كشفت «دبي الذكية» أنها ستختصر عبر استراتيجية المعاملات اللاورقية 1600 خدمة حكومية حالياً لتصبح 72 رحلة رقمية بالكامل بحلول عام 2021، لافتة إلى أنه سيتم إطلاق المرحلة الأولى من هذه العملية قبل نهاية العام الجاري، وهي 840 خدمة خاصة بالأفراد و720 خدمة خاصة بقطاع الأعمال.
وأفادت «دبي الذكية» خلال جولة صحافية لـ«الإمارات اليوم»، في مقرها للتعرف إلى مبادرات وخطط التحوّل الرقمي الذكي لمدينة دبي، بأن إجمالي المدفوعات عبر «بوابة سداد دبي الذكية» خلال العام الماضي جاوز 13 مليار درهم لـ41 جهة، بنمو نسبته 17%، مقارنة بعام 2016، وبعدد معاملات بلغ 9.4 ملايين معاملة، بارتفاع نسبته 24% للمعاملات عبر البوابة.
وأكدت «دبي الذكية» أن الإمارة صممت نموذجها الخاص ولم تقبل أي نماذج جاهزة للتحوّل الرقمي، نظراً للطبيعة الخاصة والمكانة التي تحتلها على مستوى الإنجازات والتقدّم.
وكشفت أن عدد التطبيقات الحكومية وصل حتى الآن إلى 124 تطبيقاً، في وقت أصبح فيه بإمارة دبي أكثر من 200 مركز خدمة لتقديم 1600 خدمة حكومية متنوّعة لـ43 جهة حكومية.
يشار إلى أن «دبي الذكية» هي الجهة الحكومية التي تتولى الإشراف على عملية تحول دبي إلى مدينة ذكية، بالتعاون والتنسيق مع جهات قيادية من القطاعين الحكومي والخاص، لجعل دبي نموذجاً معيارياً عالمياً للمدن الذكية.
نموذج خاص
وتفصيلاً، قالت المدير العام لـ«دبي الذكية»، الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، إن «الفرق الجوهري بين منهجية واستراتيجية (دبي الذكية)، وأي مدينة أخرى في العالم تعمل على نموذج ذكي، هو أن التقنيات ليست هي التي ستحول دبي إلى المدينة الأذكى والأسعد، بل التجارب الحياتية الإنسانية التي صممناها ونعمل عليها للارتقاء بحياة الناس من حيث النوعية والسهولة، وصولاً لنكون الأسعد في العالم، ولذلك صمممت دبي نموذجها الخاص ولم نقبل أي نماذج جاهزة للتحوّل الرقمي، نظراً للطبيعة الخاصة والمكانة التي تحتلها الإمارة على مستوى الإنجازات والتقدّم».
وأضافت بن بشر: «في بداية تكليف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لنا، بالتحوّل إلى مدنية ذكية، لم تعثر فرقنا خلال جولة عالمية على نموذج عالمي متكامل في أيّ من مدن العالم، أو معايير ترسم (خارطة طريق) لهذا التحوّل تُلبّي طموحنا وتتيح لنا تحقيق ما نريد، لذلك، أخذنا زمام المبادرة، لنضع مؤشّر المدن الذكية الأوّل من نوعه في العالمSmart City Index بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للاتصالات، ونفخر بأننا سنأخذ، من خلاله، بيد بقية مدن العالم في تحوّلها بينما نُحقق نحن أهدافنا».
مسؤولية مشتركة
وتابعت بن بشر: «نحن حريصون على تحوّل ذكي يكون الجميع في دبي شركاء فيه معنا، لذلك حرصنا على أن يكون القطاع الخاص في المدينة جزءاً لا يتجزأ من جميع خطواتنا، وكذلك الأفراد، ليعملوا معنا ومع شركائنا الحكوميين في تحقيق الهدف، ذلك أنهم جميعاً جزء من التجربة الحياتية والعملية الذكية التي نسعى إلى تحقيقها».
وكشفت أن «مرحلة الانتقال من حكومة إلكترونية عام 2000 إلى حكومة ذكية حتى الآن، رافقها ارتفاع هائل في عدد التطبيقات الحكومية، الذي وصل حتى الآن إلى 124 تطبيقاً، كما أصبح في إمارة دبي أكثر من 200 مركز خدمة لتقديم 1600 خدمة حكومية متنوّعة لـ43 جهة حكومية، وهو عدد هائل من الخدمات والتطبيقات التي تمثّل تحدياً لسهولة تعامل الجمهور مع الخدمات للمؤسسات الحكومية المختلفة، لذلك أردنا جعل تجارب الناس في دبي سواء الحياتية أو العملية (رقمية) بالكامل، لتوفير الوقت والجهد والنفقات، وهو ما سُتحققه استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية».
