كاتب سعودي
الضربات العسكرية المحدودة أصبحت سمة لرؤساء أمريكا الديمقراطيين الذين لا يفضلون عادة خوض الحروب الحقيقية، كلينتون وجه ضربة محدودة للسودان معاقبة لها على احتضانها بن لادن، كما وجه ضربة محدودة أخرى للعراق عقابا لصدام حسين بسبب تقارير عن محاولته اغتيال الرئيس بوش الأب، والضربة المحدودة التي سيوجهها أوباما لبشار الأسد قد لا تقضي عليه، بل على العكس من ذلك قد تدعم موقفه وتحشد أنصاره من حوله، فكما يقال الضربة التي لا تكسر ظهرك تقويك، وبشار يحتاج ضربة تكسر ظهره ورقبته الطويلة!.
**
رفض مجلس العموم البريطاني مشاركة بريطانيا في ضرب سوريا، وقد اتخذوا هذا الموقف لعدة أسباب، أهمها أنهم لم يعودوا يثقون بنوايا حكومتهم بعد أن كذبت عليهم بخصوص أسلحة الدمار الشامل في العراق، فكذب الحكومة عند الإنكليز له ثمنه الشعبي مهما طال الزمان، وكذلك ثمة اعتبار آخر مهم وهو أن الإنكليز يشعرون بأن سوريا ــ وفقا للقسمة الاستعمارية القديمة المتجددة ــ من نصيب فرنسا، لذلك يحرص الفرنسيون أكثر من الإنكليز على الذهاب مع الأمريكان، وهم يحملون خرائطهم القديمة كي يسهل رسم الخرائط الجديدة.
**
بغض النظر عن حجم الضربة العسكرية المرتقبة، فإنه من المهم تشجيع جنود بشار على التخلي عنه في هذا المرحلة، مثل هذا الأمر سوف يساعد على تقليص الخسائر التي يمكن أن تتكبدها سوريا في حال اتساع دائرة النار، كما أنها تسهل على الثوار مهمة الانقضاض على الطاغية الذي تزداد عزلته يوما بعد آخر.
**
إذا لم يتخذ اللبنانيون موقفا تاريخيا من حزب الله الذي ورط نفسه وورطهم في الأزمة السورية، فإن نيران الحرب السورية سوف تحرق بلدهم الجميل دون أن يكترث لأمرهم أحد.
**
لا أحد اليوم داخل سوريا أو خارجها يثق بالعدالة الدولية، الرهان الوحيد على عدالة السماء، والكل يردد مع السوريين: (يا الله ما لنا غيرك)! .
المصدر: عكاظ