توقع منصور البستكي، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «إم ايه بي فود تركس» المتخصصة في تحويل العربات إلى مطاعم متنقلة أن يحقق قطاع عربات الطعام في دبي نمواً بمعدل 150 % خلال العام المقبل. ولفت في تصريحات لـ «البيان الاقتصادي» إلى وجود ما يقارب 70 إلى 80 عربة طعام قيد الخدمة في دبي حالياً، متوقعاً أن يصل العدد إلى 200 عربة خلال العام المقبل.
فرص استثمارية
وأوضح البستكي أن نمو القطاع يأتي في ظل حزمة من العوامل، يأتي في مقدمتها الاهتمام الحكومي بطرح فرص استثمارية جديدة للمستثمرين ورواد الأعمال عبر تحفيز قطاعات جديدة يأتي في مقدمتها عربات الطعام، حيث تم إصدار قوانين تنظم عمل هذه الفئة من المطاعم المتنقلة من الناحية التشغيلية والإدارية والصحية، بالإضافة إلى المشاريع الترفيهية المفتوحة والتي تضم مناطق مخصصة لعربات الطعام، ويأتي في مقدمتها مشروع «لاست إكزت» الذي فتح الباب على مصراعيه أمام المزيد من النمو والتنوع في هذا القطاع الواعد.
حيث يمثل فكرة مبتكرة نجحت في استقطاب اهتمام الزوار والمستثمرين على حد سواء، كما يجري حالياً تطوير المزيد من المشاريع المماثلة في مختلف أنحاء دبي، كما تشكل فرصة تقديم خدمات توريد الأطعمة والمشروبات خلال المهرجانات والفعاليات الخارجية فرصة مثالية لعربات الطعام، خاصة مع تنوع الأنشطة الاجتماعية والرسمية والمتخصصة في دبي والإمارات عموماً، مما يعكس أهمية قطاع الفعاليات وتوريد الأطعمة للمؤسسات والشركات بالنسبة لعمل هذه الفئة من المطاعم.
رواج واسع
ولفت إلى أن قطاع عربات الطعام أو المطاعم المتنقلة يشهد رواجاً على المستوى المحلي في الدولة والإقليمي في دول الجوار، لافتاً إلى أن الشركة نجحت في تجهيز عربات طعام وتصديرها إلى السعـــودية وإفريقيا والعراق ودول أخرى.
ورداً على سؤال حول موسمية عمل عربات الطعام في الإمارات، أوضح البستكي أن موسم الذروة يمتد بين شهر أكتوبر ولغاية يونيو من كل عام، مشيراً إلى أن الطلب يتواصل خلال فصل الصيف لكن بمعدلات نمو أقل وذلك بفضل وجود العديد من المواقع المسقوفة والمكيفة والتي تتيح وجود شاحنات المطاعم المتنقلة، حيث لا يقتصر ذلك على مراكز التسوق فحسب، بل يمتد أيضاً إلى الأبنية والمرافق المتنوعة، فعلى سبيل المثال هناك العديد من المستودعات والمخازن الضخمة في منطقة القوز والتي تضم عربات أطعمة تعمل داخلها لخدمة الموظفين والزوار.
مبيعات قياسية
انطلق البستكي بشركته في منتصف 2015، لكن البداية الحقيقية للعمليات كانت مطلع العام الجاري، حيث كانت الأشهر الستة الأولى من عمر الشركة مرحلة تأسيسية انصب التركيز خلالها على إنشاء المصنع وتجهيزه وإكمال نماذج العمل المختلف من النواحي التشغيلية واللوجستية والإدارية، بالتزامن مع دراسة تطور الأسواق ورصد نماذج العمل المتبعة في القطاع عالمياً ومحلياً، وبذلك بدأت «إم ايه بي فود تركس» من حيث انتهى الآخرون.
ومنذ بداية العام الجاري، بلغت مبيعات الشركة أكثر من 20 عربة طعام محلياً وإقليمياً، وهو انجاز تم في فترة قياسية بالنسبة لشركة ناشئة. وتخصص الشركة حالياً في تجهيز الشاحنات بالكامل وتحويلها إلى مطاعم متنقلة وتستهدف بذلك المستثمرين الجدد والشركات المتخصصة في تشغيل وإدارة المطاعم والمقاهي من جانب آخر، على أن تنتقل من التركيز على بيع عربات الطعام فقط إلى التأجير خلال العام المقبل.
دعم الرواد
تشكلت رؤية البستكي وتكون طموحة لتأسيس شركة متخصصة في تحويل الشاحنات إلى عربات طعام بدفع من عدة أهداف شخصية وعملية، حيث أراد منذ البداية إطلاق مشروع يخدم نظراءه من رواد الأعمال الباحثين عن مشاريع استثمارية واعدة ومناسبة للميزانيات المحدودة، ووجد في هذا النوع من المطاعم فرصة مثالية للمستثمرين الشباب، حيث تتمتع بعدة مزايا أهمها انخفاض التكاليف نسبياً مقارنة مع المطاعم والمقاهي التقليدية بما يصل إلى 50 %، إذ يمكن أن تصل تكاليف إنشاء مطعم في منطقة على غرار الجميرا إلى مليون درهم، فيما تتراوح تكلفة عربات الطعام التي تجهزها «إم ايه بي فود تركس» من 85 ألف درهم إلى 350 ألف درهماً كحد أقصى، فضلاً عن توفير تكاليف الإيجار والعمال والتجهيزات وغيرها. مما يمثل منصة انطلاق لرواد الأعمال للتوسع لاحقاً في قطاع الضيافة.
