كاتب إماراتي
يتذكر من كان يصلي في مسجد )سلمان الفارسي ( ، في منطقة المطينة بدبي منتصف التسعينات تلك الزحمة الخرافية التي كان عليها المسجد في مثل هذه الأيام، لجمال صوت إمامه، كان المصلون يغلقون الشوارع المحيطة بالمسجد لكثرة توافدهم عليه، وكنا بسبب إيعاز من الضمير نلحق بهم بعد قضاء )أنشطتنا الرمضانية .( عند دوار السمكة، غير بعيد عنه ! كان هناك ذلك )البيك أب( الشهير الذي يأتي بعد الركعة الرابعة لينزل )كنافة ناعمة (لجميع المصلين، سامعين! (كنافة ناعمة) (بلس بلس( ،مب كرتون همبة خايسة ولا رطب ما حد لقح نخلته تقول زبيب محترق! لا وبعدين يطرش )اصنع جميلاً ولو في غير موضعه، فلن يضيع جميل حيثما زرعا )!
جائت أيام وذهبت أيام ودخل لاعبون جدد إلى الساحة وواجه المسجد منافسة من مسجد )شيرزاد( في الطوار، ثم من مسجد )بوخاطر( في الشارقة، حتى أصبح الناس كما يقال )يبندون الدوار ( لكثرتهم أثناء صلاة التهجد، ثم دخل مسجد )الدليمي( في عجمان إلى قلب المنافسة، خصوصاً مع أوبشن )صوته حلو وما يطول ،( ومازالت المساجد تزيد ومزامير داوود الرائعة تصدح، ويمتلئ المسجد الذي يعرف بحسن الأداء برواده من إمارته ومن الإمارات المحيطة به، وبالمناسبة هناك ورشة عمل يومية في مسجد المغفرة على الكورنيش تحت عنوان )كيف تحولين مصلى النساء إلى حضانة أطفال في ثماني ركعات؟ ( والدعوة عامة لجميع الأمهات الفاضلات!
للصوت الحسن دور كبير في دفعك إلى التفكر وإلا لما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم سيدي صاحب الصوت الجميل )بلال بن رباح ( رضي الله عنه ليكون المؤذن، وحين سألت عن مسجد في العاصمة الجميلة يعفيني من زحمة مواقف السيارات لدى الجامع الكبير، ودورة البحث عن )واسطة ( للدخول عبر مواقف الـ) في آي بي ( ،أخبرني أحدهم عن مسجد يسمى )الأسعدين ( في مدينة خليفة، ووصلت كعادتي متأخراً لأصلي على الرصيف، لا مشكلة فرجل قضى ثلاثة أرباع حياته على الرصيف بين متسكع ومنتظر ومراقب لديه علاقة طيبة وخبرة في الأرصفة، ولكن المشكلة في أن المايكروفونات لا تعمل خارج المسجد، يعني حر وزحمة وما تسمع بعد! .
المصدر: الإمارات اليوم