كشف الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، عن أنه سيتم إطلاق 4 أقمار صناعية جديدة خلال السنوات الأربع المقبلة إلى الفضاء، ليرتفع عدد الأقمار الصناعية من 6 متواجدة حالياً في الفضاء إلى 10 بحلول عام 2020، إضافة إلى أنه سيتم إطلاق 8 أقمار بحثية وتعليمية صغيرة الحجم منها قمر واحد سيتم إطلاقه العام الحالي والباقي خلال أربع سنوات.
وتوقع الأحبابي، في تصريحات صحفية على هامش القمة العالمية لصناعة الطيران التي انطلقت أمس في أبوظبي، الانتهاء من عملية مراجعة تصميم «مسبار الأمل» خلال يونيو المقبل، حيث تسير عملية مراجعة التصميم بما هو مخطط لها، لتأتي بعدها مرحلة اعتماد التصاميم من قبل الوكالة والجهات العلمية التي تم استشارتها في مجال مراجعة التصاميم، ثم تأتي مرحلة التصنيع بعد اعتماد التصاميم النهائية.
وأضاف: «توجد مفاوضات حالية مع شركات محلية لتشارك في تصنيع القمر، حيث إن نسبة الإماراتيين العاملين على مشروع مسبار الأمل 100% إلى جانب الاستشارات من خبراء عالميين. ومن المقرر وصول المسبار لكوكب المريخ في عام 2021». وبين الأحبابي أن مشروع مسبار الأمل، تشرف عليه الوكالة وتموله وينفذ بالشراكة مركز محمد بن راشد للفضاء، مؤكداً أن عملية تنفيذ مثل هذه المشاريع تتطلب مراحل متعددة تأخذ وقتاً طويلاً، حيث لا مجال للخطأ فيها.
وأوضح: «مثل هذه المشاريع الفضائية تبدأ بتحديد المهمة العملية والتي تتمثل بأهداف المشروع، ثم وضع التصاميم، ثم مراجعتها، بالتعاون مع وكالات ولجان وجهات علمية إشرافية محايدة تتمثل بعلماء وخبراء من جهات عالمية مثل وكالة ناسا والجامعات الأميركية وغيرها». وقال الأحبابي: «أسسنا لجنة استشارية علمية تتكون من علماء وأصحاب الاختصاص في مجال الفضاء، لتقديم الاستشارات في مختلف الأمور منها عمليات التصميم والتدريب والتخطيط وعمليات التدريب وغيرها».
وفيما يتعلق بتدريب الكوادر الوطنية في مشاريع الوكالة كافة، قال الأحبابي، إنه تم البدء في تنفيذ خطة تدريبية شاملة تتضمن ابتعاث طلبة إلى جامعات عالمية خارج الدولة، إضافة إلى طلبة في جامعات داخل الدولة لتشجيعهم على دراسة العلوم والتقنيات، فضلاً عن عقد ورش عمل باستمرار لزيادة وعي الناس لأهمية قطاع الفضاء، واستقطاب خبراء ورواد فضاء من دول أخرى ليحاضروا في الجامعات بالدولة.
وحول جهود الوكالة في إنشاء والتعاون مع مراكز بحثية في الجامعات، قال الأحبابي: «يتم العمل على إنشاء مركز للأبحاث في جامعة الإمارات بالعين، الذي سيكون بمثابة بيئة حاضنة للبحث والتطوير في مجال الفضاء، إضافة إلى أنه سيتم التعاون والتنسيق مع مركز الشارقة للفلك والفضاء في مجال البحث والتطوير، والتعاون المعروف مع مركز محمد بن راشد للفضاء في مشروع مسبار الأمل، فضلاً عن أنه تم العمل مع معهد مصدر في تأسيس مساق لدراسة الماجستير لتصنيع الأقمار الصناعية الصغيرة، وتم التعاون مع جامعة خليفة بمشروع تطوير قمرين صناعيين مخصصين للتعليم والأبحاث».
وفيما يتعلق بحجم الاستثمارات في قطاع الفضاء، قال الأحبابي، إنه بحسب دراسات محلية، فإن حجم الاستثمارات وصل إلى 20 مليار درهم، ومن المتوقع أن يشهد نمواً سنوياً، بواقع 10%، وتتركز تلك الاستثمارات في 3 شركات رئيسة تخدم القطاع وهي الثريا والياه سات ومركز محمد بن راشد للفضاء المسؤول عن تنفيذ مشروع استكشاف المريخ «مسبار الأمل».
وفيما يتعلق بالقوانين والتشريعات في الوكالة، قال الأحبابي: «تعمل الوكالة على عدد من الوثائق التشريعية على رأسها سياسة الدولة الفضائية، حيث تعد الإمارات أول دولة تصدر مثل تلك الوثيقة في الشرق الأوسط، حيث إنها تشرح أهداف وغايات الدولة بالفضاء، متوقعا أن يتم إطلاقها خلال الأشهر المقبلة».
وأضاف: «نعمل على استراتيجية كاملة للفضاء تتضمن أهدافا يتم تنفيذها خلال 15 عاماً، إضافة إلى أنه يتم العمل على إصدار قانون الفضاء، الذي يعد الأول في الشرق الأوسط، وهدفه حماية قطاع الفضاء المحلي وإعطاء الطمأنينة للاستثمار الأجنبي حيث إن القانون سيتوافق مع الأهداف الدولية للفضاء».
وقال: «نعمل حالياً على مسودة هذا القانون، حيث من المتوقع الانتهاء منها خلال الشهرين المقبلين لتدخل بعدها في مرحلة إصدار القانون». وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، قال الأحبابي، إن الوكالة نشطة في مجال العلاقات الفضائية، حيث إن قطاع الفضاء يعتمد على الشراكات والتعاون الدولي، لافتاً إلى أن «نجاح القطاع لا يأتي بالعمل بشكل فردي، بل إن التعاون الدولي مهم جدا في مصلحة هذا القطاع الحيوي».
وأوضح الأحبابي: «وقعنا اتفاقيات مع الكثير من الدول التي لديها برامج فضائية، ونعتزم التعاون مع عدد أكبر من الدول ممن لديها وكالات فضائية وبرامج متعلقة بالقطاع»، مشيراً إلى أنه تم توقيع اتفاقيات مع الجهات المعنية بالفضاء في روسيا والصين والهند وفرنسا، وسيتم توقيع اتفاقية جديدة مع وكالة ناسا الأميركية مايو المقبل، حيث توجد خطة للعمل على مشاريع ومبادرات تخدم التعاون الدولي. وأضاف الأحبابي: «الدولة اليوم من خلال الوكالة اكتسبت عضوية في عدد من المنظمات الدولية، حيث إن الوكالة تمثل الدولة في المحافل الدولية من خلال العمل على تبني مواقف ومصالح تخدم القطاع، ليس فقط في الإمارات، بل في دول المنطقة العربية لحماية مصالح المنطقة وتحسين الصورة أمام العالم، وتأكيد همية الاستثمار في الفضاء حيث إنه يعد جسرا للعبور للمستقبل».
المصدر: صحيفة الإتحاد