خدمات متكاملة
وانطلاقاً من حرصه على دعم الشباب، يود البستكي أن يقدم حزمة متكاملة من التسهيلات لرواد الأعمال من أعضاء مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وصندوق خليفة وبرنامج تجار دبي، بما يشمل أسعاراً تفضيلية وخدمات دعم مجاني تتمثل في إنجاز الإجراءات والموافقات الحكومية من الجهات المعنية مثل تسجيل السيارة في هيئة الطرق والمواصلات والحصول على التصريح الصحي والغذائي من البلدية، ولم يكتف البستكي بذلك، بل يحرص أيضاً على تزويد عملائه مجاناً بقائمة لمنظمي الفعاليات والمهرجانات مما يتيح للمستثمر التواصل معهم وبحث فرص التعاون من خلال تقديم خدمات توريد الأطعمة والمشروبات ضمن الأنشطة المتنوعة التي يتم تنظيمها في مختلف أنحاء الدولة.
نموذج العمل
تقوم شركة «إم ايه بي فود تركس» باستيراد السيارات من خارج الدولة وتقوم بتحويلها وتجهيزها بالكامل وفق متطلبات العملاء وتخصصات كل مطعم مع الحرص على الالتزام بالمعايير والضوابط المتبعة من قبل الجهات الحكومية والرقابية، كما تقدم الاستشارات الخاصة بالتجهيزات لكل نوع من أنواع المطاعم والمقاهي، وتتعاون أيضاً مع شركات متخصصة في التسويق وأخرى لتجهيزات المطاعم بالإضافة إلى موردين للأغذية والمواد الخام، بما يضمن سلسلة توريد متكاملة للمشروع.
ويشير البستكي إلى أن إجمالي عدد الشركات المتخصصة في تجهيز عربات المطاعم في الدولة يصل إلى 3 شركات فقط.
ويوضح المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «إم ايه بي فود تركس» أن تشغيل عربات الطعام تتم عادة من خلال طريقتين، تتمثل الأول في استئجار موقع لفترة زمنية محددة بالتعاقد مع المطورين العقاريين أو الجهات المالكة أو المشرفة على الموقع، سواء كان ضمن مشروع ترفيهي على غرار «لاست إكزت» أو مركز تسوق مثل «دبي مول» أو مع الجهات الحكومية التي تدير المرافق والأماكن العامة على غرار بلدية دبي أو هيئة الطرق والمواصلات وغيرها.
أما النوع الثاني فيتم عبر المشاركات في الفعاليات، على غرار الأنشطة الاجتماعية والترفيهية الجماعية التي تقام في الحدائق والأماكن العامة والتي تتطلب وجود خدمات طعام وشراب للزوار، وهنا يتم الاتـــفاق مع الجهـــة المنظمة للفعالية على نموذج قائم على الاشتراك في العوائد تحرص بموجبه على حصة محددة من المبيعات المحققة خلال الفعالية.
4 نصائح للمستثمرين الجدد في القطاع
توجه البستكي بمــــجموعــة من النصائح الهامة لرواد الأعمال بشكل عام وأولئك الراغبين بالاستـــثمار في عربات الأطعمة بشكل خاص، وتشمل أولاً ضرورة إجراء دراسة جدوى باعتبارها من أساسيات أي مشروع تجاري، حيــث قد يستسهل البعض ممن لا يتمتعون بالخبرة الكافية، إطلاق مشروع لمطعم متنقل نظراً للرواج الكبير الذي يشهده القطاع، ومع تأكيده بقدرة الإنسان على تجاوز المصاعب والتحــديات، إلا أنه يؤكد على أهمية دراسة مختلف الجوانب الإدارية والتشغيلية والمالية والتسويقية للمشروع بشكل متكامل وشامل.
أما النصيحة الثانية فهي الاهتمام بالجودة، والتي تبدأ بجودة الطعام والخدمات وصولاً إلى جودة التسويق والإبداع في نموذج العمل والابتكار في أساليب العرض والتقـــديم، لافتاً إلى ضرورة الاعـــتناء بالشـــكل الخـــارجي للسيارة وإضفاء تصميم مميز وجاذب لاستقطاب العملاء ولفت أنظارهم.
فيما تتمثل النصيحة الرابعة في اختيار الموقع المناسب، وهو أمر حيوي لنجاح واستمرار أي مشروع تجاري.
أما النصيحة الخامسة من البستكي، فهي أن استيراد السيارات المجهزة من الخارج ليس الحل الأمثل والأقل تكلفة أمام المستثمر، إذ يتجه البعض للأسواق الخارجية من أجل استقدام سيارات مطاعم مجهزة للتوفير في السعر، لكنهم يفاجأون لاحقاً بعدم مطابقتها للشروط الصحية والتشغيلية المتبعة في الدولة، ممـــا يضـــطرهم إلى إنفاق المزيد من الأموال لتعديل السيارة من أجل تلبية هذه المتطلبات، وبالتالي ترتفع التكلفة إلى مستوى يفوق ما تم تـــوفيره من خلال الاستيراد.
المصدر: البيان