«الإبداع ما بين المعاصرة والأصالة».. جملة يختصرها مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الـ15، التي ستنطلق الأحد المقبل في متحف الشارقة للفنون، بحزمة متنوعة من الفعاليات والمعارض، والورشة الموازية للمهرجان ستشمل كلاً من الشارقة والمنطقة الشرقية والوسطى. ويعرض المهرجان نحو 1700 عمل تتنوع بين اللوحات والمجسمات والأعمال التركيبية، والغرافيك والخزف والحلي والسجاد.
وقال رئيس دائرة الثقافة والإعلام، عبدالله العويس، إن «المهرجان يأتي في سنته الـ15، برعاية من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهاته الرامية لدعم ورعاية الثقافات والفنون الراسخة والأصيلة، واستضافتها والاحتفاء بها على أرض الشارقة؛ عاصمة الثقافة العربية والإسلامية، إذ يستمر المهرجان لمدة شهر».
وأشار العويس خلال المؤتمر صحافي عقد أمس، للإعلان عن تفاصيل مهرجان الفنون الإسلامية في دورته الجديدة، إلى أن «المهرجان يؤكد المكانة المتميزة للشارقة باعتبارها قبلة لكل الفنانين المعنيين بالفن الإسلامي الملهم، والقادر على صوغ الأوجه الناصعة للحضارة الإسلامية الممتدة لأكثر من 14 قرناً، كما أنه يبين الدور الحقيقي والبارز للفنون والمعارف الإسلامية، التي تسهم في تطور الحضارة الإنسانية على عمومها وامتدادها في التاريخ البشري».
وتابع أن «مهرجان الفنون الإسلامية يتجه هذا العام إلى استقطاب الأفرع الإبداعية التي تستلهم جماليات الفن الإسلامي من خلال أعمال تحمل في معظمها الصبغة المعاصرة، التي أبدعها فنانون من دول غير عربية، تؤكد امتداد أثر هذه الفنون الخالدة إلى كل أرجاء العالم».
حدث فريد
مدير إدارة الفنون في دائرة الثقافة والفنون في الشارقة، هشام المظلوم، من جهته، قال إن «المهرجان يحقق خلال عقد ونصف العقد تواصلاً زمنياً خلاقاً مع الفنون الإسلامية في ربوع العالم، محتفياً في الوقت ذاته بالفنون الأصيلة، ومواكباً للطرح الفني المعاصر، إذ بات المهرجان حدثاً فنياً فريداً على مستوى العالمي، وحقق نجاحاً مشهوداً من خلال نوعية المعارض المشاركة في كل دورة من الدورات المتعاقبة، وهي معارض لفنانين أثبتوا مكانتهم على المستوى الدولي، وتحققوا من خلال نتاجات فنية خبيرة وبالغة التأثير». وأضافً أن «الدورة الحالية للمهرجان تتنوع المشاركات بها سواء المحلية والدولية لتصل الأعمال المعروضة الى 1700 عمل فني، تتنوع بين اللوحات الكلاسيكية وفن الفيديو والمجسمات والأعمال التركيبية، إضافة إلى أعمال تنتمي للفنون التطبيقية منها الغرافيك والخزف والحلي والسجاد، إذ يبلغ عدد المعارض التي تقام بشكل متوازٍ مع المهرجان نحو 45 معرضاً محلياً ودولياً، تنتمي لـ18 دولة، من بينها الإمارات والسعودية وقطر وبريطانيا وأميركا وفرنسا وتركيا وأذريبجان ومصر وفلسطين ولبنان والعراق والسودان والهند».
200 فعالية
قالت مسؤولة مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة، فرح قاسم، إن «المهرجان في دورته الـ15 ينظم نحو 200 فعالية مقسمة بين الشارقة والمنطقتين الشرقية والوسطى، إذ سيتم التركيز على المنطقة الوسطى بهدف تفعيل الأنشطة والمعارض الفنية». وسيقام ضمن المهرجان نحو 45 معرضاً و77 ورشة، ويستضيف نحو 27 ضيفاً من دول عربية وأجنبية، كما تشارك في الدورة 18 دولة، فيما ستكون هناك مشاركات لأكثر من 27 مؤسسة حكومية، وسيقام نحو 15 عرض فيديو، و19 ندوة ومحاضرة مصاحبة وحفلاً انشادياً.
رؤى
تتنوع الأعمال ما بين الأساليب الأصيلة والمعاصرة، بحسب رؤية كل فنان، ورغبته في التعبير عن أفكاره، وتجسيد مقدرته على العمل في إطار الضوابط والأسس المقننة للأنماط الأصيلة، خصوصاً في لوحات الخط العربي والأعمال الحروفية والغرافيك.
ولم يغفل مهرجان الفنون الاسلامية عن تنظيم معارض الخطوط التي تعبر عن تلاقي مختلف الأجيال والبلدان العربية، ممن يستجيبون لنداء الخط الأصيل، ويحنون للكلمة المنقوشة بأنواع متفرقة من الخطوط العربية، كما يبدعون وفق قواعده الراسخة وموازينه الضابطة، ويستلهمون ذلك العشق والشغف للخط من نصوص دينية وأشعار وحكم، ويهيمون في حب الأحرف التي يعزفون بها لحن التصوف والزهد والرقي في الوقت ذاته.
وقال المظلوم إن «نتاجات الفن الإسلامي في الوقت الحالي تجاوزت كثيراً من أنماطها السابقة، من خلال انفتاحها على معطيات العصر ومتجاوبة ورهانها الأكبر مع الطموح الإبداعي القادر على إحداث الفارق، وما يتبدى ضمن نتاجات بصرية مبتكرة الصياغة والفكرة والأداء، قام كثير من المنتجين والمشتغلين بالفن الاسلامي وتنظيره بالبحث دوماً عن صيغ متجددة تواكب أغلب التحولات المتسارعة».
ندوة فكرية
تحتضن الدورة الـ15 لمهرجان الفنون الإسلامية ندوة فكرية بعنوان «الصيغ المتجددة في الفنون الإسلامية» يشارك بها نخبة من المفكرين ونقاد الفن والباحثين الذين يتناولون مجموعة من المحاور المهمة، منها مفهوم المعاصرة بالتطبيق على نتاجات الفن الإسلامي في العقدين الأخيرين، وتحولات الفنون الإسلامية في الزمان والمكان، وأبرز الفنانين المشتغلين بالفن الإسلامي المعاصر، والفلسفات والفكر المرتبط بالمنجز المعاصر للفن الإسلامي.
وحول الاستعدادات التي سبقت المهرجان أكد المظلوم أن «المهرجان استغرق تنظيمه نحو ثمانية أشهر، تكفل خلالها الكادر الوظيفي في إدارة الفنون من اختيار الأعمال وتقييمها للمشاركة في المهرجان، وينظم المهرجان معارض فردية تخاطب الفنون المعاصرة، إذ يشارك بها فنانون مسلمون وآخرون ممن تأثروا بالفنون الإسلامية وابدعوا فيها».
المصدر: الامارات اليوم