أعلنت الإمارات عن تقديم مبلغ 15 مليون دولار للمساهمة في التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع (ألف) الذي يعد تتويجاً للمؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع، الذي استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي في ديسمبر الماضي 2016.
ونتج عنه «إعلان أبوظبي» الذي جاء كنواة أولى لمشروع طويل الأجل. جاء ذلك خلال مؤتمر المتبرعين الذي استضافه متحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية باريس أمس برئاسة كل من الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
تأسيس
ويأتي هذا المؤتمر كخطوة أولى لتأسيس التحالف الذي تقود جهود تأسيسه الإمارات وفرنسا، بهدف إنشاء صندوق مخصص لحماية التراث المهدد بالخطر، وتوفير الدعم المالي الضروري لتنفيذ المشاريع الوقائية ومهام التدخل السريع، وبرامج ترميم الممتلكات التراثية المعرضة لخطر التدمير أو التلف أو التهريب تحت وطأة الصراعات المسلحة.
حضر المؤتمر، إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، ومحمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة.
وجاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في فرنسا، وجان لوك مارتينيز، رئيس ومدير متحف اللوفر إضافة إلى الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أمير منطقة مكة المكرمة مستشار الملك سلمان، والشيخ محمد عبدالله المبارك الصباح ممثل أمير الكويت وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الإعلام الكويتي بالوكالة.
مساهمة
وكشف الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في كلمته التي ألقاها في المؤتمر، عن مساهمة الإمارات في تحالف (ألف) بقيمة 15 مليون دولار أميركي، ونقل سموه للحضور تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
متمنياً للجميع دوام التوفيق والنجاح، وأعرب سموه عن فخره واعتزازه بتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاق مؤتمر المانحين، مشيراً إلى الأصداء الإيجابية التي حققها «إعلان أبوظبي» الذي اعتمد في ختام أعمال المؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع، في ديسمبر الماضي 2016.
وقال سموه: إن هذا التحالف يأتي تتويجاً للجهود والعمل الدؤوب، النابع من إيماننا بأهمية حماية التراث الثقافي العالمي «جوهر الحضارة الإنسانية»، حيث كان المؤتمر النواة الأولى لمشروع طويل الأجل، هو إنشاء صندوق مخصّص لحماية وتأهيل التراث المهدد بالخطر في مناطق الصراع.
حرص
كما أكد سموه حرص دولة الإمارات على اتباع المنهج الذي أسسه الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لحماية التراث الإماراتي والعالمي، حيث إنهما في مقدمة اهتمامات الدولة ومن أولوياتها، مشيراً إلى أهمية التعاون الدولي لتحقيق هذه الغاية السامية، مضيفاً سموه أن تأسيس التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع يأتي كمناسبة لتكريم الجهود التي بذلها الشيخ زايد، طيب الله ثراه،.
وأضاف أن التعاون المشترك بين دولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الفرنسية في دفع تلك المبادرة العالمية، تعد خطوة من بين العديد من المشاريع الثقافية الكبيرة وتؤكد عمق العلاقات الراسخة بين البلدين الصديقين،مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تطالعنا كل يوم بأخبار الأحداث المأساوية التي تهدر تراثنا الثقافي العالمي.
وتدمر ذاكرتنا الإنسانية، حيث تسعى الإمارات وفرنسا إلى زيادة الوعي حول الاحتياجات الملحة للرد على تلك الأحداث، بمبادرات فعالة وسريعة، وتابع سموه: «وضعت الإمارات وفرنسا هدفاً طموحاً يتمثل في إنشاء صندوق عالمي بقيمة 100 مليون دولار من خلال شراكة تجمع بين القطاعين العام والخاص»، موجهاً سموه الشكر والتقدير للمساهمين في هذا المشروع الإنساني العالمي من القطاعين العام والخاص وحضورهم اليوم للإعلان عن التزامهم ودعمهم.
تعايش
وقال سموه إننا لا نسعى إلى الحفاظ على تاريخنا وتاريخ أجدادنا فقط، بل إننا بذلك نضع الأسس والمبادئ لحماية التراث الثقافي لأجيال المستقبل في عالم تتزايد فيه الحاجة إلى التسامح والتعايش، واستحضر سموه مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «ستعيش الأجيال القادمة في عالم يختلف تماماً عن ذاك الذي اعتدنا عليه، لذا فمن الضروري أن نعد أنفسنا وأولادنا لذلك العالم الجديد».
من جانبه ثمن محمد خليفة المبارك، رئيس مجلس إدارة هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة احتشاد المجتمع الدولي معاً لتأسيس هذا التحالف الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع، مشيراً إلى أنه منذ مؤتمر أبوظبي، نجحنا في قطع شوط طويل نحو تطوير استراتيجية محكمة تضمن حماية التراث الثقافي من مخاطر التدمير المأساوية، وحفظ هذا الإرث الإنساني الذي لا يقدر بثمن .
المصدر: البيان