البداية كانت مشروعا دراسيا حول الإنترنت في جامعة اليمامة شاركت فيه 28 طالبة, وبلغت تكاليفه 5600 ريال، أما اليوم فتقدر قيمة موقع «شيفت» www.theshiftsa.com بـ 150 ألف ريال في خمسة أشهر فقط, وهو موقع يتطلع إلى تكوين علاقات عمل ناجحة بطرق حديثة ومتطورة، كونه حلقة وصل بين أصحاب الأفكار الإبداعية ومن يستطيع تنفيذها، ويدعم الأفكار والمشاريع الحرة عن طريق التسويق والإعلان عنها، فضلاً عن عرض أعمال وأفكار المبدعين وكيفية التواصل معهم مجاناً.

تقول لـ «الاقتصادية» الدكتورة ريم عمر بن صديق, مشرفة مشروع الطالبات, إن الفكرة نبعت من رغبتها الابتعاد عن أسلوب البحوث التقليدية وعروض باور بوينت, “طلبت من الطالبات تنفيذ فكرة فعلية لمشروع في ريادة الأعمال, فكان من بين الأفكار, مشروع حول الخاطبات وآخر للخادمات, حتى جاءت فكرة موقع theshift ليكون منصة يجمع رواد الأعمال والراغبين بالعمل الحر السعوديين”. مبينة أن الموقع يمكن أصحاب العمل من البحث عن التخصصات التي تناسبه ويرغب بالتعاون معها، كما تمكنه من أن يطلب من إدارة الموقع البحث له عن تخصص يحتاج إليه ويبحث عنه, مشيرة إلى أنهم اكتشفوا الكثير من المواهب والإبداعات، وتذكر من هؤلاء شابا سعوديا متخصصا ومعه شهادة في الطبخ ويعيش في كندا.

وتتوقع صديق أن يعمل الموقع مع وزارة العمل مستقبلا بمنح رخص للعمل الحر للأفراد وهو المنتشر عالميا ويطلق عليه FREE LANCER. وبينت أنه بعد دراسة واستطلاع على 200 فرد, تبين أن 48 في المائة منهم لا يفضلون العمل بدوام يبدأ من 8 صباحا ويتمنون العمل الحر, ولا يرغبون بالالتزام بدوام معين, إضافة إلى دراسة أخرى بينت لهم أن 80 في المائة من السعوديات معهن شهادة جامعية, ولا يرغبن في العمل بسبب الزواج وصعوبة الالتزام بالدوام, فكانت فكرة الموقع الذي بلغ رأسماله 5600 ريال، جمعتها الطالبات بسهم قيمته 200 ريال عن كل فتاة, “بعدها تكونت شركة متكاملة لها رئيس مجلس إدارة، ومدير تسويق، وقسم للمشاريع، وآخر للخبراء”.

وأكدت المشرفة على المشروع أن قيمة “شيفت” الآن 150 ألف ريال في خمسة أشهر فقط. من جهة أخرى، قالت الدكتورة وفاء طيبة مستشارة وزير العمل في كلمتها التي ألقتها باللغة الإنجليزية لتدريب الفتيات على مهارات وخبرات العمل إن وجود منصة تقنية تستضيف المبدعين بريادة الأعمال والعمل الحر, سيتيح فرص العمل بشكل أكثر خاصة بالنسبة للسيدات اللاتي شكلن 85 في المائة من مستفيدات برنامج حافز, مؤكدة أن الفتيات والسيدات من حقهن العمل في بيئة تضمن لهن التوازن بين حياتهن الاجتماعية والعملية وهذا من أهم المشاريع التي تسعى لها وزارة العمل.

وبينت أن فكرة المنصة ستلقى نجاحا وقبولا لأنها تتسق مع طبيعة المجتمع السعودي الذي يوصف بأنه مجتمع شاب, “شبابنا ـــ حسب إحصائيات ـــ يحتلون المرتبة الأولى في مشاهدة يوتيوب بواقع 90 مليون مشاهدة يومياً, وهم الأكثر اشتراكاً في مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” بين دول الخليج وفي الشرق الأوسط”, وقالت إن المستقبل للفتيات والشباب لأنهم الأقدر على استخدام التقنية الجديدة.

المصدر: الإقتصادية