حذرت شرطة أبوظبي من مخاطر وتأثيرات التنمر الإلكتروني، التي قد يتعرض لها الأطفال، في الفضاء الإلكتروني، محددة ثلاثة إجراءات مثالية للتعامل مع المتنمر الإلكتروني على وسائل التواصل الاجتماعي، أو أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية أو وجود الطفل عبر الإنترنت، وهي: أولاً: حظر الشخص المتنمر، ثانياً: إلغاء متابعة حساب المتنمر، ثالثاً: إبلاغ إدارة الموقع بواقعة التنمر للتحقيق فيها.
وأكد رئيس قسم جرائم الاعتداء على الطفل في مديرية التحريات والتحقيقات الجنائية بشرطة أبوظبي المقدم حمد حياب الكتبي، أن شرطة أبوظبي تتعامل بحزم وجدية مع ما يصلها من بلاغات الاعتداء على الأطفال، بأي صورة، وتتخذ إجراءاتها بحق المعتدين أو المتنمرين.
وذكر الكتبي عبر بودكاست «جسور الأمل» في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن القسم بدأ مهام عمله في 2014، كوحدة تنظيمية في قسم جرائم النفس، وفي 2017 استحدثت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، قسم جرائم الاعتداء على الطفل، ويتضمن ثلاثة فروع، الأول مكافحة العنف ضد الطفل، والثاني الاعتداءات الجنسية على الطفل، والثالث استغلال الطفل عبر الإنترنت.
وأشار إلى أن أنواع الاعتداءات التي قد يتعرض لها الطفل في الحياة الواقعية، مختلفة، لكن أبرزها هو الاعتداء الجسدي، والجنسي والإهمال، والإهمال العاطفي، وأخطرها هو استغلال الطفل عبر الإنترنت.
وأوضح أنه «حسب المشرع الإماراتي، فإن الطفل هو كل شخص ولد حياً لم يتجاوز الـ18 عاماً من عمره، وهذا وفق المفهوم القانوني الدولي، وتعريف منظمة الأمم المتحدة، وقد أخذ به المشرع الإماراتي».
وأشار إلى أنه حسب الإحصاءات العالمية فإن 62% من الأطفال حول العالم مروا بتجارب سلبية عبر الإنترنت، و45% فتحوا بلاغات في حوادث تعرضوا لها.
ولفت إلى أهمية منصة «صنف» التي أطلقتها هيئة تنظيم الاتصالات والحكومة الرقمية، وهي منصة تميز الألعاب الإلكترونية، وتحدد العمر المناسب والمسموح لممارستها حسب الفئة العمرية، ومن ثم تسمح للأهالي بمعرفة طبيعة الألعاب التي يمارسها أطفالهم وهل هي مناسبة لأعمارهم، وبالتالي تجنب مخاطرها المحتملة وتأثيراتها السلبية، خصوصاً تلك التي تروج للعنف والأفكار السلبية غير المناسبة في مجتمعاتنا.
وأشار الكتبي إلى أن أبرز المخاطر التي يمكن أن يواجهها الطفل عبر الإنترنت، هي التنمر والاستدراج، والاطلاع على محتوى غير لائق، وفقدان التحكم في البيانات الشخصية، والتعرض لمخاطر التقنية والحاسب الآلي، والإدمان على الإنترنت.
وحذّر من خطوة التنمر الإلكتروني على الطفل، مبيناً أنه سريع الانتشار، ومن صوره، وضع الهاشتاغ ونشر صور غير لائقة أو مقطع فيديو محرج، أو مقال وغيرها، وتكمن خطورته في أن تأثيره يمتد لفترة طويلة ويمس الطفل في حياته الواقعية.
ولفت إلى أن أكثر الأطفال المتنمر عليهم إلكترونياً، قد تعرضوا للتنمر واقعياً أيضاً، مشيراً إلى أن الأسرة عليها دور في احتواء الطفل الذي يتعرض لمثل هذا النوع من التنمر، من خلال تقديم الضمانات والدعم للطفل في حال تعرضه للتنمر، وتوعيته بكيفية التصرف الصحيح في حال وقع ضحية للتنمر، من خلال أسلوب «ستوب بلوك ربورت»، وهو يعني وقف التعامل مع الشخص المتنمر، وحذفه من الصفحة أو الحساب، وتقديم بلاغ في الموقع، بحيث يتم تتبع صاحب الحساب والتحقق من جريمته، وعدد المرات التي ارتكب فيها فعل التنمر مع الآخرين، فيما أسهم التعاون بين إدارة الموقع الإلكتروني والشرطة في الوصول إلى الشخص المتهم بواقعة التنمر.
وأكد أن الشرطة تستقبل بلاغات الاعتداء على الأطفال من خلال قنوات عدة، وتتعامل معها بسرية تامة، ومنها عدم ذكر اسم الطفل أو أسرته، لأن الهدف هو الوصول إلى مرتكب فعل الاعتداء أو الابتزاز أو التنمر بحق الطفل.
مراقبة الأطفال
حذّرت شرطة أبوظبي من مخاطر استخدام الأطفال والمراهقين للألعاب الإلكترونية العنيفة التي تُحرضهم على العدوانية، لافتة إلى الآثار النفسية الوخيمة التي تصل إلى حد الإدمان وفرض حالة من العزلة والانفصال عن الواقع.
ودعت ضمن حملاتها المستمرة في هذا الصدد، أولياء الأمور إلى ضرورة متابعة أطفالهم ومراقبتهم والتدخل في اختيار الألعاب والتطبيقات الإلكترونية ذات المحتوى الجيد وغير الضار وعدم اعتبار الألعاب الإلكترونية مجرد ألعاب عادية يقضي الأطفال وقتهم معها فهي سلاح ذو حدين، قد يستفيد منها الطفل وأيضاً قد تُشكل عليه خطورة.
المصدر: الامارات اليوم