عندما تعجز بلدان الربيع العربى عن تحقيق أحلامها فى الحرية والديمقراطية.. ولنكتشف جميعاً أن كل الوعود والآمال كانت «كلام فارغ».. وأن كل الأحلام بمستقبل مشرق تحولت إلى واقع مظلم ومستقبل شيطانى.. وعندما تتجول فى البلاد العربية صاحبة ربيع الحريات يقشعر بدنك من الخوف على المستقبل الضبابى لهذه البلاد.. وعندما تأخذ الشريحة الأهم وهى شريحة الشباب لنضع منظاراً لأدائهم وإحساسهم وتفكيرهم.. فإن الدم يتجمد فى عروقى ندماً عليهم، وخوفاً منهم.. فمثلاً ليبيا. فإن نسب مدمنى المخدرات والهيروين وحبوب الهلوسة وهى إحصائية دولية لمكافحة المخدرات تصل لأكثر من 21 ألف مدمن ما بين طالب مدرسى وجامعى ومتعلمين وعاطلين، ودائماً تجد فى كل مكان بائعى الهلوسة، ويا له من غد مشرق ضائع لنجد مكانه الغد المتهلوس.. أما العراق هو الآخر فلم يكن معروفاً برواج المخدرات، ولكن بعد التحرير والديمقراطية.. والقضاء على صدام الديكتاتور انتهت زراعة الأرز، وحلت محلها زراعة الخشخاش، وهكذا تخلصوا من الماركسية التى تدعى أن الدين أفيون الشعوب ليصبح الأفيون هو دين الشعوب.. أما غزة ولبنان واليمن فتجد الحب الأول للشباب أصبح هو كل المهلوسات، وبالحديث عن مصر وتونس فالتطور فيهما مثلما يتطور الداء الخبيث فكل ما هو ممنوع فى عرف الحريات والقانون يتطور عن قصد أو جهل، وبمباركة أصحاب الذقون باسم الدين لنصبح من سيئ إلى أسوأ.. دون أن نشعر.. وعندما نبحث عن فجر التنمية والعدالة نصطدم بأنه أصبح فجر الكذب والخداع.. أما الشباب الهمام فى مصر وتونس فتجد أن الترامادول هو العنصر الجذاب لأجيال الحرية والديمقراطية، وأيضاً الخداع الدينى وهما العنصران اللذان قضيا على شباب مصر وتونس.. فالعقول ضلت طريق الحرية والعدالة، وضلت طريق الديمقراطية.. لنسبح جميعاً فى بحر الظلمات بعد أن توقفت العقول، وضاعت القوانين، واستبيحت الدساتير لتضيع الأمة العربية باسم فجر الربيع العربى.. الكاذب.

المصدر: المصري اليوم