وينك؟ وين صرت؟ مروّح؟ وين صرت؟ وينك؟ قريب؟ وين صرت؟ جاي ع الغدا؟ وين صرت؟ وينك؟ وين صرت؟ وين صرت؟ وين صرت؟ وين صرت؟.. هذا ليس هذياناً، ولا علاقة له بأنظمة الرد الآلي، هذا ما استطاع زوج تفريغه من رسائل الطوارئ القادمة من رقم زوجته، الذي لا يقل جدية واهتماماً في تحديد الإحداثيات عن جدية رجال الدفاع المدني.
وعندما نشعر بأن بريد الوارد صار متورّماً بعبارة «وين صرت؟»، نقوم بوضع إشارة أمام جميع هذه الرسائل ومسحها دفعة واحدة، لنستقبل غيرها بتوقيتات طازجة وبإحداثيات جديدة. نحن العرب كل شيء لدينا «على البركة»، عدد الأسئلة على البركة، وعدد الأجوبة على البركة ، لا نعني كثيراً بالأرقام ولا تحليلها، على العكس من الغرب الذي يدرس كل شيء، ويحاول أن يبحث عن أسبابه.
دراسة بريطانية جديدة بحثت في موضوع إزعاج الزوجات للأزواج، وأخذت عينة مكونة من 3000 شخص، لتخلص إلى أن الزوجة تقضي نحو 8000 دقيقة سنوياً في إزعاج زوجها، حيث تقسّم جرعات الإزعاج مثل الدواء صباحاً ومساء، بعضها قبل الأكل، وبعضها الآخر بعد الأكل، بما لا يزيد على ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً.. يعني بمعنى آخر لأم العيال «كوتا» في إجمالي إزعاجك نحو ثُلث ساعة يومياً، وتعتبر هذه المدة كافية «لعكننة» بقية الساعات الـ23 من اليوم.. طبعاً هذه الدراسة لم تغفل أسباب الإزعاج أو الخلاف، فمعظم الأسباب كانت تنحصر في المصاريف والأعمال المنزلية وتربية الأولاد.
**
للإنصاف ولإحقاق الحق، يجب أن يقول المرء الذي له والذي عليه.. فالدراسة البريطانية أحصت كم دقيقة تزعج فيها الزوجةُ الزوجَ.. لكنها لم تحصِ، بَعْدُ، كم دقيقة «يطنّش» فيها الزوج الزوجة، وكم دقيقة يرد فيها ببرود، وكم عمل يتم تأجيله لوقت الفراغ، وكم دقيقة وصلت فيها المرارة إلى الحد الأعلى من التحمّل.. فمقابل كل دقيقة إزعاج هناك ساعات من «تا نشوف»..«هسع مش فاضي».. «تعبان يا حرمة» إلخ.. أنا شخصياً أستخدم عبارة «تا تتحسن نفسيتي»! حيث لا مقياس ملموساً للتحسن، وبالتالي أستطيع تأجيل كل المطلوب مني إلى ما لا نهاية!
المصدر: الإمارات اليوم