شهدت مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية، أمس الجمعة، يوماً مأساوياً مرعباً، جدد أحزان ومخاوف أمنية واسعة من عمليات إرهابية تستهدف الدولة الأوروبية.

وفيما تضاربت تصريحات شرطة المدينة عن حقيقة الهجوم ودوافعه وعدد منفذيه، امتدت التصريحات المتناقضة عن عدد الجرحى والمصابين، لتشمل أماكن الهجوم، التي قالت الشرطة وشهود، عيان في بداية الأمر، إنه محصور في مطعم للوجبات السريعة داخل مركز تسوق أولمبيا، ثم عادت لتؤكد أنها تشتبه في وقوع هجوم إرهابي شامل بالمدينة. 

وعلى وقع الصدمة، أغلقت السلطات المدينة وأعلنت حالة الطوارئ وأخلت محطات المترو والقطارات والشوارع من العامة. وبدأت شرطة ميونيخ بياناتها لتشير إلى أن مسلحين أطلقوا النار عشوائياً في مركز أولمبيا للتسوق، قبل أن تشير إلى انتحار أحد المهاجمين، فيما أعلنت حصيلة أولية عن مقتل 8 من المدنيين وإصابة العشرات بجروح بينما تمكنت من إخلاء المركز وشرعت الشرطة في ملاحقة المهاجمين في الشوارع الذين يعتقد أنهم ثلاثة. 

عدد من الأشخاص، لافتة إلى أنها تقوم بإجلاء الناس من داخل المركز، وأن الكثيرين لايزالون يختبئون في الداخل، ثم تعود لاحقاً لتؤكد نقلاً عن شهود عيان أن المسلحين عددهم ثلاثة، قبل أن تقول في بيان ثالث إن شهوداً أفادوا بإطلاق نار في منطقة بشارع هاناور، وفي شارع ريس، وفي مركز أولمبيا للتسوق.

وطالبت شرطة ميونيخ الناس بالبقاء في منازلهم أو الاختباء في أي مبنى مجاور، إذا كانوا خارجها مع استمرار عملية إطلاق النار، مضيفة عبر صفحتها على «فيس بوك» إن شهوداً أفادوا بوجود ثلاثة مسلحين، وأن هناك إطلاق نار في شوارع قريبة وداخل مركز التسوق.

وقبل أن تخلي السلطات الألمانية محطة قطارات رئيسية في ميونيخ، وتعلق حركة المترو والحافلات، تضاربت التقارير الإعلامية نقلاً عن مسؤولي الشرطة وشهود عيان حول عدد الوفيات، فذكرت إحدى الصحف المحلية أن عدد الضحايا بحسب الشهود وصل ل15 قتيلاً وعشرات الجرحى، بينما قالت محطة تلفزيونية محلية إن عدد القتلى 10، فيما قالت وكالات عالمية إن العدد الأرجح للقتلى يصل إلى 6 أشخاص، فيما اكتفت متحدثة باسم الشرطة بتأكيد أن كثيرين قتلوا أو أصيبوا في الواقعة.

وأضافت «نعتقد أننا نواجه حادث إطلاق نار عشوائياً»، مضيفة أنها تعتقد بمشاركة أكثر من شخص في إطلاق النار، ولم يعتقل أي منهم بعد.

وذكرت محطة «إن. تي. في» التلفزيونية الألمانية أن القوات الخاصة التابعة للشرطة الألمانية وصلت للموقع، ولم يتضح على الفور من هم منفذو الهجوم، وطالبت الشرطة بعدم نشر صور من موقع إطلاق الرصاص بالمركز التجاري على مواقع الإنترنت. وقالت في تغريدة لها على موقع الأخبار القصيرة «تويتر»: «رجاء لا تبثوا صوراً أو لقطات فيديو عن إجراءات الشرطة على مواقع الإنترنت. لا تدعموا الجناة!».

وتوجه وزير الداخلية بولاية بافاريا يواخيم هيرمان، إلى موقع إطلاق الرصاص بمركز أولمبيا التجاري عائداً من مهمة له خارجها، وأفاد توماس باومان المتحدث باسم الشرطة في ميونيخ بأن الشرطة «تسعى للسيطرة على الموقف، نافياً علمها بمكان اختباء الجناة، في ذلك الوقت، ما زاد التباس الأمر وعدم وضوح أبعاده، خاصة في ظل عدم معرفة دوافع الجناة لإطلاق النار داخل المركز التجاري.

وقال أحد الموظفين في مركز التسوق عبر الهاتف إن موظفين في المركز لايزالون مختبئين.

وأضاف الموظف أطلقت العديد من طلقات الرصاص.. لا يمكن أن أحصي عددها.. لكنها كثيرة، وتابع: كل من كانوا في الخارج اندفعوا إلى الداخل وبوسعي فقط رؤية شخص واحد على الأرض مصاب بإصابات بليغة وبالتأكيد لن ينجو، لا معلومات إضافية لدينا.. نحن خلف غرف المتجر. لم تصل إلينا الشرطة حتى الآن.

وعقد رئيس وزراء بافاريا هورست سيهوفر، ووزير داخليتها يوآخيم هيرمان، لقاء أزمة، لتعلن السلطات لاحقاً عن «حالة خاصة» بشأن الوضع فى المدينة. وقالت إدارة المدينة للمواطنين عبر الهواتف الذكية، إن عليهم ألّا يغادروا منازلهم.

وأدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهجوم وعرض تقديم المساعدة على الحكومة الألمانية. وأكد السفير السعودي في برلين سلامة سياح المملكة في ميونيخ.

السفارة تنبه المواطنين

نبهت بعثة الإمارات في برلين، مواطني الدولة في ميونيخ عبر «تويتر»، إلى الالتزام بدعوة الشرطة الألمانية بعدم الاقتراب من محيط مركز تسوق «أولمبيا». وطالبت سفارة وقنصلية الدولة لدى ميونيخ بالاتصال بالسفارة على الرقم 030516516 عند حال أي طوارئ. وذكرت قنصلية الدولة في ميونخ أنه لا توجد وفيات أو إصابات بين مواطني الدولة جراء الحادث.

المصدر: الخليج