شهدت سياحة الأفلام رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة، حيث تنظر الكثير من البلدان إلى الأفلام باعتبارها
من وسائل الدعاية الفعالة للترويج لمناطق معينة على خريطة السياحة العالمية.
تشتهر كرواتيا، الواقعة في منطقة البلقان، بتصوير العديد من الأفلام السينمائية العالمية؛ حيث شهدت أحداث فيلم «Winnetou» خلال حقبة الستينات من القرن المنصرم في المحميات الطبيعية باكلينتسا وكركا وبليتفيتش وفيليبيت. وأوضح مركز السياحة الكرواتي أن متحف Winnetou &
Karl May في منطقة ستاريغغاد باكلينتسا لايزال يقصده، حتى اليوم، العديد من السياح من جميع أنحاء العالم.
وتم تصوير مسلسل «صراع العروش» في العديد من المواقع في كرواتيا، مثل دوبروفنيك وسبليت وسيبينيك وستان وجزيرة لكروم. وأكد مركز السياحة الكرواتي أن هذا المسلسل الملحمي زاد من شهرة منطقة دوبروفنيك بصفة خاصة، التي تستقطب حالياً العديد من الزوار من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وإسبانيا.
أسهمت سلسلة أفلام «هاري بوتر» في زيادة شهرة بريطانيا كموقع لتصويرالأفلام العالمية، وهناك العديد من الإمكانات حالياً أمام السياح لزيارة هذه المواقع مثلاً من خلال القيام برحلة بواسطة القطار البخاري
«جاكوبيت ستيم ترين» أو التقاط الصور التذكارية على رصيف 9ـ3/4 في محطة كينغز كروس، بالإضافة إلى قلعة ألنويك، التي توفر للسياح إمكانية تلقي دروس الكويديتش. وأكدت هيئة السياحة البريطانية أن سلسلة أفلام «هاري بوتر» زادت من أعداد السياح بنسبة بلغت 230%.
إضافة إلى ذلك، كانت بريطانيا مسرحاً لتصوير مشاهد سلسلة أفلام «جيمس بوند» ومسلسل «داونتون آبي»الشهير. ووفقاً لما أوضحه معهد السينما البريطاني (BFI) ولجنة السينما البريطانية، فإن 10% من مجموع السياح، الذين يأتون إلى بريطانيا، يرغبون في مشاهدة أماكن تصوير الأفلام الشهيرة، حتى أن هناك شركات سياحية أصبحت متخصصة في تنظيم الجولات السياحة لمشاهدة مواقع تصوير الأفلام، مثل شركة «بريت موفي تورز».
في الإمارات أصبح منظر الكاميرات ومعدات أجهزة الأفلام ومركبات التصوير والإضاءة أمراً معتاداً في شوارع دبي وأبوظبي، إذ تحظى الإمارات باهتمام كبير من قبل صناع الأفلام في العالم.
ونجحت الإمارات في تثبيت مكانتها وجهة مهمة لصناع الأفلام العالمية، وباتت بين مواقع التصوير الأعلى تفضيلاً في العالم.
ولم يكن غريباً أن تستقبل خلال عام 2015 عدداً غير مسبوق من فرق بوليوود وهوليوود لتصوير أفلامهم، نظراً للمواقع الجذابة التي تضفي لوناً جديداً إلى مشاهد الأفلام، خصوصاً الخيالية منها، فضلاً عن تعاون السلطات مع فرق التصوير وتسهيل كل احتياجاتهم. واستضافت الإمارات خلال العام الجاري تسعة أفلام كبرى، أبرزها الجزء السابع من الأسطورة الأميركية «حرب النجوم»، و«آلة حرب» للنجم العالمي براد بيت.
وأشارت هيئة السياحة التونسية إلى أن هذه السلسلة من الأفلام الملحمية لعبت دوراً مهماً في الترويج للنشاط السياحي في تونس، خصوصاً في المنطقة الجنوبية من
البلاد. وتحظى مواقع التصوير القديمة بأهمية كبيرة، بحيث تم تحويلها خلال عام
2013 عن طريق جمع التبرعات والدعم الحكومي إلى واحد من مواقع التصوير الرئيسة في الكثبان الرملية في منطقة نفطة، وأصبحت صالحة للزيارة مرة أخرى. وإلى جانب سلسلة «حرب النجوم» هناك العديد من الأفلام الشهيرة الأخرى، التي تم تصويرها في تونس مثل «إنديانا جونز» وفيلم «المريض الإنجليزي».
وشهد المغرب تصوير العديد من الأفلام المهمة مثل «المصارع»، و«مملكة السماء»، وفيلم «ألكسندر». وأوضحت هيئة السياحة المغربية أن منطقة قصبة آيت بن جدو، التي تندرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو وتقع على مسافة 40 كيلومتراً من ورزارات، ظهرت في الكثير من مشاهد الأفلام العالمية مثل فيلم «المصارع».
وقد قامت الشركات السياحية باستغلال موضوع هذا الفيلم الشهير، وأصبحت تنظم جولات سياحية لعشاق السينما من جميع أنحاء العالم.
يعتبر نجاح فيلم «ملك الخواتم» من العوامل الحاسمة لنيوزيلندا، التي شهدت أيضاً تصوير فيلم «الهوبيت» أخيراً. وأوضح العديد من السياح أن هذه الأفلام كانت من الأسباب المهمة، التي دفعتهم لزيارة نيوزيلندا. وعادةً ما تقوم الخطوط الجوية النيوزيلندية في مقاطع الفيديو الخاصة بالسلامة والأمان بتوضيح العديد من الموضوعات، ومنها على سبيل المثال شخصيات الأفلام التي تم تصويرها في نيوزيلندا، وكيفية الوصول إليها.
المصدر: الإمارات اليوم