسحوا ما كتبه وقرروا وقفه لحين البت في الأمر.
وكان زكريا (48 سنة) قد تلقى انتقادات في بداية هذا العام بسبب إلقائه خطبة في جامعة “هارفارد” شبيهة للغاية بأخرى كان قد ألقاها في جامعة “ديوك”.