كشفت إحصاءات ضمن تقرير أطلقه «برنامج الحوكمة والابتكار» في كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالتعاون مع نادي دبي للصحافة، أن 30 في المائة من العرب الذين شاركوا في استبيان تضمنه التقرير يعتمدون على الإعلام الاجتماعي بصفته مصدرا أول للأخبار، وأن نحو 55 في المائة من المعلمين يستخدمون أيضا وسائل الإعلام الاجتماعي بوصفها موردا تعليميا، كما رصدت الإحصاءات أن 71 مليونا من بين 135 مليون مستخدم للإنترنت في العالم العربي، يستخدمون الإعلام الاجتماعي.
ويمهد التقرير الذي جاء تحت اسم «نظرة على الإعلام الاجتماعي في العالم العربي 2014» لفهم التنامي المستمر لدور الإعلام الاجتماعي في مختلف أوجه حياة المواطن العربي.
وارتكز التقرير على مجموعة كبيرة من الدراسات أجراها البرنامج ضمن سلسلة تقارير الإعلام الاجتماعي العربي لتحليل تأثير وسائل الإعلام الاجتماعي على الأوجه الإعلامية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية لسكان البلدان العربية. ويتألف التقرير من محاور ثلاثة؛ هي: واقع الإعلام الاجتماعي بالعالم العربي حتى نهاية عام 2013، وتوجهات استخدام الإعلام الاجتماعي مصدرا للأخبار، إضافة إلى أثره على التعليم عربيا.
وفي المحور الأول، يركز التقرير على التوزيع الديموغرافي لمنصات التواصل الاجتماعي، ويظهر أنه على الرغم من احتكار مصر عام 2013 لأكبر حصة من مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بالعالم العربي، فإن الإمارات تصدرت بلدان المنطقة على صعيد الانتشار بنسبة 54 في المائة من عدد سكانها، بواقع 4.4 مليون شخص يمثلون زيادة بمقدار مليون شخص خلال عام 2013.
وقال الدكتور علي سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: «يقدم التقرير معلومات أساسية حول منصات التواصل الاجتماعي في المنطقة من أجل المساهمة في صياغة سياسات أفضل، ودعم الحوكمة الرشيدة، وتعزيز الإدماج الاجتماعي في الدول العربية. وتهدف الدراسات إلى تحليل الدور الذي يمكن أن تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في تبادل المعارف والابتكار عبر دعم المشاركة بين الحكومات والمواطنين. وتعكس الشراكة أهمية مساهمة البحث العلمي في صياغة سياسات عامة قائمة على أسس ثابتة، وربط الجانب العلمي بالتطبيق العملي».
بدورها، عدّت منى غانم المري، رئيس نادي دبي للصحافة رئيس اللجنة التنظيمية لمنتدى الإعلام العربي، أن التقرير «يرصد الأبعاد المختلفة لظاهرة انتشار منصات شبكات التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالمشهد الإعلامي، وما أفرزته من أنماط جديدة في الاتصال يمكن وصفها بالإعلام الاجتماعي، في الوقت الذي وضعت فيه وسائل التواصل الاجتماعي الإعلاميين أمام تحد كبير، وألزمتهم بعملية تحديث وتطوير، القصد منها مواكبة القدرة المتنامية لدى أفراد المجتمع العاديين على توصيل المعلومة والخبر بامتلاك الأدوات والمنصات اللازمة لذلك».
أما فادي سالم، مدير «برنامج الحوكمة والابتكار» في الكلية والكاتب المشارك في التقرير، فقال: «أصبح الاندماج بين منصات التواصل الاجتماعي والإعلام التقليدي واقعا ملموسا في العالم العربي اليوم. وأظهر التقرير أن عدد مستخدمي الإعلام الاجتماعي في العالم العربي نهاية عام 2013 قارب 71 مليون شخص من بين 135 مليون مستخدم للإنترنت. وتؤكد نتائج سلسلة البحوث التي أجريناها أن الإعلام الاجتماعي بات منافسا قويا للإعلام التقليدي. وتبين أن ما يقارب 30 في المائة من العرب المشاركين في دراساتنا يعتبرون الإعلام الاجتماعي المصدر الرئيس للأخبار».
