أكد إسماعيل ولد الشيخ أحمد المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، المنتهية مهمته، أن الأمم المتحدة أعدت خريطة سلام لحل الأزمة في اليمن، متهماً الحوثيين بإعاقة التوصل إلى اتفاق بشأنها وعرقلتها، وأشار إلى أن هناك سياسيين من كافة الأطراف يعتاشون من الحروب وتجارة السلاح واستغلال الأملاك العامة لأغراض شخصية، في وقت تواصلت فيه المعارك ضد الميليشيات الانقلابية وقصفت مقاتلات التحالف مخابئ أسلحة وثكنات عسكرية للميليشيات الانقلابية في الحديدة.
وأوضح ولد الشيخ، في آخر إحاطة له أمام مجلس الأمن، أن خريطة السلام موجودة وتم الاتفاق على المقترحات العملية للبدء بتنفيذها وبناء الثقة بين الأطراف، ولكن ما ينقص هو التزام الأطراف بتقديم التنازلات وتغليب المصلحة الوطنية. وقال «نرى يوميا تقارير عن مدنيين يموتون من الفقر والجوع والأمراض، ولكن يجب ألا ننسى أن هناك سياسيين من كافة الأطراف يعتاشون من الحروب وتجارة السلاح واستغلال الأملاك العامة لأغراض شخصية. نراهم في خطاباتهم تارة يحركون النعرات لتعميق الشرخ في المجتمع اليمني، وتارة يعلنون عن مواقف مؤيدة للسلام بينما نسمعهم في المجالس الخاصة غير آبهين بمعاناة شعبهم. إن من يريد السلام، يخلق الحلول وليس الأعذار. وأكرر: إن من يريد السلام يخلق الحلول وليس الأعذار».
وأضاف المبعوث الدولي «خلال السنوات الثلاث الأخيرة تم وضع أسس متينة لاتفاق سلام من خلال تصديق الإطار العام في بيال عام 2015 ومناقشة الحيثيات والتفاصيل في الكويت في عام 2016».
وأشار إلى أن كل من تابع هذا الملف عن قرب يعرف جيدا أن الأمم المتحدة لم تدخر جهدا لمساعدة الفرقاء اليمنيين على التوصل إلى حل سلمي. وذكر أن الاجتماعات تطرقت إلى كل تفاصيل خريطة السلام بالترتيب الزمني ومع مراعاة كل المتطلبات والتحديات.
وكشف: «وأنا أعلن اليوم ولأول مرة، أنه تم وضع مقترح كامل وشامل بالتشاور مع كافة الفرقاء إلا أنهم رفضوا في الساعات، لا بل في الدقائق الأخيرة، التوقيع عليه. وقد تبين في نهاية المشاورات أن الحوثيين ليسوا مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، مما شكل معضلة أساسية للتوصل إلى حل توافقي».
وتمنى إسماعيل ولد الشيخ أحمد التوفيق لخلفه مارتن جريفيث، وأعرب عن أمله في أن تشكل خريطة السلام، الموجودة بالفعل، ركيزة أساسية للمضي قدما وتفعيل عملية السلام.
وكان إسماعيل ولد الشيخ بدأ مهمته باليمن في أبريل/نيسان 2015.
ميدانيا، شن طيران التحالف العربي، امس، سلسلة غارات جوية على مواقع وتحركات وآليات ميليشيات الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة باليمن، تزامناً مع مواجهات في عدد من جبهات القتال بين قوات الشرعية والميليشيات.
وفي محافظة الحديدة شنت مقاتلات التحالف عشرات الغارات على مخابئ أسلحة وثكنات عسكرية للميليشيات في مزارع قريبة من مركز مديرية الجراحي ومديرية زبيد على الساحل الغربي جنوب المحافظة. واستهدفت الغارات دبابات ومدرعات خبأتها الميليشيات تحت الأشجار في مزرعة عبدالرحمن الشرعبي بمنطقة محوى المشرع في مديرية الجراحي، ما أسفر أيضا عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات وفرار آخرين، خاصة بعد الحرائق التي اندلعت جراء تدمير الآليات العسكرية.
وفي مديرية زبيد استهدف طيران التحالف تجمعات لعناصر الميليشيات في مزارع المهدلي وسرداح، ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم.
كما قصفت مقاتلات التحالف مواقع ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة البيضاء، مستهدفة إياها في مواقع تمركزها بمديرية ناطع شرقي المحافظة، حيث تركزت الغارات على منطقة المسوح في ناطع والسلسلة الجبلية المطلة على منطقة فضحة التابعة لمديرية الملاجم المجاورة. وتتزامن الغارات مع مواجهات بين الميليشيات وقوات الشرعية في المديرية ذاتها.
وفي محافظة حجة استهدفت مقاتلات التحالف بسبع غارات مواقع للميليشيات في مناطق متفرقة من مديريتي حرض وميدي.
المصدر: الخليج