كاتب سعودي
– نفحة:
العلم والمعرفة والاكتشاف يتطلب مع الذكاء والعبقرية شجاعة عند الاختراع والاكتشاف والابتكار. كثير من اختراعات وبحوث لم تظهر بسبب هذا الخوف والتردد والجبن في الجهر بالاكتشاف الجديد، فتموت أفكارهم الكبرى معهم. من أكبر عقول العلم هو “إسحق نيوتن” مكتشف الجاذبية، وكتب بحثه باللاتينية لغة العلوم آنذاك، تحت عنوان “مبادئ الرياضيات” Principia Mathematica، تصوروا لو أن بحوث إسحق نيوتن وكتبه نامت في أدراج مكتبة؟ ما الذي سيحدث؟ أقل شيء أن العلم سيتأخر في اكتشاف الجاذبية وقوانينها التي قلبت مفاهيم العلوم الرياضية والفيزيائية الفلكية .. ومن يدري؟ ربما لم تكن حتى “وكالة الفضاء الأمريكية ـــ ناسا” التي فرشُها العقلي قوانين نيوتن. وفعلا كان نيوتن خوافا مترددا حساسا فلم يثق بنشر أبحاثه، حتى آمن بها صديقه الشجاع “هالي” Halley وكان مخمليا مفلسا ومع ذلك أصر على نشر بحوث نيوتن للعالم. من يشكرك الآن يا هالي؟
– رسالة لابنتي:
إنني يا ساكنة القلب أؤمن بقوة الكلمات. وأؤمن بأن الكلمات تغير من واقعنا سلبا أم إيجابا. انظري إلى هذه القصة الحقيقية؛ قرأتها في أحد تلك الكتب التي تحاول إيقاظ الهمة بالحكايات الإنسانية الواقعية. طبيب عمد أن يكتب وصفة لكثير من مرضاه، بعد أن يشكو له القلق والخمول، كالتالي: “اسم الدواء العزم. طريقة التناول: أن تقول دائما: إنني سأتحسن إلى الأفضل، إنني سأتحسن إلى الأفضل، وردد ذلك كثيرا”. ولقد حقق مرضاه تحسنا مدهشا مع الوقت أكثر من مرضى زملائه الذي يصفون لمرضاهم أدوية مضادات الكآبة. عندما تقولين كلماتٍ تُرصف جُملا مليئة بالإيمان والعزم والهمة وترددينها، تصل هذه الكلمات رسائل إلى العقل الباطن الذي يصدر التصور والمشاعر للعقل الظاهر. فإن وصلت رسائلُ تفاؤلٍ وعزمٍ ونجاحٍ سينقلها واقعاً للذهن الظاهر ويصدقها. ويعمل بعد ذلك عقلنا الظاهر بهذه الشحنات المضيئة فتضيء دروب حياتنا، وتغور تشاؤماتنا في القاع البعيد.. ونحرص على ألا تعود. وإن يا حبيبتي، طبقت ذلك، فإنك ـــ إن شاء الله ـــ من الفائزين.
– طويل العمر:
حوار:
ـــ الموظف: ودي أتقاعد مبكرا، صار عمري 85 سنة.
رئيس شؤون الموظفين: إيش في عقلك يا أخي؟! تتقاعد في هذه السن المبكرة، اصبر حتى على الأقل يصير عمرك 100 سنة .. ليه مستعجل؟
لن يكون هذا الحوار فنتازيا ليس غدا بل من الآن. في غلاف التايم عدد 2 آذار (مارس)، طفل رضيع، وكتب بجانبه: “هذا الطفل قد يعيش حتى يبلغ عمره 142 سنة!”. في دائرة البحوث الحيوية في جامعة تكساس توصلوا إلى عقار اسمه “رابامايسين” Rapamycin يبطئ تقدم عمر الخلايا، فيطول العمر. جربوا بفأر، ومعدل عمر الفأر الطبيعي سنتان وربما فوقهما شهر أو شهران إن طال به العمر الطبيعي. فأر المختبر هذا وصل عمره إلى رقم قياسي وهو ثلاث سنوات، ويبدو حتى الآن يافعا قويا، وما عنده نية شيخوخة أبدا .. الفرو يلمع، والأعضاء الحيوية كأنها أعضاء فأر مراهق. ولاحظوا شيئا آخر؛ أنه يميل أقل وبكثير من الإصابة بالأورام. احسبوا، طالت أعماركم، كم سيطول عمر الإنسان نسبة وتناسبا مع عمر فأر المختبر، بفرض أن معدل حياة الإنسان الآن 85 سنة؟
حوار 2:
الأب ـــ جنني هالولد ما يعقـل.
الصديق- حرام عليك، توه مسكين ما وصل للأربعين .. اللي كبره ما زالوا بحفاضاتهم!
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2015/02/19/article_932627.html