أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن التصعيد الكبير من الشقيق، المربك والمرتبك، وطلب الحماية السياسية من دولتين غير عربيتين، والحماية العسكرية من إحداها، لعله فصل جديد مأساوي هزلي، ويقوض استقرار العرب، وأكد أن الهروب إلى الأمام والحماية الخارجية لا تمثل الحل، وأن الأزمة الحالية كشفت موقع تنظيم «الإخوان» من السعودية. وأضاف أن الأزمة مع الشقيق أغرب ما فيها من يقف معه، الإيراني والتركي و«الحمساوي» و«الثوري» و«الحزبي» و«الإخونجي».
وأكد سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، أن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر تم اتخاذه بعد محاولات جرت على مدار سنوات لتغيير نهجها القائم على دعم التطرف، ودعاها إلى اتخاذ خطوات ملموسة «من أجل الوصول إلى توافق حقيقي مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومع الموقف المشترك ضد التطرف والمنظمات الإرهابية»، وأكد أن الكيل قد طفح، والكرة الآن في ملعب الدوحة، وعليها أن تقوم بتغييرات حقيقية، وقال: إذا اختارت قطر تمويل الإرهاب ستبقى معزولة، وستدفع الثمن اقتصادياً ودبلوماسياً. وقال السفير الإماراتي لدى روسيا، عمر سيف غباش: على قطر أن تختار بين مساندة الإرهاب أو مساندة جيرانها. وأضاف أن لدى الإمارات «كل أنواع التسجيلات» التي تشير إلى أن قطر تنسق مع «القاعدة» في سوريا.
وواصلت قطر، أمس، تعنتها وعدم الانصياع لطلبات الكف عن دعم الإرهاب ووقف تمويل الجماعات المتشددة، كما أضافت مؤشراً جديداً على التباهي بتقاربها مع إيران وتركيا، في حين جددت قناة «الجزيرة» التزامها بالفتنة التي تسير عليها وتتبناها منهجاً لها، وأكدت التزامها بما وصفتها «سياسة الاستقلال التحريري»، وهو ما يعني استمرار التطبيل للجماعات الإرهابية، والهجوم على الدول الأخرى بالترويج للفتن والصراعات، وتخريب البلدان، كما جرى بما يُسمى ب«الربيع العربي».
وبالمقابل، صعدت دول الخليج العربي الضغط على قطر، لوقف ممارساتها الهوجاء الداعمة للإرهاب، أمس الخميس، في حين دخلت دولة تشاد على خط معاقبة قطر، من خلال استدعاء سفيرها من الدوحة للتشاور. وأعلنت وزارة الخارجية التشادية، أنها استدعت سفيرها من قطر للتشاور، في خطوة تمهد لانضمامها رسمياً إلى الدول المقاطعة، ويأتي هذا الإعلان بعد يوم على استدعاء السنغال لمبعوثها من الدوحة، مشيرة إلى «تضامنها الفعلي» مع السعودية.
وفي تأكيد للعناد غير المفهوم والتمرد على المطالب العربية والدولية، أكد وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن التوتر بين قطر ودول الخليج «يهدد استقرار المنطقة بأكملها»، وقال في مقابلة مع «فرانس برس»، أمس الخميس، إن إيران ستخصص 3 من موانئها لقطر، وأنها أبدت استعدادها لتزويدها بمواد غذائية، كما أصر على تعميق الهوة مع أشقائه العرب، برفض طرد المجموعات الإرهابية من بلاده، كما أصرت الدوحة على رفض الجهود المبذولة من الولايات المتحدة لاحتواء الموقف. وقال مسؤول قطري، إن أمير قطر لن يقبل دعوة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحضور محادثات في واشنطن للوساطة، زاعماً أن بلاده «تحت الحصار».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، جميع الأطراف المعنية لتوحيد الجهود الدبلوماسية من أجل حل الأزمة مع قطر. وقال المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك، في نيويورك، إن جوتيريس يتابع الموقف في دول الخليج العربي «بقلق كبير»، وأضاف المتحدث قائلاً: «إن الأمين العام دعا دول المنطقة إلى تجنب التوتر، وبدلاً من ذلك عليها أن تعمل على التغلب على الخلافات». وذكر المتحدث أن جوتيريس طالب باستغلال «الوسائل الدبلوماسية» لحل الأزمة، وعرض تقديم دعمه لذلك.
المصدر: الخليج