كاتب عمود يومي في صحيفة الوطن السعودية
سعر رغيف الخبز يقفز 100%.. هكذا يقول العنوان الرئيس على هذه الصحيفة بالأمس في قبض شارد على مخبز واحد يتجرأ لفك العقدة. وأعني بالعقدة، ارتباط ربطة الخبز التاريخي بالريال. ولكن: من هو الذي يحاول تخديرنا أن ربطة الخبز وريالها هو المؤشر كي يكون ريالاً في اليوم هو العقدة؟ كل ما يحصل بالسوق هو استغلال سخيف، وجشع يحتاج إلى الكبح بعد قرار وزارة العمل بفرض رسوم إلى (2400) ريال. نحن نعلم جميعاً أن هذا القرار لم يستهدف سوى أقل من ثلث قوة العمل، وأن القرار نفسه لم يضف إلى كاهل هذا الثلث سوى أقل من سبعة ريالات في اليوم الواحد، فما هي التبعات الواهمة الكاذبة التي ندفع ضرائبها على هذا القرار؟: الدجاجة تصبح أقل حجماً ولكنها تكسب أربعة ريالات فوق السعر القديم. طبق البيض يكسب من القرار ثلاثة ريالات إضافية في ظرف أسبوع. عامل الأجرة اليومية في (العمارة) يطلب ثلاثين ريالاً إضافياً فوق الأجرة السائدة قبل القرار. سائق سيارة (السطحة) الذي سحب سيارتي للورشة يطلب ضعف أجرته المعتادة، متعللاً بالحرف بقرار الوزارة. حاوية الماء إلى خزان منزلي تشترط عشرين ريالاً إضافياً، رغم أن سعر الماء من المحطة مثل سعر الوقود لم يتغير هللة واحدة. أستاذ الدروس الخصوصية لأطفالي (الذي استغنينا به عن المدرسة) يطلب الشهر الماضي ضعف رسومه السابقة.
سأعترف لكم، أنني لا أدير من حياتي المالية اليومية ريالاً واحداً غير مصروفي الشخصي، وأنني تركت هذا الأمر براحة (بال وضمير) إلى زوجتي التي تتدبر شؤون حياتنا المالية بعقل (معالي المحافظ) بالغ التحفظ. هي أمامي الآن تبرهن بالفواتير أننا دفعنا في الأشهر الأربعة الأخيرة ما يقرب من الثلث فوق مصروفنا من قبل كعائلة صغيرة من الطبقة المتوسطة. نحن ندفع في اليوم الواحد ما يقرب مئة ريال فوق الأسعار القديمة لكل شيء، لأن عامل الخدمات يدفع بعد القرار سبعة ريالات بسبب قرار الوزارة. قرار الوزارة لـ2400 ريال بات شماعة للدجل والكذب، يدفع فيها، وبموجبها، كل رب أسرة وكل مواطن ما يقرب من مئة ريال في اليوم من أجل زيادة في رسوم سبعة ريالات للعامل الوافد في ذات اليوم الواحد.. هذه المعادلة بالأرقام تبرهن دلالة الجشع والابتزاز، وفي آخر السطر: أنا مع قرار الوزارة.
المصدر: الوطن أون لاين