كاتب - مستشار إعلامي
أين كنا وأين أصبحنا؟ هذا سؤال مهم، يختص بجملة من مشروعاتنا وبرامجنا.
الحقيقة أن البعض يستمرئون النظر إلى النصف الفارغ من الكأس. ولكنني أحب أن أتطلع دوما إلى النصف الممتلئ. هذه النظرة تجعلنا ـــ بل تلزمنا ـــ بالنظر إلى الماضي بتقدير وإجلال، والنظر إلى المستقبل باستشراف وتفاؤل ويقين.
كثيرة هي المنجزات التي تستحق الاحتفاء والفخر. عدد محطات تحلية المياه في المملكة 28 محطة تنتج ما يغطي 60 في المائة من احتياج المملكة من المياه.
وهذا بالمناسبة يعادل 18 في المائة من الإنتاج العالمي من مياه البحر المحلاة. الأمر نفسه يتعلق بالخدمات الأخرى مثل الكهرباء والصحة والضمان الاجتماعي… إلخ.
هذه مجرد نماذج للنصف الممتلئ من الكأس، وما أكثر النماذج التي تستحق التنويه.
قبل سنوات قليلة كان الحديث عن السياحة لدينا يشوبه كثير من الشك، ولكننا اليوم أمام واقع جديد، يؤكد أنه في غضون 15 عاما تمثل عمر الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني تغيرت الصورة. الذين يستحضرون صور الماضي يدركون حجم التغير الذي شهده قطاع الإيواء، والمساجد التاريخية، والتراث العمراني… إلخ.
الأمر نفسه ينسحب على شركات الطيران الناقلة بين المدن، وإعادة تأهيل خدمات محطات الطرق، ونحن نتهيأ للبدء في استخدام القطار في الاتجاه إلى أقصى الشمال، إضافة إلى قطار الشرق.
ويجري الحديث الآن عن استقطاب سياح من الخارج من خلال مبادرات على غرار سياحة ما بعد العمرة، وصولا إلى أن تغدو السياحة مصدرا من مصادر الثراء والنماء. وهو المورد الذي تستشرفه “رؤية المملكة 2030”.
بالأمس كان الأمير سلطان بن سلمان يعيد التذكير من عكاظ في الطائف أن هيئة السياحة تعتز أن لديها 20 مليون مستشار وهم المواطنون، بما لديهم من أفكار ومبادرات خلاقة وملهمة ومحفزة.
هذه النظرة الإيجابية لدور المواطن وأثره تمثل رسالة تحفيزية إيجابية، تكتسب أهميتها في وقت يسعى من خلالها البعض إلى التثبيط وإشاعة الإحباط والتشكيك في حجم المتحقق على الأرض في كل ما يتعلق بالنماء والازدهار.
من المؤكد أن سقف الطموحات لدينا جميعا مرتفع جدا، سواء في الجوانب الصحية أو الاجتماعية أو الثقافية… إلخ. ولكن هذه الطموحات تحتاج إلى الناس الإيجابيين. هناك جوانب قصور بعضها ناجم عن الروتين والبعض الآخر نابع عن توافر التمويل. لكن كل ذلك لا يبرر الاستغراق في تصيد السلبيات فقط.
المصدر: الاقتصادية