كاتب سوري في صحيفة الرؤية الإماراتية، ويعمل حاليا في مجال إعداد البرامج الحوارية الفضائية ، رئيس قسمي الثقافة والرأي في صحيفة "الوطن" السعودية اعتبارا من عام 2001 ولغاية 2010 ، عضو اتحاد الكتاب العرب (جمعية الشعر)، واتحاد الصحفيين العرب، بكالوريوس في الهندسة الكهربائية والإلكترونية، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، لديه 3 مجموعات شعرية مطبوعة
من السهل أن يطلق أحدهم الشعارات، ومن السهل أيضا أن يتحدث في ما يريد، غير أن الصعب دائما هو التطبيق..
لذلك فإن من يستضيف مؤتمرا لمناقشة أمر ما، يفترض به أن يكون أول الملتزمين بما يطرح من محاور وتوصيات، أما أن تكون مجريات الأمور هي النقيض لما يمارس على أرض الواقع من قبل ذلك المستضيف فذاك هو التضليل بعينه، والمسألة لن تتجاوز الكلام خلال ساعات ثم تستمر الحكاية السابقة، ويبقى نقيض الكلام هو الحقيقة.
من الجيد أن يقام مؤتمر في طهران تحت شعار “التقارب الإعلامي لأجل السلام والاستقرار في العالم الإسلامي”، ومن الجيد أن يشارك به ممثلون عن كثير من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لكن غير الجيد أن تكون إيران مستضيفة للمؤتمر، فهي – من خلال سلوكياتها – أبعد الدول الإسلامية وأبعد دول العالم عن العمل من أجل السلام والاستقرار خاصة في دول الجوار.. أي إنها لا تستطيع التوافق مع محيطها الإقليمي وتفعل كل ما في وسعها لخلق الاضطرابات في دول المنطقة عن طريق أتباعها فيها.
الشواهد على التصرفات الإيرانية غير المنسجمة مع عقلية السلام كثيرة، منها تدخلاتها في اليمن عن طريق الحوثيين، وفي لبنان عن طريق حزب الله، وفي العراق عن طريق أعوانها بشكل مباشر سابقا، وما زالت ذيولها تعمل هناك.. ولها أصابع تحاول العبث في البحرين، وأرسلت مقاتلين من الحرس الثوري للقتال مع النظام السوري الذي تدعمه سياسيا ضد إرادة الشعب والإرادة الدولية، فأي سلام تستضيف إيران مؤتمرا له؟
إيران لم تعمل يوما من أجل السلام لأنه لا يخدم مطامعها، ولا تحب أن تستقر المنطقة إلا بحسب ما تمليه مصالحها، وربما اضطراب مكان ما بالنسبة لها قد يكون استقرارا نفسيا..
الصورة التي كرستها إيران عن سياستها ليست إيجابية، وعليه فإن أي تحرك منها يخالف تلك الصورة يبقى مشكوكا فيه إلى أن تثبت حسن النية، فهل إيران قادرة على تغيير الصورة أم أنها سوف تظل على نهجها معتقدة أنها ببعض الوسائل التلميعية تستطيع المغالطة وإيهام الآخرين بأنها قد تغيرت؟.
إيران لن تتغير إلا إن ظهرت مؤشرات التغيير، ومتى ما أوقفت أتباعها وسحبت مقاتليها من الدول يمكن التفكير بذلك، ولغاية أن تلوح المؤشرات – إن لاحت – فمختصر الحالة الإيرانية يمكن التعبير عنه بمفردات قليلة: يأمرون بالمعروف وينسون أنفسهم..
المصدر: الوطن أون لاين
http://alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleID=24125