72 رحلة رقمية
وأكدت أن «دبي الذكية» ستختصر عبر استراتيجية المعاملات اللاورقية 1600 خدمة حكومية مقدمة حالياً لتصبح 72 رحلة رقمية بالكامل بحلول 2021، سيتم إطلاق المرحلة الأولى منها قبل نهاية العام الجاري، وهي 840 خدمة خاصة بالأفراد و720 خدمة خاصة بقطاع الأعمال، لافتة إلى أنه من ضمن الدعائم الأساسية التي تعمل عليها لتنفيذ استراتيجية دبي مدينة لا ورقية بحلول عام 2021، تعزيز وعي وثقافة الأفراد والمؤسسات في ذلك القطاع، وزيادة الثقة في قبول المعاملات التقنية اللاورقية.
وذكرت أن إجمالي المدفوعات عبر منصة «بوابة سداد دبي الذكية» خلال العام الماضي جاوز 13 مليار درهم لـ41 جهة، بنمو نسبته 17%، مقارنة بعام 2016، وبعدد معاملات بلغ 9.4 ملايين معاملة، بنسبة ارتفاع 24% للمعاملات عبر البوابة.
إسعاد الناس
أكدت بن بشر أن «كلّ ما نقوم به في (دبي الذكية) لابُد أن يسهم في إسعاد الناس، لذلك كان من المهم إيجاد أداة تتيح القياس لمدى رضا الناس عن الخدمات، ونقاط تفاعلهم مع التجارب المختلفة في المدينة، وهو ما يمثله (مؤشر السعادة) الذي أطلقنا مبادرته عام 2015 والموجود حالياً في 163 جهة مشاركة، وقد رصدنا عبره انطباعات بلغت 20 مليون تصويت على تجربة أو خدمة».
وشددت على أن «مؤشّر السعادة» أداة فاعلة لصناعة القرار الذكي، إذ يوجد في مكاتب المديرين العامّين لكل المؤسسات الحكومية، شاشات تُبيّن المواقع المختلفة في المدينة، مع تمييز مستوى الرضا والسعادة فيها، بما يعتبر أداة تسمح لهم بالاطلاع على درجات رضا المتعاملين في مختلف المواقع الجغرافية.
انبهار عالمي
وقات بن بشر إن استعراض التجارب والمبادرات الذكية لدبي في الفعاليات والمنتديات العالمية، يعتبر محط انبهار أكثر مدن العالم تقدماً، ما دفع بعض المدن مثل سنغافورة إلى تنظيم زيارات لـ(دبي الذكية) للاطلاع على تجارب المدينة، للاستفادة منها في تنفيذ مبادرات تتعلق بالتحول الذكي.
وقالت: «المجتمعات الغربية تنبهر دائماً باستعراض المبادرات الذكية لإمارة دبي في الفعاليات والمؤتمرات الدولية، وهو ما حدث مع حصول تجربة الإمارة على المركز الأول لجائزة مشروع المدينة الذكية في معرض المدن الذكية في مدينة برشلونة بإسبانيا خلال العام الماضي، إذ جاءت دبي المدينة الذكية الأولى في مجال (بلوك تشين)»، لافتة إلى أن مبادرات المدينة الذكية لدبي حصدت حتى الآن جائزتين عالميتين و13 جائزة محلية وإقليمية.
«بيانات دبي».. المبادرة الأكثر شمولية وابتكاراً
قال مساعد المدير العام لـ«دبي الذكية» المدير التنفيذي لـ«مؤسسة بيانات دبي»، يونس آل ناصر، إن البيانات هي المادة الأساسية لتشغيل كل ما يتعلّق بالتحوّل الرقمي، ولذلك جاء انطلاق مبادرة «بيانات دبي» منذ تأسيس لجنة البيانات المفتوحة عام 2014، وصولاً إلى «مؤسسة بيانات دبي»، لتكون المبادرة الأكثر شمولية وابتكاراً على مستوى العالم، لافتاً إلى أنه تم إيجاد منصة «دبي بالس»، لتكون العمود الفقري للتحوّل الذكي في الإمارة، وهي منصة تتيح البيانات وتوظيفها كركيزة أساسية.
