كاتب - مستشار إعلامي
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، من أصحاب العقول الراجحة، وهو امتداد للطرح الديني الصافي؛ مثله في ذلك مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن عثيمين، يرحمهما الله.
وأتذكر بإجلال وتقدير أن المفتي كان أول عالم دين أنكر العمليات الانتحارية التي كان يقوم بها بعض الشباب في فلسطين، وكانت وقتها الحماسة والعاطفة توجهان بوصلة بعض أهل الفتوى لتأييد هذه العمليات الانتحارية، لكن سماحة المفتي كان صارما، وأصر أن مثل هذه العمليات ليست عملا صالحا.
ثم مرت الأيام، وبدأت المجتمعات المسلمة تكتوي بهذه العمليات، وبدأ بعض مَن أجازوا هذه العمليات يتراجعون عن ذلك، بعد أن شهدوا مراهقين يهدرون أرواحهم معتقدين أن ذلك يوصلهم إلى الحور العين.. ولا تزال هذه العمليات طعنة في الخاصرة.
بالأمس قرأت ما نقلته “الاقتصادية” عن سماحة المفتي، بشأن “تويتر”. قال المفتي إن هناك مَن يستغل “تويتر” لزرع الفتنة ونشر الفوضى. وقال سماحته، بحسب الصحيفة، إن “بعض المغردين لا يعرفون سوى توزيع الاتهامات والأكاذيب. وهناك مَن يدعم هذه التوجهات، مبيناً أن ذلك ليس من أخلاق المسلمين”.
المؤلم أن هذه التجاوزات لا تقتصر عندنا على عوام الناس، إذ تورّط فيها دعاة كان البعض ينظر إليهم قبل “تويتر” بمنتهى الاحترام والتقدير.
هؤلاء يُفترض أن يتغير أسلوب خطابهم، إذ لا يليق بمَن يلتصق بشؤون الدعوة أن يتلوّث لسانه أو قلمه بكلمات بذيئة أو شتائم.
إن “تويتر” يا سماحة المفتي وعاء يمكن أن يمتلئ بالخير، طالما يتحلى المرء فيه بالهدوء والحكمة والموضوعية واحترام الآخر.
المصدر: الاقتصادية
http://www.aleqt.com/2014/10/22/article_898161.html