شهد «يوم الطبيعة واستخدام الأراضي والمحيطات» في COP28؛ توقيع القادة على التزامات وتعهدات بتقديم أكثر من 186 مليون دولار لتحفيز العمل المناخي، ومواصلة بناء الزخم لتعزيز حماية الطبيعة وتنميتها، وركزت الالتزامات على حماية الغابات، وتنمية أشجار القرم، والمساحات الخضراء، وتحفيز التمويل لحماية الطبيعة واستدامة المحيطات، كما شدد القادة على أهمية اتخاذ إجراءات فورية لحماية الطبيعة كعامل أساسي لتحقيق أهداف اتفاق باريس.
وتستند الالتزامات التي صدرت خلال اليوم إلى التعهدات الصادرة عن القمة العالمية للعمل المناخي في COP28 في 2 ديسمبر، حيث تم جمع وتحفيز 2.5 مليار دولار لحماية الطبيعة وتنميتها.
وأعلنت رزان المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28، خلال القمة عن مساهمة دولة الإمارات بتمويل جديد بقيمة 100 مليون دولار لمشروعات حماية الطبيعة ومواجهة تداعيات تغير المناخ، منها استثمار أوّلي بقيمة 30 مليون دولار في «خطة تعزيز المرونة المناخية في غانا» الصادرة عن الحكومة الغانية، كما عقدت دولة الإمارات شراكة استراتيجية مع البرازيل مدتها عامان لربط النتائج والمخرجات بين مؤتمري COP28 وCOP30.
وأكدت رزان المبارك، أن حماية الطبيعة والأراضي والمحيطات هي السبيل الوحيد للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، مشيرةً إلى أهمية التعاون المشترك خاصةً مع الشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية التي ترعى هذه الأصول البالغة الأهمية.
وقالت إن الإقبال المتنوع والاستثنائي على حضور فعاليات «يوم الطبيعة واستخدام الأراضي والمحيطات»؛ ضمن برنامج المؤتمر للموضوعات المتخصصة، يدل على اهتمام كبير بالعمل المناخي القائم على الطبيعة، الذي يُشكل محور الاستجابة لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، مشيدةً بالإنجازات العالمية خلال COP28 التي تمهد الطريق لتعزيز جهود حماية الطبيعة في COP30 المقرر انعقاده في مدينة بيليم بالبرازيل.
وشهد يوم الطبيعة واستخدام الأراضي والمحيطات الإعلان عن تمويل جديد بأكثر من 186 مليون دولار للطبيعة والمناخ من أجل حماية وتنمية الغابات وأشجار القُرم والمحيطات، وذلك دعماً لأهداف التمويل الذي تبلغ قيمته 2.5 مليار دولار، تم جمعها وتحفيزها لحماية الطبيعة وتنميتها خلال القمة العالمية للعمل المناخي في COP28 التي عُقدت في 2 ديسمبر.
وقال نانا أكوفو أدو رئيس جمهورية غانا، إن قيادة دولة الإمارات ورئاسة COP28 تتخذان إجراءات فعالة وملموسة من أجل حماية الطبيعة تدعمها تعهدات مالية كبيرة، وإنه لا يمكن الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية دون حماية الطبيعة وتنميتها، كما أكّد على ضرورة الإسراع في تنفيذ هذه الإجراءات لتحقيق تقدم ملموس وفعال بحلول مؤتمر الأطراف COP30.
ومن خلال الحد من خسائر الأصول الطبيعية يمكن تعزيز جهود التخفيف من تداعيات تغير المناخ بنسبة 30%، للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف الـ 1.5 درجة مئوية بحلول 2030، كما تؤدي حماية الطبيعة دوراً حاسماً في الحد من أخطار تغير المناخ مثل الفيضانات والحرائق، ومن شأن جهود حماية الطبيعة أن تسهم في خلق فرص تجارية واقتصادية جديدة بقيمة 10 تريليون دولار، وتوفير ما يقرب من 400 مليون فرصة عمل.
وكان قادة العمل المناخي قد اتفقوا في COP26 على الوقف التام لإزالة الغابات وتفعيل جهود تنميتها بحلول عام 2030، واعتمدوا في العام الجاري «الإطار العالمي للتنوع البيولوجي»، الذي يستهدف حماية 30% من الأراضي والمحيطات بحلول عام 2030، ويعتمد تحقيق هذه الأهداف على الاستثمار في دعم مجتمعات الشعوب الأصلية ودورها الرائد، حيث تحمي 80% من التنوع البيولوجي للعالم.
