قد لا يختفي مرض «كوفيد-19» إلى الأبد. لكن ربما يصبح 2022 العام الذي ينتهي فيه كوفيد كوباء، ليتحول إلى مرض متوطن في معظم بلدان العالم.
جاء ذلك في سياق تحليل لخبير علم الأوبئة راغب علي، وصف فيه الأيام الأولى من العام الحالي بأنها تشبه إلى حد كبير العام الماضي، إذ اضطر من جديد إلى تقدم الخطوط الأمامية لتحليل بيانات متغير فيروس كورونا، ولمساعدة الأطباء في التعامل مع ضغط الحالات المتدفقة إلى المستشفيات في بريطانيا.
عالمياً، ترتفع بسرعة وتيرة الإصابات بالفيروس ومتحوره أوميكرون مع فتح الشتاء لأبوابه على مصراعيها. ففي الولايات المتحدة، وصف تقرير الوضع بأن موجة «تسونامي أوميكرون» تجتاح البلاد، مع تسجيل رقم قياسي بأكثر من مليون إصابة جديدة في يوم واحد. أما الصين، ففرضت إغلاقاً على مدينة ثانية تضم نحو مليون نسمة، لمجرد تسجيل 3 حالات فقط محلية العدوى، ما يؤشر على حجم المخاوف من سرعة التفشي.
لكن خبير الأوبئة قال في مقال نشرته صحيفة «جارديان» البريطانية إن الواقع اليوم «أفضل بكثير»، معدداً مجموعة من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل بأن 2022 سيكون أفضل على صعيد زوال الجائحة.
ويرى خبير الأوبئة أن يناير ربما يكون أصعب الأشهر التي ستمر على بريطانيا، حيث يدخل عشرات الآلاف إلى المستشفيات ويفقد الآلاف حياتهم أسبوعياً. ولم يستبعد حدوث ما وصفها بـ«قمم شتوية موسمية».
المناعة
غير أنه وبعد الحماية التي تلقاها الكثيرون مع اللقاحات، تعتبر «المخاطر الفردية» أقل بكثير. ورأى راغب علي أن تلقي اللقاح والخبرة في كيفية التعامل مع المرض تعني «معدلات وفيات أقل بكثير»، لا سيما مع انخفاض معدل وفيات العدوى فعلياً لأكثر من 80 %.
وأكد أن «المؤشرات المبكرة تشير إلى أننا لسنا بصدد تكرار الشتاء الماضي»، كما أن البيانات الواردة من جنوب أفريقيا تعطي أملاً في أن هذه الموجة ستكون أسرع من السابقة، وستكون خسائرها في الأرواح أقل.
وتحدث خبير الأوبئة في مقاله تفصيلاً عن وصول أدوية جديدة مضادة للفيروسات، والتي «بدأ تواً استخدامها في المملكة المتحدة»، مؤكداً أنها قادرة على إحداث تغيير على النحو الذي قامت به أدوية مماثلة مع فيروس نقص المناعة البشرية، والتهاب الكبد الوبائي «فيروس سي».
احتمال واقعي
هذه الأدوية، سهلة التوزيع والتي يمكن تناولها عن طريق الفم، من شأنها تقليل مخاطر دخول المستشفى بنسبة ربما تصل إلى 90%. كما أنها فعالة تقريبا ضد جميع المتحورات، وإن كان بعضها لا يزال خاضعاً لتجارب سريرية.
وأشار المقال إلى أنه في الوقت الذي ستظهر فيه بالضرورة متحورات أخرى من فيروس كورونا خلال العام، تلوح في الأفق لقاحات جديدة تستهدف أجزاء من الفيروس إلى جانب البروتين الشوكي، فضلاً عن لقاحات يُجرى اختبارها وتُعطى عن طريق الأنف أو الفم، تسهيلاً على من يعانون من فوبيا الحقن.
ويختم الكاتب مقاله، معتبراً أن «تلقيح العالم بأكمله في عام 2022 احتمال واقعي»، شريطة وضع حد لاستئثار بعض الدول باللقاحات، وتعليق إصدار براءات الاختراع بشكل مؤقت.
المصدر: الرؤية