وكشف أن «مؤسسة بيانات دبي» حددت أكثر من 1900 مجموعة بيانات بالشراكة مع فرق البيانات في أكثر من 35 جهة حكومية، وتم توقيع أكثر من 360 عقد بيانات، ونشر أكثر من 200 مجموعة بيانات على منصة «دبي بالس»، فضلاً عن تغذية منصة بيانات دبي بـ233 مجموعة بيانات، ضمنها 142 مجموعة بيانات مشتركة، و91 مجموعة بيانات مفتوحة.
وأضاف أن قانون بيانات دبي حدد واجبات «مؤسسة بيانات دبي»، والشركاء الحكوميين، لافتاً إلى أن دور «دبي الذكية» يتمثل في الإشراف ووضع الإطار التصنيفي للبيانات، وقواعد البيانات الرئيسة، ومراقبة وتنظيم امتثال الجهات للقانون، وإنفاذ السياسات الخاصة بمشاركة وفتح البيانات.
وحدّد دور الشركاء الحكوميين بتجهيز مؤسساتهم وبياناتهم لمشاركة البيانات، وإدامة مشاركة البيانات وتحديثها، والامتثال للقانون والسياسات الخاصة بالبيانات.
بناء المدينة الأسعد يبدأ من «دبي الذكية»
جرت العادة في زيارة المؤسسات الحكومية أن تكون البداية من غرفة اجتماعات، إلا أنه بمجرد دخولنا إلى مقر «دبي الذكية» في «حي دبي للتصميم»، لفت انتباهنا تصميم البيئة الداخلية.
وقالت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، في تعليق لها على ذلك، إن جميع عناصر التصميم الداخلي لبيئة العمل مستوحاة من البيئة الطبيعية الإماراتية، لافتة إلى أن السقف مصمم ليشبه تموجات الكثبان الرملية.
وتابعت: «مهمة بناء المدينة الأسعد تبدأ من داخل (دبي الذكية)، لذلك حرصنا على أن تتيح لفريقنا كل ما يُشجعهم على الإنتاجية والتميّز في أداء عملهم، فصممنا المكاتب وفق نظام المكاتب المفتوحة، كما أن الرسالة الرئيسة كانت أن الفريق أهم عنصر للتمكن من تحقيق مهمة دبي الذكية، وأن اتاحة الابتكار والإبداع عنصر محوري في تحويل أحدث التقنيات لتجارب إنسانية ترتقي بحياة كل من يعيش في دبي».
الشبكة العالمية.. منصة لنشر تجربة المدينة الذكية
قالت المدير العام لـ«دبي الذكية»، الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، إن التحدّي الدائم الذي يدفعنا كل صباح، هو التفوق على أي إنجاز حققناه، لذلك أردنا إيجاد منصة عالمية تجعلنا منطلقاً لنشر تجربة المدينة الذكية من دبي، وفي الوقت ذاته الاستفادة من أفضل التجارب العالمية، لذلك أطلقنا «الشبكة العالمية للمدن الذكية» التي تجمع الخبراء في «دبي الذكية»، والشركاء، وكل المهتمين بالمدن الذكية حول العالم، ولها موقع إلكتروني هو scgn.smartdubai.ae.
وأشارت إلى أن مقر «دبي الذكية» يشمل مكاتب «مؤسسة حكومة دبي الذكية»، الذراع التقنية للمدينة، وضمنها مركز عمليات الأمن الرقمي (السيبراني)، و«مؤسسة البيانات» المسؤولة عن إدارة مبادرة البيانات الأكثر شمولاً وطموحاً في العالم.
هوية رقمية موحدة
كشفت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر أن «دبي الذكية» تعمل حالياً على إعداد مبادرة «الهوية الرقمية الموحدة»، بالتعاون مع هيئة تنظيم الاتصالات، وذلك في إطار تحقيق «مئوية الإمارات 2071»، و«رؤية الإمارات 2021»، وتسريع عملية التحول الرقمي، مشيرة إلى أن الهوية ستتيح إجراء المعاملات عن بُعد، وتسجيل الدخول عن طريق الهاتف الذكي، وإنجاز التوقيع الرقمي على المستندات، ومباشرة الأعمال.
الكوادر الشابة
أكدت الدكتورة عائشة بنت بطي بن بشر، في تعليق على كون الشروح التفصيلية لمبادرات وخطط «دبي الذكية» قدمتها مجموعة من الكوادر المواطنة الشابة، أن «هؤلاء الشابات والشباب هم من يقودون مختلف المشروعات لدينا». وقالت: «ابتكار وتميز هؤلاء الشباب في أداء المهام الموكلة إليهم، هو دعامة من دعامات نجاحنا حتى الآن، وهم من سيقودون هذه المبادرات وغيرها في (دبي الذكية) حاضراً ومستقبلاً».
المصدر: الإمارات اليوم