وقالت ماريا خوسيه أندرادي سيردا، إحدى سكان كيشوا دي سيرينا الأصليين في الإكوادور، والمسؤولة عن التنمية الاقتصادية والمجتمعية في اتحاد قوميات الشعوب الأصلية في منطقة الأمازون بالإكوادور، إنه منذ آلاف السنين كرّس شعب كيشوا دي سيرينا حياته لتحقيق التوازن والانسجام مع الطبيعة، ومراقبة سلوك التنوع البيولوجي والحيوانات ودورات الحياة النباتية وتدفقات المياه من حوله.
وأشارت إلى أنه من خلال استعانة COP28 بالحقائق العلمية ومعارف الشعوب الأصلية؛ فقد تنبّه العالم إلى ضرورة فهم واحترام الروابط الدقيقة بين الإنسانية والطبيعة لأهميتها البالغة لمستقبلنا.
ويُمثل البيان المشترك من رئاسة COP28، وجمهورية الصين الصديقة بصفتها الرئيسة الحالية لـ «اتفاقية التنوع البيولوجي» (COP15)، إحدى النتائج المهمة ليوم الطبيعة، حيث حصل «البيان المشترك لـCOP28 بشأن المناخ والطبيعة والإنسان» على دعم 18 دولة تقود شراكة المناخ والطبيعة و11 شراكة للتنوع البيولوجي في إطار حماية وتنمية الغابات وأشجار القُرم والمحيطات، ويتضمن البيان تعهدات جديدة من الدول بوضع وتنفيذ استراتيجيات دعم العمل المناخي وحماية الطبيعة.
وتتضمن مستجدات الإعلانات الصادرة عن القمة العالمية للعمل المناخي ما يأتي:
• انضمت 30 دولة إلى «تحالف القرم من أجل المناخ» الذي أُطلق بالشراكة بين دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا في COP27؛ بهدف بناء زخم عالمي لتعزيز العمل المناخي، ليصبح بذلك إجمالي الدول الأعضاء في التحالف 37 دولة تضم أكثر من 60% من أشجار القُرم في العالم.
• وقعت 21 دولة رسمياً على مبادرة «تنمية القرم»، وهي جهد تعاوني بين التحالف العالمي لأشجار القرم ورواد الأمم المتحدة للمناخ، بهدف حماية وتنمية 15 مليون هكتار من أشجار القرم على مستوى العالم بحلول عام 2030 بتمويل قيمته 4 مليارات دولار.
• أعلنت اللجنة رفيعة المستوى المعنية بالمحيطات من أجل اقتصاد مستدام للمحيطات، والمكونة من 18 دولة تمثل معاً 50% من سواحل العالم، وأكثر من 45% من المناطق الاقتصادية الحصرية في العالم، عن عضوية منظمة الدول الأمريكية، التي تدعم التعاون لبناء اقتصاد مستدام للمحيطات بنسبة 100%.
• وضعت 15 حكومة خريطة طريق «نتائج وأرصدة الكربون للغابات»، التي تضمنت خطة لتوسيع نطاق الاستثمار في نتائج وأرصدة الكربون المرتبطة بحماية الغابات وتنميتها، وأكدت على الفرصة الكبيرة المتاحة لأسواق الكربون في الغابات؛ بهدف زيادة المدفوعات مقابل تقديم الخدمات المناخية والبيئية.
• أصدرت 17 دولة بياناً مشتركاً بشأن استخدام الأخشاب المستدامة في البناء.
• أعلنت أكثر من 150 شركة ومؤسسة مالية عن نيتها تحديدَ أهداف بشأن حماية الطبيعة ومواجهة تداعيات تغير المناخ، بحيث تندرج في «شبكة الأهداف المستندة إلى الحقائق العلمية»، و«الأهداف الدولية المستندة إلى الحقائق العلمية في مجال الغابات والأراضي والزراعة»، وبموجب هذين الإطارين، وافقت الشركات على زيادة الاستثمارات في الحلول القائمة على الطبيعة، والبدء في تقييم تأثيرات عملها على الطبيعة، وإدارة هذه التأثيرات والإفصاح عنها، بما يشمل نتائجها ومخاطرها والفرص الناشئة عنها، من خلال إطار عمل «فريق العمل المعنيّ بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة».
• أعلنت رئاسة COP28، ولولا دا سيلفا، رئيس البرازيل عن شراكة مدتها عامان لجمع وتحفيز موارد جديدة، وحشد الدعم السياسي للعمل المناخي المعني بالطبيعة، تمهيداً لانعقاد COP30 في بيليم.
المصدر: الخليج