من جانبها، أشارت منى بوسمرة، مدير منتدى الإعلام العربي ونادي دبي للصحافة، إلى أن التقرير ما هو إلا بداية لسلسلة التقارير التي سيعمل المنتدى على إطلاقها في كل دورة.
كما تضمن التقرير أيضا تحليلا حول تأثير وسائل الإعلام الاجتماعي على التعلم مدى الحياة بالمنطقة.
إلى ذلك، أجرى «برنامج الحوكمة والابتكار» في الكلية دراسة استقصائية إقليمية شملت نحو 4000 مشارك، رصدت من خلالها التصورات العامة حول جودة التعليم، واستخدام التكنولوجيا ووسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية عبر مختلف مستويات التعليم، والانقطاع عن التعليم بسبب النزاعات والتوترات السياسية، وكذلك وجهات النظر في الإصلاح التربوي.
من جهتها، عدّت رشا مرتضى، الباحثة في «برنامج الحوكمة والابتكار» في الكلية والكاتبة المشاركة في التقرير، أن «التعليم واحد من المجالات التي شهدت اعتمادا واسعا على وسائل الإعلام الاجتماعي، وإن أصبح الإعلام الاجتماعي مُمكنا رئيسا للابتكار والتعاون في مجال التعليم، فظهرت بذلك مفاهيم جديدة مثل «التعلّم الاجتماعي» و«الدورات واسعة الانفتاح عبر الإنترنت. وأبدى ما يفوق 75 في المائة من ذوي الشهادات العليا والخبرة العملية من المشاركين استعدادا لمشاركة مهاراتهم وخبراتهم مع الطلبة من خلال وسائل الإعلام الاجتماعي».
وقال عشرة في المائة ممن شملهم الاستبيان، إن مدارس أبنائهم تستخدم منصات الإعلام الاجتماعي في الصف. وأوضح المدرسون أهمية الإنترنت والإعلام الاجتماعي في مساعدتهم على إكمال تدريسهم للمناهج التعليمية.
وحول ما يخص التكنولوجيا واستخدام وسائل الإعلام الاجتماعي في الفصول الدراسية، ذكر 55 في المائة من المعلمين الذين شملتهم الدراسة أنهم يستخدمون وسائل الإعلام الاجتماعية موردا تعليميا. في المقابل أعرب نحو 56 في المائة من الآباء والأمهات عن قلقهم إزاء ما تسببه وسائل الإعلام الاجتماعي لأطفالهم من إلهاء وتشتيت للانتباه.
من جهة ثانية، أشار 84 في المائة إلى ضرورة تعاون الحكومات والقطاع الخاص في تعميم الاتصال بالإنترنت في الفصل الدراسي، في حين وافقت نسبة أقل من 77 في المائة على أن استخدام الإعلام الاجتماعي ينبغي أن يدمج في عمليات إصلاح المناهج.
وخلص هذا القسم من التقرير إلى التأثير الإيجابي للإعلام الاجتماعي في تقديم إمكانات التعلم عن بعد، وإشراك الطلبة وأولياء الأمور بصورة جماعية، وتخفيض زمن وتكلفة العمليات التعليمية.
واتفق المشاركون في الاستبيان على ضرورة دمج الإعلام الاجتماعي في الإصلاح التعليمي بصفته أداة تُدمج في التعليم وفي المبادرات التعليمية، وأداة في صناعة السياسات التشاركية للقضايا التعليمية. وعدّوا إمكانية النفاذ الشاملة إلى الإنترنت والتقنية التي تقدمها الحكومة والقطاع الخاص إحدى القضايا الرئيسة للإصلاح التعليمي.
المصدر: الشرق الأوسط