الزيارة التاريخية لولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى الكويت تبحث في قضايا خليجية وإقليمية ودولية مشتركة، فضلاً عن موضوعات ثنائية تجمع البلدين الشقيقين، وتعزز من مسيرتهما الأخوية على أكثر من صعيد.
توقيت الزيارة مهم للمنطقة التي تشهد حراكاً دولياً في تسوية نزاعاتها، وإعادة الأمن والاستقرار لها، وتحديداً بعد إعلان الولايات المتحدة الأميركية الانسحاب من الاتفاق النووي مع طهران، وفرض عقوبات قاسية عليها مطلع الشهر المقبل، وأهمية التنسيق السعودي الكويتي في مواجهة تلك التداعيات أمنياً واقتصادياً وعسكرياً إذا اقتضى الأمر ذلك، حيث تقود المملكة تحالفاً دولياً في مواجهة المشروع الحوثي الإيراني في اليمن، والكويت جزء من ذلك التحالف، إلى جانب دور الكويت في استضافة المشاورات السياسية بين اليمنيين قبل نحو عامين بمن فيهم وفد الحوثي لإيجاد حل سياسي للخروج من الأزمة.
التنسيق السعودي الكويتي خلال زيارة ولي العهد سيطال الملف العراقي الذي يجمع البلدين في حدود مشتركة معه، وتحديداً مع قرب تسمية رئيس الوزراء هناك، والدور المنتظر من المملكة والكويت في دعم استقرار العراق، وتأكيد عروبته، ووحدة أراضيه، وتنميته، ومنع التدخل الإيراني في شؤونه الداخلية.
عربياً يستمر التنسيق بين المملكة والكويت في ملفات سورية، ولبنان، وليبيا، والتصدي للأحزاب والميليشيات الإرهابية المدعومة من إيران، حيث يؤكد البلدان دائماً على أهمية تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وتعزيز فرص السلام والاستقرار، ودعم الحل السياسي، إلى جانب مواجهة مشروع الفوضى الإيرانية ذات النزعة الطائفية في المنطقة.
خليجياً سيمتد التنسيق نحو ترميم البيت الخليجي، والتأكيد على وحدته، ومصيره، والعمل قادة وشعوباً على تجاوز التحديات التي تواجهه، والإيمان الراسخ بأهمية الحفاظ على مكتسبات التكامل الخليجي، حيث ترأس الكويت أعمال القمة الخليجية في دورتها الحالية، والتنسيق السعودي معها يعزز من تلك المسيرة، ويحفظ للكيان قيمته، ومكانته، ودوره التنموي المنتظر.
على الصعيد الثنائي ستكون الزيارة نقلة جديدة على مستوى العلاقة بين البلدين الشقيقين، حيث سيتم تسوية ملفات سابقة، وتجديد العمل في إطار مؤسسي من الشراكة والتنسيق والاتفاقيات الداعمة للاستثمار والتعاون المشترك، والخروج من كل ذلك برؤية تواكب التطورات التي تشهدها العلاقات الخليجية، والانخراط في مهمة تعزيز التحالف الخليجي على أسس دبلوماسية وإعلامية واقتصادية لمشروع المواجهة مع أي طرف يسيء بشكل أو بآخر للمجموع الخليجي.
الحفاوة الكويتية بالزيارة ينعكس إيجاباً على مستوى الحوار والمشاورات والتفاهمات، والأهم ثقة الكويت بشقيقتها الكبرى السعودية بدورها الإقليمي والدولي الذي تتطلع به في هذه المرحلة؛ لصيانة أمن واستقرار البيت الخليجي والعربي والإسلامي أيضاً، وخصوصاً أن مهندس الحراك السعودي الأمير محمد بن سلمان ضيفاً على الكويت أميراً وحكومة وشعباً، وهو بعد آخر يدلل على النجاح الكبير الذي ستخرج به هذه الزيارة في أجواء من الأخوة والمحبة والتقدير المتبادل.
المصدر: الرياض