دعا مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان المنظمات والمؤسسات والجامعات والجمعيات الأهلية العاملة أو المهتمة بحوار الأديان لتقديم تجاربها الناجحة في هذا المجال، وعرض ما حققته من إنجازات مهمة فيه، خلال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان بين 23 و25 أبريل القادم.
ويقام المؤتمر العاشر تحت عنوان «تجارب ناجحة في حوار الأديان»، وبعد دراسة وافية عن الأنشطة العالمية الحالية في مجال حوار الأديان.
إلى ذلك، أعلن مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان عن جائزة عالمية باسم «جائزة الدوحة العالمية لحوار الأديان»، لأفضل مؤسسة أو شخصية لها مساهمات فعالة أو مشاريع متميزة في مجال حوار الأديان، وتبلغ قيمة الجائزة مائة ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى ميدالية ذهبية وشهادة من المركز.
وتعتبر هذه الجائزة حدثاً مهماً وإضافةً نوعيةً لمؤتمرات الحوار في الدوحة باعتبار أن المركز هو أحد المؤسسات الرائدة على مستوى العالم التي تسعى للحوار الجاد والفعال بين أتباع الأديان والثقافات المتنوعة في المجتمعات الحديثة، على أساس من المبادئ الدينية والإنسانية المرتكزة على حوار هادئ، وبناء ومثمر، كما تعد الجائزة إحدى المبادرات الرائدة في هذا المجال، ويتطلع المركز أن يسهم هذا الإنجاز في دفع ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر، والاحترام المتبادل الذي يدعو إليه بين أتباع الأديان المختلفة على المستوى المحلي والعالمي.
وفي تعريفه بالجائزة التي يمنحها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان فهي لأفضل تجربة أو مشروع تم تنفيذه في مجال حوار الأديان، ويتم الإعلان عن الفائز بالجائزة مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان، كما يتم تحديد وطرح موضوعات للمشاركة بالجائزة من قبل لجنة الجائزة، واختيار موضوع للجائزة كل سنة، ويمكن أيضاً أن تمنح الجائزة لشخصية أو مؤسسة.
وتهدف الجائزة إلى إثراء وتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر بين أتباع الأديان المختلفة، وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا والمشكلات التي تهم البشرية بهدف تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات والحضارات المختلفة، وتوسيع مضمون الحوار ليشمل جميع جوانب الحياة المتفاعلة مع الدين، وتوسيع دائرة الحوار لتشمل الباحثين والأكاديميين والمهتمين بالعلاقة بين القيم الدينية والقضايا الحياتية، وتوفير وتبادل المعلومات والتجارب الناجحة في التخصصات المتصلة بحوار الأديان، وتشجيع الباحثين والمؤسسات المتخصصة ذات الصلة للتفاعل المثمر فيما بينها بهدف التوصل إلى آفاق جديدة للحوار كأسلوب لنشر السلام والتعاون والتعايش السلمي بين الجميع، وتكريم الشخصيات الأكثر عطاء وإبداعاً ونشاطاً في مجال حوار الأديان.
وعن مجالات الجائزة فإن المحور الأول يتعلق بالبحوث العلمية المتخصصة في مجال دراسة العلاقات بين الأديان لتطوير المحتوى الأكاديمي للكتب والمقررات. أو تطوير المناهج المدرسية والجامعية التي تشجع على التفاهم بين أتباع الأديان، أو تدريب المعلمين والطلاب بهدف تكوين حصيلة معرفية كافية عن مختلف الأديان لدى الناشئة.
أما المحور الثاني فيقوم على العدالة الاقتصادية في التعامل مع المجتمعات المحلية تحت مظلة الحوار بين الأديان من أجل التنمية المستدامة والحد من الفقر، والعدالة الاجتماعية والبيئية، والأعمال الخيرية، والتي من ضمن أهدافها تحسين الخدمات في مجال الرعاية الصحية.
أما المحور الثالث فيختص بالسلام وحل النزاعات، سواء في ما يتعلق بدراسة أسبابها ونتائجها. ووضع استراتيجيات وقائية ما قبل الصراعات العنيفة أو تكوين سياسات لتعزيز المصالحة والسلام خلال النزاعات، أو إيجاد حلول علاجية لمرحلة ما بعد الصراعات والنزاعات الطائفية. أما المحور الرابع يتصل بالثقافة ووسائل الإعلام ويقترح كيفية استخدام هذه الوسائل، مدعمة بوسائل التكنولوجيا الحديثة والإبداع، لتحسين سبل التواصل الاجتماعي وتطوير مفاهيم جديدة لبناء علاقات متينة بين أتباع الأديان المختلفة من خلال وسائل الإعلام والتواصل المختلفة.
أما لجنة الجائزة فيشرف عليها أمناء الجائزة، وهي لجنة متخصصة من علماء دين (مسلمين ومسيحيين ويهود)، بالإضافة إلى مسؤولين من المركز، يساعدهم محكمين من أتباع الديانات السماوية الثلاث من أنحاء العالم. تجتمع اللجنة عدة مرات في السنة، ومن أبرز مهامها: الإعلان عن الجائزة وإقرار موضوعاتها وشروطها، واختيار المحكمين، والإعلان عن اسم الفائز بالجائزة بناء على توصيات المحكمين الذين تختارهم لجنة أمناء الجائزة المحكمين، وهم من خيرة المتخصصين في مواضيع الجائزة لذلك العام من كل أنحاء العالم، وتعتبر أسماء المحكمين سرية.
ومن أبرز مهام المحكمين قراءة المواد المرشحة للجائزة، ومنح كل تجربة أو مشروع، بناء على معايير علمية رصينة، علامة تقديرية لمستوى المادة المرشحة، ويقدم كل محكم تقارير وتوصيات لجميع المشاريع والتجارب المرسلة له بشكل مفصل إلى لجنة الجائزة بظروف محكمة الإغلاق يتم فتحها أثناء اجتماع اللجنة.
ويعلن عن فتح باب الترشيح لنيل الجائزة في شهر سبتمبر من كل عام، ويعلن المركز عن الجائزة وشروطها وموضوعاتها في الدوريات العلمية وفي أهم الصحف الرسمية المحلية العربية والإنجليزية، وكذلك على الموقع الإلكتروني للمركز، والمراكز التي تعمل في مجال حوار الأديان، وفي الجامعات والكليات ذات العلاقة بالمواضيع المطروحة للجائزة، بالإضافة إلى سفارات دولة قطر في الخارج، وسفارات الدول الأجنبية في دولة قطر.
ويتم الترشيح لنيل الجائزة مباشرة من قبل المشاركين الذين تتوافر فيهم شروط الترشح أو من قبل اللجنة التي يمكن أن ترشح مركزاً أو مؤسسة أو شخصية معروفة في مجال الحوار بين الأديان.
وتقدم طلبات الترشيح وفقاً لاستمارة الترشيح المعدة لهذا الغرض ويرفق بها السيرة الذاتية للمرشح إذا كان فرداً أو التقرير الخاص بالمؤسسة المشار إليه أعلاه مع موقعها الرسمي.
المصدر: العرب القطرية